لا نريد سماع زقزقة عصافير، ولا هديل حمام، ولا مواء القطط الرضيعة؟ نريد الصوت الراعد والحديث القاصم، والكلام المحسوب، الذي فيه حسم مستقبل البحرين، مستقبل الأجيال القادمة، كي لا يتلاشى وجودها، من العذاب والقهر الذي قد تعيشه مستقبلاً، وذلك عندما تتسارع دقات قلوبكم فينعجن الكلام في لسانكم، وتسلموا وتستسلموا، هذه الوصية التي نوصيها لمن سيمثل جماهير الفاتح في هذا الحوار.
اسمعوا يا «ائتلاف الفاتح»، اسمعوا كلام الله «وَالَّذِينَ همْ لِأَماناتهِمْ وَعهدِهمْ رَاعونَ»، نعم، إنها الأمانة التي سمعتموها بآذانكم ووجدانكم في الفاتح، سمعتم ماذا يريد أهل الفاتح، سمعتم آماله وأمانيه، سمعتم مطالبه ومناشدته، سمعتم عندما جدد البيعة لآل خليفة، حاكم ورئيس حكومة، إنها هذه هي الأمانة، وهذا هو العهد الذي سلمه أهل الفاتح ولفه حول رقبتكم، فإياكم وإياكم أن يزل لسانكم، أو تومأ يدكم بإشارة بأن تتراجعوا أمامهم، فهم والله سيأتون إليكم وهم قد حملوا وصية خامنئي التي لن يتقدموا أو يتأخروا فيها بحرف، وها هو أحد قيادي المؤامرة الانقلابية يصرح لوكالة «فارس» الإيرانية ويقول إن «الشعب البحريني الشيعي مستعد للتضحية تحت أوامر قائد الثورة الإسلامية خامنئي»، فإذا هم على استعداد للتضحية لأجل مرجعياتهم، فلماذا لا يكون أهل الفاتح أكثر استعداداً للتضحية من أجل بلادهم ومستقبل أبنائهم، الذي لن يكون لهم مستقبل آمن إلا تحت ظل دولة وحكومة خليفية؟
فلذلك نرجو من ائتلاف الفاتح ترك المقدمات والديبجات والسلامات والقبلات، والدخول في الموضوعات مباشرة، فحيث إن بداية الحوار هي الأهم، وإن قوة الطرح تعتمد على الجرأة، وعدم التردد، وإن المداراة ومحاولة إظهار الطيبة، والمبالغة فيها، ستكون نهايتها الفشل الذريع، حين يسيطر على الحوار أصحاب «البلاعيم» التي تعودت على الثغاء والعواء، إن لم يكن هناك صوت يقابلها ويشكمها بالحجة والبرهان والكلام المنطقي والتبرير الجريء، حيث إن هذا حوار على مستقبل أمة بأكملها، فحوارهم ليس حوار تحسين ظروف معيشية، ولا مطالب إسكانية، أو تعليمية، أو صحية، إنما حوارهم لأجل فتح الطريق لهم للوصول إلى السلطة، الحوار لأجل بلوغ أهداف، فلديهم خطط واسترايجيات، الذي نعتقد أن «ائتلاف الفاتح» لم يدرس بدايتها ولا أبعادها، إذ إن كل بند لديهم يؤدي إلى بنود تترتب عليها توصيات ملزمة للدولة، حين يكون المجتمع الدولي شاهداً على كل حرف يكتب وكلمة تنطق، وأنه لمصير البحرين أن تحتكم إلى مجتمع دولي ظالم، وأنه لو احتكم لشرع الله بأن ليس هناك شرط ولا وصية ملزمة يترتب عليها مصائب تحدث للأمة، أو قد يؤدي إلى ضعف الدولة، لسقطت كل التوصيات والشروط التي فتحت المجال للدول الأجنبية من خلال منظماتها للتدخل في الشأن السياسي للبحرين.
يا «ائتلاف الفاتح» إن التنازل أو التوافق على بند يكون سبيلاً وطريقاً يؤهل لولاية الفقيه فهو أمر فيه إثم كبير تحملون وزره إلى يوم القيامة.
فينبغي ألا يتضمن الحوار أي خطر على أمن الدولة الداخلي والخارجي، كما لا تترتب عليه أضرار تؤثر على مصالح أهل الفاتح التي عطلت لعقود من الزمن، والذي بسبب هذا التعطيل استطاع الانقلابيون تحقيق أهدافهم من حيث تنفيذ الخطة، التي ترتكز على التعليم العالي، الذي أدى إلى تحسين الظروف المعيشية لأتباع الولي الفقيه، واستطاعوا توفير التعليم ممن قادوا المؤامرة الانقلابية، من أطباء، ومهندسين، ووزراء، ومدراء، ومعلمين، وطلاب جامعة، كما توفرت لهم فرص العمل في نفس الفترة التي حجبت فيها عن أبناء الفاتح الذين حرموا من التعليم العالي لعقود من الزمان، حين استغل المسؤولون الطائفيون مناصبهم آنذاك، وعلى «ائتلاف الفاتح» الذي سيحضر هذا الحوار أن يأخذ في اعتباره تعويض أبناء الفاتح عن هذه العقود التي سلبت مستقبل أبنائه وأجياله، ومنها معادلة وجود أبنائه في وزارات الدولة ومؤسساتها وشركاتها، حيث إن التعادل هو مفتاح الضمان لسلامة الأمة جمعاء، حتى لا يكون هناك طريق ليد ولي فقيه.