لم تحرك رشاشاً ولم تطلق رصاصاً، ولم توجه مدافع ولم تدك بناء؛ بل كانت الحصن الشاهق والسور المتين والقلعة الآمنة لشعب البحرين عندما اشتعلت الأرض تحتهم، وكشفت الثعالب وجوهها، فحاصروها بسلاحهم وسهامهم وسيوفهم ونيرانهم الحاقدة، فكان ذلك اليوم المشهود لجنود قوة دفاع البحرين عندما نزلت برجالها الواثقين الذين يخافون الله ويعرفون حقوق العباد، فلم تغرها صلاحيتها التي أحسنت إدارتها ووظفتها بكل مهنية وحرفية حين قنطرت يمين وشمال وعينها تجول وتحوم على سماء الوطن كي تحميه من شر كان قد اقترب، وحرب بان ودنا، إنها قوة دفاع البحرين برجالها الأشاوس وقائدها البطل الذي استطاع بحكمة ومهارة أن يعود بقواته إلى قواعدها وأماكنها دون أن يفقد ذخيرة واحدة من عتاده، عاد بكل راحة بال واطمئنان لأنه قام بواجبه على أحسن ما يرام، وصان الأمانة وحفظ الأمة جمعاء من شر كاد أن يكتسحها غفلة.
إنها الحصن الذي يجب أن ترفع أعمدته وتشيد قلاعه على كل ساحل في البحرين وفي كل مدينة ومنطقة، لأن البحرين وبعد المؤامرة الانقلابية تبين أن هناك سلاحاً وعتاداً مسرباً ومخبئاً بين النخيل وفي البيوت وبين السقوف وتحت السجاد، كما إن هناك سواحل من السهل اختراقها والرسو على ترابها، فهي سواحل مفتوحة على الخليج، وما أكثر السفن والمراكب كبيرة وصغيرة تعددت أغراضها وأصنافها، ويمكن أن يحمل فيها الحرس الثوري الإيراني وتحمل عليها الصواريخ والقاذفاف والراجمات والمسدسات والسهام السامة والرماح القاتلة والمواد المتفجرة، كلها يمكن أن يسرى بها في ظلام الليل عندما تطفىء الأنوار، وفي غفلة تنزل حمولتها وتفرغ ما في بطونها من عسكر وخبراء وكل ما يستلزم في العمليات العسكرية.
فالبحرين الصغيرة والقرى على حوافها متناثرة والنخيل عليها متكاظظة، لذلك من اللزوم ومن دواعي الحيطة والاستعداد أن تتمركز قوة الدفاع على السواحل وفي الزوايا الخطيرة، التي يمكن العمل على سدها وقفلها، فالخرائط جاهزة وقد عمل عليها المهندسون المختصون في التخطيط الذين يعرفون كيف ومن أين الاتجاه وكيف تغلق الطرقات والممرات، فهذه نقطة مهمة، وذلك حين تكون أي محاولة مقبلة لعملية انقلابية، حيث إن الأمر لم ينتهِ بالنسبة لهم، بل هو يبدأ كل يوم ويتجدد بأفكار وابتكارات واتصالات داخلية وخارجية، واليوم يسافر وفد من قادة الانقلاب إلى موسكو للقاء كبار المسؤولين والضباط لتدارس الخرائط والنظر في الإمكانيات وتبادل وجهات النظر وأخذ النصائح والإرشادات والتوجيهات، ما يعني أن الوضع يزداد كل يوم خطورة فقد تشابكت مصالح روسيا وإيران والغرب وأمريكا، وذلك عندما تنامت قواتهم العسكرية وجهزت قواعدهم، فأصبحوا قوى عسكرية متنافسة تحسب كل واحدة حساب الأخرى ودول الخليج في الوسط يتقاسمونها.
وقد تولت المعارضة مسؤولية تسهيل الطريق إلى البحرين، وذلك بالإعداد والتنسيق والتكتيك السياسي الذي يؤهل إلى مرحلة أخرى لا يعلم كيفيتها وعينتها إلا الله، لذلك وجب أن يتحول جيش البحرين إلى قوة عسكرية ضخمة، وهذا ليس بشيء عجيب ولا عسير، فالبحرين قد حباها الله برجال الواحد منهم بألف والسلاح يمكن شراؤه، فنحن اليوم لسنا بحاجة إلى ميزانية لإقامة حفلات ولا استعراضات ولا مسابقات بقدر ما يحتاجه التمويل العسكري من مضاعفة الميزانية وتقوية الرجال بمختلف فنون العلوم والحروب، فقوة الدفاع في أي دولة في العالم لديها الإمكانيات الفنية أن تشغل مصانع ومحطات كهرباء ومياه واتصالات، أي أن لديها فرقاً كاملة تستطيع في لحظة أن تسيطر على أي مؤسسة حيوية تتعرض لاختطاف أو تخريب أو إغلاق. كما لديها الطيارون المدربون، لذلك يجب أن تكثف قوة الدفاع وجودها في ساحته المخترقة والتي يسيطر عليها أتباع إيران سيطرة كاملة، بل جميع المنافذ والمطارات في الخليج وحول العالم.
من الضرورة اليوم أن تنتشر قوة الدفاع وتكون لها نقاطاً ومراكز، لأن البحرين قد تعرضت لخطر احتلال كاد أن يحدث لولا ستر الله ثم قوة دفاع البحرين، عندما تصرفت بكل حنكة وحكمة، وتعاونت مع أخوانها في دول الخليج لدرء خطر مؤكداً أنه كان على أهبة الاستعداد، فكان فقط ينتظر إشارة البدء.
وها هو جيش البحرين قد كتب تاريخاً لا يقل مجده عن أمجاد جيوش الإسلام العظيمة التي صدت أعداء الأمة وانتصرت للمسلمين، إنهم ينطلقون من نفس عقيدة القائد المحنك نورالدين زنكي، الذي كان والياً على الموصل والشام، ونذكر هنا موقف بطولي من بطولاته العظيمة، عندما كان في إحدى معاركه وعلى بحيرة (قدس) اجتمع إليه كل ناجٍ من المعركة، فقال له بعض أصحابه: «ليس من الرأي أن تقيم ها هنا، فإن الفرنج ربما حملهم الطمع على المجيء إلينا ونحن على هذه الحال»، فوبخه وأسكته وقال «إذا كان معي ألف فارس لا أبالي بأعدائي قلوا أو كثروا والله لا استظل حتى آخذ بثأر الإسلام وثأري».
وأنهم والله جميعهم لفوارس؛ حماة الوطن الحصن الشامخ قوة دفاع البحرين، الذين لم يبالوا ساعة النفير بأي قوة عسكرية في العالم، وهم كانوا يعلمون بأنه قد يحدث أمر ولكنهم وقفوا وقفة الرجل الواحد ورسموا صورة الصف الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه «إِنَّ اللَّهَ يحبُّ الَّذِينَ يقَاتلُونَ في سبِيلهِ صفًّا كَأَنهمْ بنيانٌ مرْصوصٌ».
{{ article.visit_count }}
إنها الحصن الذي يجب أن ترفع أعمدته وتشيد قلاعه على كل ساحل في البحرين وفي كل مدينة ومنطقة، لأن البحرين وبعد المؤامرة الانقلابية تبين أن هناك سلاحاً وعتاداً مسرباً ومخبئاً بين النخيل وفي البيوت وبين السقوف وتحت السجاد، كما إن هناك سواحل من السهل اختراقها والرسو على ترابها، فهي سواحل مفتوحة على الخليج، وما أكثر السفن والمراكب كبيرة وصغيرة تعددت أغراضها وأصنافها، ويمكن أن يحمل فيها الحرس الثوري الإيراني وتحمل عليها الصواريخ والقاذفاف والراجمات والمسدسات والسهام السامة والرماح القاتلة والمواد المتفجرة، كلها يمكن أن يسرى بها في ظلام الليل عندما تطفىء الأنوار، وفي غفلة تنزل حمولتها وتفرغ ما في بطونها من عسكر وخبراء وكل ما يستلزم في العمليات العسكرية.
فالبحرين الصغيرة والقرى على حوافها متناثرة والنخيل عليها متكاظظة، لذلك من اللزوم ومن دواعي الحيطة والاستعداد أن تتمركز قوة الدفاع على السواحل وفي الزوايا الخطيرة، التي يمكن العمل على سدها وقفلها، فالخرائط جاهزة وقد عمل عليها المهندسون المختصون في التخطيط الذين يعرفون كيف ومن أين الاتجاه وكيف تغلق الطرقات والممرات، فهذه نقطة مهمة، وذلك حين تكون أي محاولة مقبلة لعملية انقلابية، حيث إن الأمر لم ينتهِ بالنسبة لهم، بل هو يبدأ كل يوم ويتجدد بأفكار وابتكارات واتصالات داخلية وخارجية، واليوم يسافر وفد من قادة الانقلاب إلى موسكو للقاء كبار المسؤولين والضباط لتدارس الخرائط والنظر في الإمكانيات وتبادل وجهات النظر وأخذ النصائح والإرشادات والتوجيهات، ما يعني أن الوضع يزداد كل يوم خطورة فقد تشابكت مصالح روسيا وإيران والغرب وأمريكا، وذلك عندما تنامت قواتهم العسكرية وجهزت قواعدهم، فأصبحوا قوى عسكرية متنافسة تحسب كل واحدة حساب الأخرى ودول الخليج في الوسط يتقاسمونها.
وقد تولت المعارضة مسؤولية تسهيل الطريق إلى البحرين، وذلك بالإعداد والتنسيق والتكتيك السياسي الذي يؤهل إلى مرحلة أخرى لا يعلم كيفيتها وعينتها إلا الله، لذلك وجب أن يتحول جيش البحرين إلى قوة عسكرية ضخمة، وهذا ليس بشيء عجيب ولا عسير، فالبحرين قد حباها الله برجال الواحد منهم بألف والسلاح يمكن شراؤه، فنحن اليوم لسنا بحاجة إلى ميزانية لإقامة حفلات ولا استعراضات ولا مسابقات بقدر ما يحتاجه التمويل العسكري من مضاعفة الميزانية وتقوية الرجال بمختلف فنون العلوم والحروب، فقوة الدفاع في أي دولة في العالم لديها الإمكانيات الفنية أن تشغل مصانع ومحطات كهرباء ومياه واتصالات، أي أن لديها فرقاً كاملة تستطيع في لحظة أن تسيطر على أي مؤسسة حيوية تتعرض لاختطاف أو تخريب أو إغلاق. كما لديها الطيارون المدربون، لذلك يجب أن تكثف قوة الدفاع وجودها في ساحته المخترقة والتي يسيطر عليها أتباع إيران سيطرة كاملة، بل جميع المنافذ والمطارات في الخليج وحول العالم.
من الضرورة اليوم أن تنتشر قوة الدفاع وتكون لها نقاطاً ومراكز، لأن البحرين قد تعرضت لخطر احتلال كاد أن يحدث لولا ستر الله ثم قوة دفاع البحرين، عندما تصرفت بكل حنكة وحكمة، وتعاونت مع أخوانها في دول الخليج لدرء خطر مؤكداً أنه كان على أهبة الاستعداد، فكان فقط ينتظر إشارة البدء.
وها هو جيش البحرين قد كتب تاريخاً لا يقل مجده عن أمجاد جيوش الإسلام العظيمة التي صدت أعداء الأمة وانتصرت للمسلمين، إنهم ينطلقون من نفس عقيدة القائد المحنك نورالدين زنكي، الذي كان والياً على الموصل والشام، ونذكر هنا موقف بطولي من بطولاته العظيمة، عندما كان في إحدى معاركه وعلى بحيرة (قدس) اجتمع إليه كل ناجٍ من المعركة، فقال له بعض أصحابه: «ليس من الرأي أن تقيم ها هنا، فإن الفرنج ربما حملهم الطمع على المجيء إلينا ونحن على هذه الحال»، فوبخه وأسكته وقال «إذا كان معي ألف فارس لا أبالي بأعدائي قلوا أو كثروا والله لا استظل حتى آخذ بثأر الإسلام وثأري».
وأنهم والله جميعهم لفوارس؛ حماة الوطن الحصن الشامخ قوة دفاع البحرين، الذين لم يبالوا ساعة النفير بأي قوة عسكرية في العالم، وهم كانوا يعلمون بأنه قد يحدث أمر ولكنهم وقفوا وقفة الرجل الواحد ورسموا صورة الصف الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه «إِنَّ اللَّهَ يحبُّ الَّذِينَ يقَاتلُونَ في سبِيلهِ صفًّا كَأَنهمْ بنيانٌ مرْصوصٌ».