يروي البعض أن شاباً بحرينياً يبدأ عمله كل يوم بالدعاء على جمعية الوفاق والتحسب عليها، فبعد أن كان مناصراً لهذه الجمعية ويسعد بتنفيذ توجيهاتها اتخذ منها موقفاً سالباً وصار يدعو عليها كل يوم ويقول “اللهم عليك بالوفاق”. يقول ذلك البعض إن الشاب كان يعمل في وظيفة مناسبة ويكسب منها راتباً طيباً يصل إلى حد الخمسمائة دينار، لكنه بسبب تطورات الأحداث وحماسه وقيامه بتنفيذ تعليمات الوفاق بداية الأزمة خسر وظيفته وصار في أخرى لا يحصل منها إلا على أقل من نصف دخله ذاك، فتأثرت حياة أسرته وتأثر موقعه فيها، وبالتأكيد فإن الوفاق لم تهتم به وبالحال التي صار عليها، لذلك لم يجد سوى أن يشكو أمره إلى الله ويدعوه أن ينتقم من الوفاق التي كانت السبب الأساس في وصوله إلى الحال التي هو عليها اليوم.
لكن هذا الشاب ليس الوحيد وليس الاستثناء؛ فواقع الحال يكشف عن كثيرين تضرروا بسبب استجابتهم لدعوات الوفاق التحريضية وقفزتها في الهواء، منهم من يعاقب قضائيا ومنهم من ينتظر ومنهم من هو في قيد المطلوبين والملاحقين (أخيراً سعى البعض ولأسباب إنسانية بحتة إلى تحفيز الجمعيات السياسية والمؤسسات والأفراد على مساعدة هؤلاء لكن الاستجابة كانت ضعيفة.. وهي لن تكون إلا ضعيفة ومحدودة ولن تستمر، فهذه المؤسسات السياسية تعتبر هؤلاء البسطاء وقوداً لتنفيذ مخططاتها ومآربها تنتهي علاقتها بهم لحظة سقوطهم).
إن واقع الحال يبين أن جمعية الوفاق يتوقف دورها لحظة وقوع الفأس في الرأس ويقتصر -إن استدعى الأمر- على إصدار بيان شجب أو استنكار أو إدانة، وفي أحلك الحالات ترتيب زيارة إلى ذوي المتضرر لتستفيد منها إعلامياً (طبعاً الاستثناء يكون للقياديين الذين إن تخلت عنهم تخلى الناس عنها لكن واقع الحال يبين أن أحداً من أولئك المتضررين بسببها من البسطاء لم يحصل منها على شيء).
كثيرون تضرروا بسبب تهور جمعية الوفاق وتحريضهم على ارتكاب أعمال التخريب لرفع الحرج عن نفسها أمام ما صار يعرف بائتلاف فبراير، وكثيرون تأثرت حياتهم بسبب اتباعهم لتعليماتها وتنفيذ أوامرها عمياناً سواء كانوا مسجلين فيها كأعضاء أو من المناصرين لها والمؤيدين لفكرها، ولعل في بيت كل واحد من هؤلاء مأساة سببها الوفاق أو الجمعيات الأخرى التي صارت منضوية تحت “لوائها” وتنفذ تعليماتها. والأكيد أن كثيرين أيضاً يدعون اليوم على حركات سياسية أخرى في الداخل والخارج أسهمت بقوة في شق الصف وخسارة البعض لوظائفهم وتعطلهم وانحدار حياتهم وحياة أسرهم.
دونما شك فإن هذه الأخبار ستنكرها الوفاق والجمعيات السياسية الأخرى وستنكرها تلك الحركات السياسية، والأكيد أنهم سيعتبرونها محض ادعاءات يراد منها إشعال الفتنة والافتراء عليها، لكن إنكار وجود مثل هذه الحالات -وهي كثيرة- لا يغير من الواقع شيئاً، ففي البحرين اليوم الكثير من المواطنين الذين هم ضحية تفكير الوفاق والجمعيات السياسية الأخرى وغيرها من الحركات السياسية التي تنحصر علاقتها بهم في الشحن والتحريض.
أمر واحد يحول بين هؤلاء المتضررين وبين عودتهم إلى أحوالهم التي كانوا فيها هو صمتهم عما جرى لهم وتفضيلهم عدم لوم الوفاق أو غيرها من الجمعيات السياسية لأسباب بعضها يعود إلى خشيتهم من التعرض لهم واعتبارهم أهل فتنة أو “خونة” فلا يجدون أمامهم غير القبول بالواقع.. والعوض على الله.
حال هؤلاء يشبه حال أهل القرى من الذين لا علاقة لهم بما يجري فيها من أعمال تخريب لا يؤيدونها بل يرفضونها، ولكنهم يخشون المجاهرة بموقفهم منها كي لا يتحولوا إلى هدف، فلا يملكون سوى الدعاء على من كان السبب.. وإن كان سراً.
{{ article.visit_count }}
لكن هذا الشاب ليس الوحيد وليس الاستثناء؛ فواقع الحال يكشف عن كثيرين تضرروا بسبب استجابتهم لدعوات الوفاق التحريضية وقفزتها في الهواء، منهم من يعاقب قضائيا ومنهم من ينتظر ومنهم من هو في قيد المطلوبين والملاحقين (أخيراً سعى البعض ولأسباب إنسانية بحتة إلى تحفيز الجمعيات السياسية والمؤسسات والأفراد على مساعدة هؤلاء لكن الاستجابة كانت ضعيفة.. وهي لن تكون إلا ضعيفة ومحدودة ولن تستمر، فهذه المؤسسات السياسية تعتبر هؤلاء البسطاء وقوداً لتنفيذ مخططاتها ومآربها تنتهي علاقتها بهم لحظة سقوطهم).
إن واقع الحال يبين أن جمعية الوفاق يتوقف دورها لحظة وقوع الفأس في الرأس ويقتصر -إن استدعى الأمر- على إصدار بيان شجب أو استنكار أو إدانة، وفي أحلك الحالات ترتيب زيارة إلى ذوي المتضرر لتستفيد منها إعلامياً (طبعاً الاستثناء يكون للقياديين الذين إن تخلت عنهم تخلى الناس عنها لكن واقع الحال يبين أن أحداً من أولئك المتضررين بسببها من البسطاء لم يحصل منها على شيء).
كثيرون تضرروا بسبب تهور جمعية الوفاق وتحريضهم على ارتكاب أعمال التخريب لرفع الحرج عن نفسها أمام ما صار يعرف بائتلاف فبراير، وكثيرون تأثرت حياتهم بسبب اتباعهم لتعليماتها وتنفيذ أوامرها عمياناً سواء كانوا مسجلين فيها كأعضاء أو من المناصرين لها والمؤيدين لفكرها، ولعل في بيت كل واحد من هؤلاء مأساة سببها الوفاق أو الجمعيات الأخرى التي صارت منضوية تحت “لوائها” وتنفذ تعليماتها. والأكيد أن كثيرين أيضاً يدعون اليوم على حركات سياسية أخرى في الداخل والخارج أسهمت بقوة في شق الصف وخسارة البعض لوظائفهم وتعطلهم وانحدار حياتهم وحياة أسرهم.
دونما شك فإن هذه الأخبار ستنكرها الوفاق والجمعيات السياسية الأخرى وستنكرها تلك الحركات السياسية، والأكيد أنهم سيعتبرونها محض ادعاءات يراد منها إشعال الفتنة والافتراء عليها، لكن إنكار وجود مثل هذه الحالات -وهي كثيرة- لا يغير من الواقع شيئاً، ففي البحرين اليوم الكثير من المواطنين الذين هم ضحية تفكير الوفاق والجمعيات السياسية الأخرى وغيرها من الحركات السياسية التي تنحصر علاقتها بهم في الشحن والتحريض.
أمر واحد يحول بين هؤلاء المتضررين وبين عودتهم إلى أحوالهم التي كانوا فيها هو صمتهم عما جرى لهم وتفضيلهم عدم لوم الوفاق أو غيرها من الجمعيات السياسية لأسباب بعضها يعود إلى خشيتهم من التعرض لهم واعتبارهم أهل فتنة أو “خونة” فلا يجدون أمامهم غير القبول بالواقع.. والعوض على الله.
حال هؤلاء يشبه حال أهل القرى من الذين لا علاقة لهم بما يجري فيها من أعمال تخريب لا يؤيدونها بل يرفضونها، ولكنهم يخشون المجاهرة بموقفهم منها كي لا يتحولوا إلى هدف، فلا يملكون سوى الدعاء على من كان السبب.. وإن كان سراً.