في الوقت الذي يقام فيه حوار التوافق الوطني بشقه السياسي في جهة ما في البحرين، وبغض النظر عن جدواه أو عدمه، وبغض النظر عن عدد مؤيديه ومعارضيه، هناك في الجهة الأخرى من يدعو إلى الخروج نحو المنامة لأجل إحياء ذكرى الرابع عشر من فبراير، لكن بطريقة مختلفة جداً.
مشهدان متناقضان ومتعاكسان في كل شيء، بدءاً من المكان وانتهاء بالوسيلة والأسلوب، وكل منهما يدَّعي أن الخلاص من أزمتنا السياسية يقع في جهته.
لدينا الكثير من التحفظات على الكثير من الوسائل والأساليب في هذا اليوم، سواء كانت وسائل صلبة أو حتى مائعة، فالحل ليس في الليونة ولا في التصلب، بل الحل يكمن في نجاة هذا الوطن من عاصفة تحيط به من كل جانب، وانتشاله وأهله من مخاطر محدقة وأكيدة، وهذا لا يكون إلا بإعمال العقل والابتعاد عن كل لغات العنف والانفعال.
ليست المشكلة إطلاقاً بوجود أزمة سياسية في البحرين، فالبحرين كغيرها من الدول العربية التي أصابها وابل من «الربيع العربي»، وحتى لو لم يكن هنالك ربيع أو خريف، فتعرُّض الدول لأزمات وهزات أمر وارد جداً، لكن المشكلة في البحرين، هي في طريقة إدارة الأزمة، وهذا الأمر الذي لم ينتبه إليه العاملون في ميادين السياسة.
مشكلتنا في البحرين اليوم، هي مع بعض الأشخاص الذين يديرون الأزمة، ومع بعض الجهات التي لا تريد إلا أن تفكر بطريقة متطرفة في كل الأحوال لأجل الخروج من الأزمة، وهذا بطبيعة الحال، لن يخلق الحل الأمثل، بل سيخلق مجموعة من السدود والحواجز النفسية والإسمنتية بين كل أطراف النزاع، والضحية هو الوطن والإنسان.
اختلفوا فيما بينكم، فالاختلاف وارد، لكن لا يمكن أن يكون ذلك على حساب مستقبل البحرين بأكملها. تباينوا في الآراء وحتى في الوسائل، لكن لا تنجروا ولا تجرونا خلف راياتكم نحو العنف ومنطقة الدماء، فهذه من الأمور التي يكرهها كل فرد من أفراد الشعب البحريني المسالم.
اختلفوا وتصارعوا وافعلوا كل ما يحلوا لكم، لكن جنبونا غرائزكم وأهواءكم، فنحن جزء من الوطن، ولسنا جزءاً من اللعبة، ولن نرضى أن نجرجر عنوة نحو العنف والدم والحديد.
هذا الكلام لأهل هذه الجزيرة المسالمة الوادعة، أما لمن هم خارج حدودنا، فإننا نطلب منهم الخير أو فليصمتوا، فالبيانات الثورية المدوية لا نحتاجها، فهي تزيد من قسوة أزمتنا ولا تحلها، فمن يريد أن يأتي زحفاً لتحرير البحرين، نقول له وفِّر كلامك لتحرير وطنك من كل أشكال الوجود الأمريكي، وإرجاع ميزان العدالة إلى شعبكم المغلوب على أمره، ومن ثم إذا استطعتم فعل ذلك، فلكم الحق حينها أن تتكلموا، لكن في حدود الأدب والإصلاح.
نطالب الجميع بأعمال العقل، وأن يضعوا مصلحة البحرين وشعبها نصب أعينهم، تلك الأعين التي سوف يأكلها الدود، في يوم به شاهد ومشهود.
{{ article.visit_count }}
مشهدان متناقضان ومتعاكسان في كل شيء، بدءاً من المكان وانتهاء بالوسيلة والأسلوب، وكل منهما يدَّعي أن الخلاص من أزمتنا السياسية يقع في جهته.
لدينا الكثير من التحفظات على الكثير من الوسائل والأساليب في هذا اليوم، سواء كانت وسائل صلبة أو حتى مائعة، فالحل ليس في الليونة ولا في التصلب، بل الحل يكمن في نجاة هذا الوطن من عاصفة تحيط به من كل جانب، وانتشاله وأهله من مخاطر محدقة وأكيدة، وهذا لا يكون إلا بإعمال العقل والابتعاد عن كل لغات العنف والانفعال.
ليست المشكلة إطلاقاً بوجود أزمة سياسية في البحرين، فالبحرين كغيرها من الدول العربية التي أصابها وابل من «الربيع العربي»، وحتى لو لم يكن هنالك ربيع أو خريف، فتعرُّض الدول لأزمات وهزات أمر وارد جداً، لكن المشكلة في البحرين، هي في طريقة إدارة الأزمة، وهذا الأمر الذي لم ينتبه إليه العاملون في ميادين السياسة.
مشكلتنا في البحرين اليوم، هي مع بعض الأشخاص الذين يديرون الأزمة، ومع بعض الجهات التي لا تريد إلا أن تفكر بطريقة متطرفة في كل الأحوال لأجل الخروج من الأزمة، وهذا بطبيعة الحال، لن يخلق الحل الأمثل، بل سيخلق مجموعة من السدود والحواجز النفسية والإسمنتية بين كل أطراف النزاع، والضحية هو الوطن والإنسان.
اختلفوا فيما بينكم، فالاختلاف وارد، لكن لا يمكن أن يكون ذلك على حساب مستقبل البحرين بأكملها. تباينوا في الآراء وحتى في الوسائل، لكن لا تنجروا ولا تجرونا خلف راياتكم نحو العنف ومنطقة الدماء، فهذه من الأمور التي يكرهها كل فرد من أفراد الشعب البحريني المسالم.
اختلفوا وتصارعوا وافعلوا كل ما يحلوا لكم، لكن جنبونا غرائزكم وأهواءكم، فنحن جزء من الوطن، ولسنا جزءاً من اللعبة، ولن نرضى أن نجرجر عنوة نحو العنف والدم والحديد.
هذا الكلام لأهل هذه الجزيرة المسالمة الوادعة، أما لمن هم خارج حدودنا، فإننا نطلب منهم الخير أو فليصمتوا، فالبيانات الثورية المدوية لا نحتاجها، فهي تزيد من قسوة أزمتنا ولا تحلها، فمن يريد أن يأتي زحفاً لتحرير البحرين، نقول له وفِّر كلامك لتحرير وطنك من كل أشكال الوجود الأمريكي، وإرجاع ميزان العدالة إلى شعبكم المغلوب على أمره، ومن ثم إذا استطعتم فعل ذلك، فلكم الحق حينها أن تتكلموا، لكن في حدود الأدب والإصلاح.
نطالب الجميع بأعمال العقل، وأن يضعوا مصلحة البحرين وشعبها نصب أعينهم، تلك الأعين التي سوف يأكلها الدود، في يوم به شاهد ومشهود.