اذهب لروسيا، اذهب لآخر الأرض، في نهاية اليوم الطويل ستجلس مع شعب البحرين وجهاً لوجه يعني ستجلس معهم!!.
مشكلتكم أنكم تعتبرون الجلوس مع الشعب البحريني إقراراً بخطأ فرضيتكم التي بنيتم قصتكم عليها، تلك الفرضية التي أودت بمشروعكم للفشل الذريع، فما بني على باطل لابد أن يزهق، ذلك وعد من الله وليس وعد منا «إن الباطل كان زهوقاً».
لقد خدعتم أنفسكم أولاً أنكم تمثلون شعب البحرين، خاصة حين يقف كبيركم ويخاطبكم يا «شعب البحرين».. يا «شعب البحرين» وما يقوله الفقيه منزل عندكم، فأكيد حسبته صح، فإن قال لكم فقيهكم إنكم وحدكم شعب البحرين فلا ينطق عن الهوى، فصدقتم أن من يستمع لفقيهكم هم وحدهم فعلاً شعب البحرين، والقلة التي لا تستمع ستتصرفون معها لاحقاً.
ثم دخلتم في نغمة الشعب الأصيل والشعب الدخيل.. وعشتم داخل تلك الفقاعة سنين طويلة غذيتم بها أجيالاً جديدة لا تعرف عن تاريخ البحرين ولا تعرف من هو شعب البحرين غير من يحضر معها للاستماع للعلماء، ثم قسمتم البحرين معسكرين يزيدياً وحسينياً.
عشر سنوات أتيح لكم خلالها العمل السياسي العلني، وكان بإمكانكم أن تبنوا قوة سياسية وطنية لكن كيف؟ كيف وأنتم لا تؤمنون بوجود غيركم، فلا أسستم حزباً سياسياً مشتركاً، ولا نزلتم بقائمة مشتركة، ما ذلك إلا لأنكم مقتنعون فعلاً أن البحرين لكم وحدكم.
وحين استعنتم بالمنظمات الدولية والسفارات الأجنبية روجتم لهذه الفكرة المبنية على هذه الفرضية، وبنيتم ادعاءكم «بالثورة» بأنها «ثورة شعب البحرين»، وأن شعب البحرين عبارة عن غالبية شيعية وأنكم تمثلونها، وهذه الغالبية تريد إسقاط النظام، بنيتم قصراً من تراب هش وعشتم داخله وصدقتم وهمكم.
حتى فوجئتم وفوجئ العالم معكم بوقوف الشعب البحريني في الفاتح وإلى هذه اللحظة لا تريدون أن تفيقوا من حلمكم.
ثم يوماً بعد يوم توالت أخطاؤكم وتوالى إصراركم على إثبات تلك الفرضية التي رأى العالم خطأها وأعاد النظر على أساس المستجدات التي تبعت وقفة الفاتح، وهذه معطيات جديدة دخلت في رؤيته لشعب البحرين هزت ادعاءاتكم.
بدأت جماهيركم تشعر بالضيق والعزلة، فمن أوهمتموهم أنهم قلة وغير موجودين وغير أصليين بدؤوا يؤثرون على مصالح جماهيركم، ولا عجب أن تناقص عدد مؤيديكم وانفض عنكم سامركم وبقيتم قلة، فمن لا يتعلم ومن يصاب بالغرور يقع على رأسه.
ونتيجة إصراركم على التمسك بفرضياتكم الخاطئة تراكمت أخطاؤكم الواحد تلو الآخر، وبدلاً من التفكير الاستراتيجي السليم كحزب سياسي وطني ببناء تحالفات لها ثقلها الجماهيري مع بقية أطياف الشعب البحريني، خاصة والفرصة كانت متاحة لكم طوال السنوات الماضية، وبدلاً من مد اليد لشركائكم في الوطن اكتفيتم بتحالفات التبعية العمياء المنبوذة سياسياً والملفوظة من شعب البحرين والتي خسرت ما تبقى لها من كوادر انقسمت على بعضها وانفضوا عنها.
زادكم وزوادكم الذي اعتمدتم عليه الآن هو التدخل الخارجي فقط، ولعمري إن ذلك أبأس قرار اتخذتموه، وهي قراءة خاطئة أخرى لا تريد أن تعترف بالمستجدات حتى على تلك التي طرأت على نظرة المجتمع الدولي تجاهكم وتجاه المنطقة، يا عمي.. ما عاد أحد يشتري بضاعتكم... مردكم ستعودون للبحرين وستضطرون لمواجهة من أنكرتم وجودهم وثقلهم.
حاولتم المستحيل بتكذيب أنفسكم بأن كل الجمعيات السياسية الأخرى مصطنعة موالية ليس لها قواعد جماهيرية صنيعة النظام وووو... دفعتم كتابكم الفطاحلة فعلوا المستحيل للتصغير والتقليل من حجم القوى السياسية الأخرى فلم ينفعكم ذلك سوى بتضييع الوقت وتضييع الفرص... إن كيدكم في تضليل.
اليوم تبدلت النغمة في بياناتكم فلم تعودوا تتحدثون عن الغالبية «الشعبية»، أصبحتم تصفون أنفسكم بالغالبية «السياسية»، (انظر الثلاثاء، ما أكثر بياناتكم..) هذا مصطلح جديد يقر رغماً عن أنفه أنه لا يمثل الغالبية الشعبية.
أفاق العالم على كذب ادعاءاتكم وكشف زيفها، واليوم أينما تذهبون ستسمعون هذا الكلام، سيقال لكم اذهبوا واجلسوا مع شعب البحرين وتفاهموا معه.
اليوم جاء يوم الاستحقاق الذي حاولتم تجنبه، وسواء ذهبتم لروسيا أو ذهبتم للمريخ ستسمعون نفس الخطاب من العالم كله، جميعهم سيقولون لكم إن شعب البحرين شعب متعدد الأطياف والمذاهب والأعراق وإنكم لا تمثلون كل الشعب البحريني... فماذا أنتم فاعلون؟ ماذا ستعرضون على الروس لإغرائهم؟!!!!!!!.
هذه المماطلة لن تنفعكم وحركاتكم مكشوفة ومضحكة، أرسلتم أحد أعضاء الأمانة العامة لاجتماع وزيرالعدل ولم يذهب أمينكم العام على أساس أنها رسالة ومؤشر تظهر أنكم غير معنيين وغير مهتمين فنرسل لكم عضو درجة ثانية.. يا عيني على الدرجة الأولى، ونتوقع أيضاً إن أرغمتم على الجلوس مع أطراف الحوار، أن تكون خطوتكم الثانية المكشوفة والمعروفة مسبقاً والدالة على قلة الحيلة وقلة أدوات المناورة، هي إرسال الصف الثاني أو الثالث للحوار بإشارة إلى الاستهانة بالجالسين وأنهم لا يمثلون الشعب البحريني، وكلها حركات مكشوفة لا تزيد عن تضييع الوقت وتزيد من عزلتكم.
كلمة أخيرة.. ارموا بكلامي كله عرض الحائط إنما على الأقل استمعوا «لحكمائكم» الذين يقرؤون الوضع الإقليمي والمحلي والدولي أفضل منكم، خذوا بنصيحتهم ولو مرة واحدة، لقد همشتموهم وصنفتموهم كعملاء هم أيضاً وهم رفاق دربكم... كلهم يقولون لكم اذهبوا واجلسوا للحوار هذه فرصتكم الأخيرة ممكن أن نخرج بمكسب.
لقد أضاعكم المتشددون منكم، جماعة لندن والعراق ولبنان، وضيعتم معكم طائفة بأكملها، لن ينفعوكم من شاب أو من ادعى وفاء أو حقاً، لن تنفعكم روسيا أو إيران أو الصين أو أمريكا أو أي سراب تجرون وراءه، مردكم ستعودون وستجلسون مع شعب البحرين.
املكوا جرأة الإقرار بالخطأ بحق هذا الشعب ولو مرة وانقذوا ما تبقى لكم إن بقي لكم من مكانة.