من الاستحالة أن تكون إيران صادقة في أي من تصريحاتها بشأن البحرين، خاصة تلك التي تحاول من خلالها بيان أنها بريئة مما حصل لدينا «براءة الذئب من دم ابن يعقوب».
إيران تتعامل مع المنطقة لا عبر التدخل المباشر الواضح، بل عبر استنهاض طوابير خامسة تعتمد على ولاءاتها الدينية وانتماءاتها المذهبية، هي تخلط الدين بالسياسة، وترى في كل شيعة المنطقة أتباعاً لها، لابد لهم أن ينصاعوا لأوامر المرشد الأعلى لأنه لا ينطق عن الهوى بل يوحى إليه بفضل عصمته.
تخرج إيران عبر مسؤوليها لتنفي في بيانات ارتباطها بأية اضطرابات تشهدها الدول الخليجية وبالأخص البحرين، لكن في المقابل البيانات والتصريحات التي تصدر عن مسؤولين رسميين وذوي شخصيات اعتبارية في النظام هناك تفوق بيانات النفي بأعداد مضاعفة، كلها تستهدف البحرين وتعتبرها ولاية تابعة لها.
حتى في بيانات النفي لا يمكن لإيران أن تتنصل من رغبتها الجامحة في اختطاف البحرين، تجد الكلمات واضحة بشأن التدخل في شؤوننا الداخلية، والرسائل بينة تلك التي توجهها لاستنهاض من تعتبرهم طوابير خامسة تابعة لها للاستمرار فيما يقومون به حتى يحققوا لها مرادها في النهاية.
آخر تصريحات مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان، نفى فيها تدخل بلاده في شؤون البحرين إلا أنه لم يقوَ على الوقوف عند النفي فقط، بل أخذ يفصل الوضع البحريني كما يراه و»يتهم النظام البحريني بعمليات قمع وقتل واستخدام غازات سامة ضد المواطنين».
هذا التوصيف عادي جداً من مسؤول دولة تعمل خلاياها السرية على تجنيد مواليهم في كل دولة خليجية لتشكيل جبهات إيرانية من الداخل تعمل على زعزعة واستقرار هذه الدول. توصيف طبيعي يعبر عما يختلج بداخلهم من نوايا تجاه دول الخليج، تجاه البحرين التي كانوا يعتبرونها لقمة سهلة سيبتلعونها في طريقهم لاستهداف السعودية كخطوة تالية باعتبارها تمثل اللاعب الرئيس المقابل لإيران في توزيع القوة بالمنطقة.
لو يخرج كل يوم مسؤول إيراني لينفي ارتباطهم بالفوضى الحاصلة في البحرين، لينفي احتضانهم لعناصر خائنة لوطنها، لينفي علاقتهم باحتضان سعيد الشهابي وجماعة لندن، أو ينفي توجيههم الأوامر عبر «حزب الله» لحسن مشيمع و«جماعة الوفاء» و«أمل»، فإن الساذج فقط هو من سيصدق هذا الكلام.
الأطماع الإيرانية بشأن البحرين ليست مسألة وليدة اليوم، وليست حلماً انتهى في الماضي وقبلت به إيران وأنهت ملفها لاختطاف البحرين باعتبارها جزء منها، هي مستمرة وستظل، يحركها إعلامهم، وتعززها ولاءات بائعي أوطانهم المؤمنين بأن التبعية العمياء المطلقة يجب أن تكون لحكم الملالي وأوامر المرشد الإيراني.
المهزلة في تصريحات عبداللهيان قوله «إن ما يجري في البحرين يمثل خرقاً كبيراً لحقوق الإنسان»!
نقــــول مهزلــــة، لأن المسؤوليـــــن الإيرانيين هم آخر من يتكلمون عن حقوق الإنسان، وعن الخروقات التي تمس الاتفاقات الدولية المعنية بانتهاكات حقوق الإنسان، إذ أن المغفلين وحدهم هم من يصدقون كلاماً فارغاً يصدر من أناس هم يملكون الرقم القياسي في قتل البشر المختلفين معهم، هم أكثر نظام طائفي يبيد الناس من المكونات الأخرى بالأخص المكون السني، هم النظام الذي يدافع باستماتة عبر كتائبه العسكرية عن نظام دموي مثل نظام بشار الأسد الذي يمضي لحصد أرواح شعبه وتخطى حاجز الستين ألف شهيد.
إيران آخر من تتكلم عن حقوق الإنســــان، لأن مفهومهــــا لحقـــوق الإنسان يبرز بوضوح من على أعمــدة الإنارة في شوارعها، هذه الأعمدة التي شنق عليها معارضون دون أية محاكمات، استخدمت كمشانق أكثر من استخدامها الأصلي في إنارة الشوارع.
خذوها قاعدة، حينما يخرج مسؤول إيراني للدفاع عن قضية ما، ويتحدث عن سياسات تناقض السياسات التي تمارسها إيران ونراها رأي العين، فعليكم الجزم بأن لإيران يداً في الموضع، فالمجرم دائماً يحوم حول مسرح جريمته.
إيران لا تستميت على قضية، ولا تسخر لها كافة جهود وطاقات وسائل إعلامها، إلا لأنها استثمرت فيها، إلا لأنها ضخت أموالاً ووجهت دعماً وجندت أشخاصاً، ولا تريد لجهودها أن تبوء بالفشل.
{{ article.visit_count }}
إيران تتعامل مع المنطقة لا عبر التدخل المباشر الواضح، بل عبر استنهاض طوابير خامسة تعتمد على ولاءاتها الدينية وانتماءاتها المذهبية، هي تخلط الدين بالسياسة، وترى في كل شيعة المنطقة أتباعاً لها، لابد لهم أن ينصاعوا لأوامر المرشد الأعلى لأنه لا ينطق عن الهوى بل يوحى إليه بفضل عصمته.
تخرج إيران عبر مسؤوليها لتنفي في بيانات ارتباطها بأية اضطرابات تشهدها الدول الخليجية وبالأخص البحرين، لكن في المقابل البيانات والتصريحات التي تصدر عن مسؤولين رسميين وذوي شخصيات اعتبارية في النظام هناك تفوق بيانات النفي بأعداد مضاعفة، كلها تستهدف البحرين وتعتبرها ولاية تابعة لها.
حتى في بيانات النفي لا يمكن لإيران أن تتنصل من رغبتها الجامحة في اختطاف البحرين، تجد الكلمات واضحة بشأن التدخل في شؤوننا الداخلية، والرسائل بينة تلك التي توجهها لاستنهاض من تعتبرهم طوابير خامسة تابعة لها للاستمرار فيما يقومون به حتى يحققوا لها مرادها في النهاية.
آخر تصريحات مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان، نفى فيها تدخل بلاده في شؤون البحرين إلا أنه لم يقوَ على الوقوف عند النفي فقط، بل أخذ يفصل الوضع البحريني كما يراه و»يتهم النظام البحريني بعمليات قمع وقتل واستخدام غازات سامة ضد المواطنين».
هذا التوصيف عادي جداً من مسؤول دولة تعمل خلاياها السرية على تجنيد مواليهم في كل دولة خليجية لتشكيل جبهات إيرانية من الداخل تعمل على زعزعة واستقرار هذه الدول. توصيف طبيعي يعبر عما يختلج بداخلهم من نوايا تجاه دول الخليج، تجاه البحرين التي كانوا يعتبرونها لقمة سهلة سيبتلعونها في طريقهم لاستهداف السعودية كخطوة تالية باعتبارها تمثل اللاعب الرئيس المقابل لإيران في توزيع القوة بالمنطقة.
لو يخرج كل يوم مسؤول إيراني لينفي ارتباطهم بالفوضى الحاصلة في البحرين، لينفي احتضانهم لعناصر خائنة لوطنها، لينفي علاقتهم باحتضان سعيد الشهابي وجماعة لندن، أو ينفي توجيههم الأوامر عبر «حزب الله» لحسن مشيمع و«جماعة الوفاء» و«أمل»، فإن الساذج فقط هو من سيصدق هذا الكلام.
الأطماع الإيرانية بشأن البحرين ليست مسألة وليدة اليوم، وليست حلماً انتهى في الماضي وقبلت به إيران وأنهت ملفها لاختطاف البحرين باعتبارها جزء منها، هي مستمرة وستظل، يحركها إعلامهم، وتعززها ولاءات بائعي أوطانهم المؤمنين بأن التبعية العمياء المطلقة يجب أن تكون لحكم الملالي وأوامر المرشد الإيراني.
المهزلة في تصريحات عبداللهيان قوله «إن ما يجري في البحرين يمثل خرقاً كبيراً لحقوق الإنسان»!
نقــــول مهزلــــة، لأن المسؤوليـــــن الإيرانيين هم آخر من يتكلمون عن حقوق الإنسان، وعن الخروقات التي تمس الاتفاقات الدولية المعنية بانتهاكات حقوق الإنسان، إذ أن المغفلين وحدهم هم من يصدقون كلاماً فارغاً يصدر من أناس هم يملكون الرقم القياسي في قتل البشر المختلفين معهم، هم أكثر نظام طائفي يبيد الناس من المكونات الأخرى بالأخص المكون السني، هم النظام الذي يدافع باستماتة عبر كتائبه العسكرية عن نظام دموي مثل نظام بشار الأسد الذي يمضي لحصد أرواح شعبه وتخطى حاجز الستين ألف شهيد.
إيران آخر من تتكلم عن حقوق الإنســــان، لأن مفهومهــــا لحقـــوق الإنسان يبرز بوضوح من على أعمــدة الإنارة في شوارعها، هذه الأعمدة التي شنق عليها معارضون دون أية محاكمات، استخدمت كمشانق أكثر من استخدامها الأصلي في إنارة الشوارع.
خذوها قاعدة، حينما يخرج مسؤول إيراني للدفاع عن قضية ما، ويتحدث عن سياسات تناقض السياسات التي تمارسها إيران ونراها رأي العين، فعليكم الجزم بأن لإيران يداً في الموضع، فالمجرم دائماً يحوم حول مسرح جريمته.
إيران لا تستميت على قضية، ولا تسخر لها كافة جهود وطاقات وسائل إعلامها، إلا لأنها استثمرت فيها، إلا لأنها ضخت أموالاً ووجهت دعماً وجندت أشخاصاً، ولا تريد لجهودها أن تبوء بالفشل.