متعب كثيراً العيش في وطن يصر على التناقضات والتباينات في تطبيق القانون لأكثر من عامين، وتقديم الضحايا من أبنائه لإرضاء أطراف لا ترضى وتتجاوز القانون، لكن الدولة حتى تطبق عليهم القانون اليوم، فإنها تقدم أضحيات من طرف آخر. ما قدمه النائب العام لمجلس النواب من طلب لرفع الحصانة عن النائب الشيخ جاسم السعيدي يؤكد أن الدولة حين تريد أن تطبق القانون على طرف متجاوز، فإنها أولاً تذهب إلى جهة أخرى وتضرب هناك وتقيم قانونها، حتى تتمكن من تطبيق القانون على آخرين. هذه المقايضة من أجل أن الدولة تريد تبرير تطبيقها للقانون ضد قاسم أو غيره فإنها مقايضة لا تتسم مع دولة القانون أبداً، دولة القانون لا تحتاج إلى أن توقف فلاناً أولاً، من أجل أن توقف غيره ثانياً، هذا غير مقبول، وهذه السياسة لم تعد تجدي في البحرين. أنا مع رفع الحصانة عن أي نائب في البرلمان إذا كان هناك سبب مقنع، هذا مبدأ، وإن كان السعيدي هو المستهدف اليوم، فإن غداً قد يكون غيره، فلا نتباين في الموقفين أبداً، شخصياً أنا مع رفع الحصانة -والأمر يقرره النواب- حتى يقول القانون كلمته ويفصل القضاء في براءة أو إدانة أي نائب السعيدي أو غيره. شعرت من طلب رفع الحصانة، أن الدولة ستذهب إلى مقايضة هذا بذاك، توقف هذا لتبرر لنفسها وللخارج، وللإرهابيين في الداخل إجراء قد يأتي فيما بعد لإيقاف قاسم، بينما ما استعرضه وزير العدل من إثباتات ودلائل على تجاوزات قاسم في خطبه لا يحتاج إلى كل هذا الالتفاف والذهاب إلى خطب السعيدي وتقديمه أضحية لإيقاف عيسى قاسم. لم أسمع خطبة السعيدي، ولكني أقول مهما قال السعيدي من أقوال تنظر إليها وزارة العدل على أنها تجاوز للقانون، فلن تساوي كلمة واحدة من قاسم حين قال (اسحقوهم) ويقصد هنا رجال الأمن..! هذه وحدها تستحق سحب الجنسية والمحاكمة، أو تسفير صاحبها، لكن الدولة لم تفعل، بل “عملت نفسها مش سامعة” واليوم نرى أن القانون يضرب في اتجاه آخر وهو يقدم السعيدي أضحية “مع أضحيات العيد” لإيقاف عيسى قاسم، هذا إن تم ذلك فعلاً. قدرنا في هذا الوطن أن يصبح القانون سيفاً في اتجاه معيّن، ويصبح ريشة نعامة في اتجاه آخر، أو أنه حين تريد الدولة أن تطبق القانون، تذهب لتطبيقه على أناس لم يفعلوا ما يستحق المحاسبة، لكنها تفعل ذلك لتبرر تطبيقه على المخالفين للقانون بشكل صريح ومنذ سنوات. هذه المفارقات متعبة جداً لأهل البحرين، وكأن الدولة تبحث عن استثارة أناس يصمتون منذ زمن لكن جرحهم نازف، ودمعهم على وطنهم “حراق”، والدولة حين تريد تضرب لنا الأمثال في تطبيق القانون على هؤلاء أولاً. ^ رذاذ النائب الفاضل أحمد قراطة قال أمس: “إن هناك نواباً حكوميين أكثر من الحكومة، وإن المجلس مختطف”..! اتفق معك في النواب الحكوميين، واقترح قطع خدمة الموبايل عن النواب أثناء الجلسات عل الأمر يستقيم. لكن لماذا لا تطرحون الثقة في هؤلاء النواب..؟ طيران الخليج تعلن عن تعليق إعادة رحلاتها إلى إيران حتى إشعار آخر. (لا حول ولا قوة إلا بالله) والله لا أعرف متى تتعلمون، متى تستوعبون الدرس، ذات أخطاء استيراد الغاز الإيراني، نقع فيها مع طيران الخليج..! علي سلمان يغازل بعد التحقيق معه وبعد هزائم وخيبات وانتكاسات الوفاق (شركاء الوطن)..!! والله مسخرة، أمس كنتم تسمونهم معارضة المعارضة، واليوم بعد فشل الوفاق الذريع وهزيمتها، يقول شركاء الوطن، بالله عليكم متى نصدق هؤلاء الذين لا يخجلون من التلون والكذب، واللعب على الحبال كما تلعب لاعبة السرك..!! لكن العتب ليس عليك أنت، العتب على من يسمع كلامك ويضع يده في يدك. أليسا في البحرين.. يا هلا ومرحبا، هذه هي الجوهرة في معرض المجوهرات، أعتقد النفوس في البحرين سوف تهدأ إذا أليسا موجودة (لا أحد يزعّل أليسا مفهوم)..!
{{ article.visit_count }}