هل إرادة الشعب هي التي طالبت علي سلمان بزيارة موسكو؟! هل ينظر الشعب إلى روسيا كما ينظرعلي سلمان، كما ذكر في مقابلته مع إذاعة «صوت روسيا» أن «لروسيا دوراً تاريخياً في مساندة القضايا العادلة في المنطقة»، وهل الشعب البحريني يوافق روسيا على مشاركة قواتها العسكرية مع إيران وبشار الأسد في قتل الشعب السوري؟!
إنه هو الشخص نفسه الذي ينادي شعب البحرين بـ «شعبنا» ويقول: «لا نرضى لبلد أن تبقى متخلفة وشعبها مهمشاً، ومواطنيها يعيشون الخوف على أنفسهم وعيالهم»، هو اليوم نفسه، يسافر بدون تفويض شعبي إلى دولة ذبحت أطفال سوريا، ودكت صورايخها وطائراتها مدنها، وهاهو علي سلمان يستنجد بها اليوم كي تساعده في سفك دماء شعب البحرين، وليس هناك أي معنى ومغزى آخر من زيارته الا تدخل روسيا عسكرياً، لأن حسب ما ذكر أن «لها دوراً في مساندة القضايا العادلة في المنطقة»، والمساندة التي يقصدها هي نفسها مساندة روسيا لبشار، إذ إن علي سلمان يرى أن ما يحدث للشعب السوري هي العدالة بعينها!! إذاً فعلي سلمان، وقبل أن يفتح فمه في الحوار، وقبل أن يخط القلم بتوصيات طبق سياسته ورؤيته للحكم الذي يسعى تثبيته في البحرين، نفذ الأوامر التي جاءته من خامنئي وما كان منه دون أن يستفتي فيه حتى أتباعه، أن خلع عباءته وعمامته ولبس بدلته وقبعته وطار إلى موسكو.
اليوم باستعانة علي سلمان بروسيا فقد جعل مواطني البحرين يعيشون في خوف على أنفسهم وعيالهم، مما سيأتي به علي سلمان بدمار ووبال على البحرين، وعليه ألا يدعي أن مواطني البحرين يعيشون في خوف على أنفسهم وعيالهم في ظل الحكم الخليفي.
الخوف الذي يتحدث عنه جعله قادراً على لبس عمامة وعقال وجعله يمتلك أملاكاً غير معدودة، وأموالاً غير محسوبة، الخوف جعله يؤسس جمعية ويقود مسيرات في وضح النهار، الخوف جعله يتزوج وينجب أطفالاً يدرسون ويتعلمون على حساب الدولة، الخوف وفر له راتباً تقاعدياً ممتداً سيبقى متواصلاً لأبنائه بعد وفاته، الخوف الذي يتحدث عنه جعل له مركزاً سياسياً من خلال البرلمان، الخوف الذي يدعيه صنع أطباءه الذين يحيطون به ويجلسون حوله، وصنع المهندسين والمعلمين والتجار، فهذه هي المملكة الخليفية التي استطاعت طائفة لا تتجاوز 10% من تعداد شعب البحرين أن تكبر وتتمدد وتتولى مناصب عليا فيها، ويصبح منها تجار يملكون عشرات المليارات، هذه الدولة الخليفية التي يريد أن يستعين بالروس عليها، لا تزال تفتح أبواب بعثاتها لأبنائهم رغم جحودهم، هذه الدولة الخليفية الكريمة عفت عن مجرمين حاولوا اختطاف البلاد وتسليمها إلى إيران، هذه الدولة الخليفية الطيبة مارس الشيعة فيها طقوسهم وسيروا مواكبهم، ووفرت لهم الحماية، وأكرمتهم وحشمتهم، وهاهو علي سلمان الذي قابل هذه الأفعال الطيبة بالإستعانة تارة بمنظمات يهودية، ومرة بفرق الموت الإيرانية، اليوم يعرب عن أعجابه بموقف روسيا من ثورة الشعب السوري، ورأى كيف مدت بشار بالجنود والسلاح، وسخرت له أمكانياتها، فإذا بإيران تقرر أن يلجأ علي سلمان إلى روسيا، وهو جزء من اللعبة الأمريكية الروسية حين رأت أمريكا أن موقفها صعب بالتدخل عسكرياً في البحرين، فاتفقت مع إيران أن يوكل هذا الأمر إلى روسيا حيث إن المصالح أصبحت متبادلة بين أمريكا وروسيا وإيران، وبعدما أحسنت روسيا دورها في سوريا صار الأمر بالنسبة لها سهل في البحرين.
وليس غريبا أن يستنجد علي سلمان بروسيا فقد استنجد بإيران من قبل، وقد يستنجد غداً بإسرائيل، فمن فقد الضمير والإحساس، ليس عليه شيء غريب، ولكن الغريب أن يعود علي سلمان من موسكو، ويستقبل بالأحضان، تقديراً لعمالته وتخابره مع دولة برر ذهابه لها في مقابلته مع «إذاعة روسيا» بقوله «المؤسسة الرسمية عندنا في البحرين تتواصل مع وزارة الخارجية الروسية وتتواصل مع روسيا، وأنه كذلك المعارضة ترغب في أن تعبر عن وجهة نظرها إلى الخارجية الروسية»، أي أنه يعتبر علي سلمان نفسه اليوم وبعد فشل مؤامرة الانقلاب وقبل بدء الحوار بأنه دولة، فما بالكم ما بعد الحوار، فهل سيكون له ممثل في روسيا والصين وواشنطن وبرلين، أسوة بسفارات الدول؟!
إن سفره إلى موسكو هو غرور واستكبار، خاصة بعد دعوة جلالة الملك لبدء الحوار، مما يعني أن هذا الرجل ليس فيه أمل أن يكون يوماً وطنياً، وأن من يتوخى وينتظر منه أو من حوله الخير، فوالله لن يأتي هذا التوخي والأمل إلا بشر، قد لا نصحى منه، إلا تحت أزيز الطائرات الروسية، فالخطوات والإعدادات والتنسيقات تتسارع بين روسيا وإيران وأمريكا، وذلك للقيام بعملية مفاجئة لا يعلم مغبتها إلا الله، وأنه إذا تمهلت دول الخليج في إعلان اتحادها وتأخرت فلن تنتظر عملياتهم ومفاجآتهم، وأن على دول الخليج التي على استعداد لإعلان الاتحاد أن تعلن اتحادها لكي تفشل المخطط الروسي الأمريكي الإيراني، الذي نعتقد انه الأبشع من المخطط الأمريكي الإيراني، لأن للروس تاريخاً دموياً يفوق التصور والتشبيه، فمن جمد شعبه في صحراء ثلجية، حتى نفق من البرد والجوع، ومن ذبح أطفال سوريا، توقعوا أن يفعل بالبحرين الأبشع عندما يتعاون معه شبيحة علي سلمان.