نتذكر جميعاً المشهد، الأحد 14 ديسمبر 2008، حيث الصحافي العراقي «منتظر الزيدي» يقذف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بحذائه أي الـ «قندرة» حسب اللهجة العراقية، وعاد بذاكرتنا الحدث وبشكل آخر هذه المرة، على يد اللاجىء السوري في مصر عزالدين خليل الجاسم حين توجه لوجه الاحتلال الآخر وهو الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وقذفه بحذائه أو «الصرماية» حسب اللهجة السورية، وذلك يوم الثلاثاء 5 فبراير 2013، أثناء زيارة الرئيس الإيراني الى حي الحسين في القاهرة.
يبدو أن في «قندرة» منتظر و»صرماية» عزالدين، رسالة واضحة وضوح الشمس، في منتصف النهار وهي، «لا مكان هنا للأمريكيين» قالها منتظر عن لسان المواطن العراقي، و»لا مكان لإيران» قالها عزالدين عن لسان المواطن السوري والمصري كذلك، فيما تلقى نجاد وموكبه عدة ضربات بالأحذية من أبناء مصر المناهضين للتواجد الإيراني في بلادهم، وقالها المصريون بصوت عالٍ: «لامكان لإيران في مصر».
ما فعله بوش من دمار في العراق لم يخفَ على أحد، لذلك نرى اليوم الشعب العراقي يعيد قدراته، ويعمل على استرجاع حقوقه المسلوبة عبر انتفاضته السلمية ضد أزلام إيران في بغداد.
وكذلك هو الشعب السوري منذ ما يقارب سنتين، وبوسائل عدة منها الأدوات العسكرية، يناهض مشروع تفريس سوريا، ويذبح هذا الشعب على أيادي أزلام الدولة الفارسية في الشام، من أجل استرجاع استقلال سوريا، ويبدو أن شعب مصر والشعوب العربية استدركوا اليوم خطورة العلاقات مع إيران، وتجذر الأخيرة وتدخلها في شؤون بلادهم في حالة إقامة علاقات معها، ولهذا شاهدنا كيف أن أهل مصر هبوا لمناهضة تواجد الرئيس الإيراني في بلادهم.
من زاوية أخرى، جميع مغريات الوفد الإيراني لم تحظَ باهتمام من الجانب المصري، حيث نقلت وكالة «رويترز» عبر مراسلها في القاهرة ما يلي «دعا الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي يقوم بأول زيارة لزعيم إيراني للقاهرة في أكثر من 3 عقود إلى تحالف استراتيجي مع مصر وقال إنه عرض تقديم قرض لمصر التي تعاني من أزمة مالية لكن الرد كان فاتراً». من جهة أخرى، نجاد الذي توجه إلى القاهرة هارباً من ضغوط سياسية داخلية، وآخرها طرده مباشرة من البرلمان الإيراني، وأمام الرأي العام العالمي، من قبل رئيس البرلمان علي لاريجاني، وانتزاع الثقة من أحد وزراء حكومته، واعتقال أحد المقربين له في طهران، كان يعتقد نجاد أنه سوف يحقق انتصاراً سياسياً كبيراً على المستوى الإقليمي، يتمحور هذا النصر الذي كان يحلم به على قسم قليل من إعادة العلاقات مع مصر، ولكن نرى في المقابل كيف استقبله الرئيس محمد مرسي، حيث جلسا ولكن تم منع رفع العلم الإيراني خلف نجاد، على عكس ما يحدث في الاجتماع كالعادة، وحسب العرف الدبلوماسي، ويبدو أن تصرف الدبلوماسية المصرية كان في محله، حيث جاء الحدث كـردة فعل على لقاء مرسي بنجاد العام الماضي حيث لم يسمح الإيرانيون برفع علم مصر، وكذلك أثناء لقاء المالكي رئيس وزراء العراق مع المسؤولين الإيرانيين، لم يرفع العلم العراقي.
هذا ما حققه نجاد خلال زيارته مصر، ناهيك عن بيان الأزهر الذي تم الإعلان عنه أثناء المؤتمر الصحفي بين نجاد ومستشار شيخ الأزهر الدكتور حسن الشافعي حيث طالب الأخير إيران بالكف عن شتم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، والكف عن سب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وإعطاء أهل السنة والجماعة وخاصة أهل الأحواز حقوقهم الكاملة، وعدم التدخل في شؤون البحرين وعدم المساس بأمن الخليج العربي.
ولكن ماذا عن «قندرة» منتظر و»صرماية» عزالدين؟
إن حدث هذا الحدث في دولة غير العراق، الذي كان يخضع تحت الاحتلالين «الأمريكي الإيراني»، ربما لوضعت «قندرة» منتظر في متحف، كي تبقى دائماً تعيد الذاكرة الجماعية، وتؤكد على ضرورة مناهضة الاحتلال، وإن كانت المناهضة هذه قد أتت عبر أبسط وسيلة متاحة، وكذلك «صرماية» عزالدين وكل حذاء مصري، تم رميه على نجاد، أو على المشروع الإيراني بالأحرى، خلال زيارة نجاد لحي الحسين.
{{ article.visit_count }}
يبدو أن في «قندرة» منتظر و»صرماية» عزالدين، رسالة واضحة وضوح الشمس، في منتصف النهار وهي، «لا مكان هنا للأمريكيين» قالها منتظر عن لسان المواطن العراقي، و»لا مكان لإيران» قالها عزالدين عن لسان المواطن السوري والمصري كذلك، فيما تلقى نجاد وموكبه عدة ضربات بالأحذية من أبناء مصر المناهضين للتواجد الإيراني في بلادهم، وقالها المصريون بصوت عالٍ: «لامكان لإيران في مصر».
ما فعله بوش من دمار في العراق لم يخفَ على أحد، لذلك نرى اليوم الشعب العراقي يعيد قدراته، ويعمل على استرجاع حقوقه المسلوبة عبر انتفاضته السلمية ضد أزلام إيران في بغداد.
وكذلك هو الشعب السوري منذ ما يقارب سنتين، وبوسائل عدة منها الأدوات العسكرية، يناهض مشروع تفريس سوريا، ويذبح هذا الشعب على أيادي أزلام الدولة الفارسية في الشام، من أجل استرجاع استقلال سوريا، ويبدو أن شعب مصر والشعوب العربية استدركوا اليوم خطورة العلاقات مع إيران، وتجذر الأخيرة وتدخلها في شؤون بلادهم في حالة إقامة علاقات معها، ولهذا شاهدنا كيف أن أهل مصر هبوا لمناهضة تواجد الرئيس الإيراني في بلادهم.
من زاوية أخرى، جميع مغريات الوفد الإيراني لم تحظَ باهتمام من الجانب المصري، حيث نقلت وكالة «رويترز» عبر مراسلها في القاهرة ما يلي «دعا الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي يقوم بأول زيارة لزعيم إيراني للقاهرة في أكثر من 3 عقود إلى تحالف استراتيجي مع مصر وقال إنه عرض تقديم قرض لمصر التي تعاني من أزمة مالية لكن الرد كان فاتراً». من جهة أخرى، نجاد الذي توجه إلى القاهرة هارباً من ضغوط سياسية داخلية، وآخرها طرده مباشرة من البرلمان الإيراني، وأمام الرأي العام العالمي، من قبل رئيس البرلمان علي لاريجاني، وانتزاع الثقة من أحد وزراء حكومته، واعتقال أحد المقربين له في طهران، كان يعتقد نجاد أنه سوف يحقق انتصاراً سياسياً كبيراً على المستوى الإقليمي، يتمحور هذا النصر الذي كان يحلم به على قسم قليل من إعادة العلاقات مع مصر، ولكن نرى في المقابل كيف استقبله الرئيس محمد مرسي، حيث جلسا ولكن تم منع رفع العلم الإيراني خلف نجاد، على عكس ما يحدث في الاجتماع كالعادة، وحسب العرف الدبلوماسي، ويبدو أن تصرف الدبلوماسية المصرية كان في محله، حيث جاء الحدث كـردة فعل على لقاء مرسي بنجاد العام الماضي حيث لم يسمح الإيرانيون برفع علم مصر، وكذلك أثناء لقاء المالكي رئيس وزراء العراق مع المسؤولين الإيرانيين، لم يرفع العلم العراقي.
هذا ما حققه نجاد خلال زيارته مصر، ناهيك عن بيان الأزهر الذي تم الإعلان عنه أثناء المؤتمر الصحفي بين نجاد ومستشار شيخ الأزهر الدكتور حسن الشافعي حيث طالب الأخير إيران بالكف عن شتم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، والكف عن سب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وإعطاء أهل السنة والجماعة وخاصة أهل الأحواز حقوقهم الكاملة، وعدم التدخل في شؤون البحرين وعدم المساس بأمن الخليج العربي.
ولكن ماذا عن «قندرة» منتظر و»صرماية» عزالدين؟
إن حدث هذا الحدث في دولة غير العراق، الذي كان يخضع تحت الاحتلالين «الأمريكي الإيراني»، ربما لوضعت «قندرة» منتظر في متحف، كي تبقى دائماً تعيد الذاكرة الجماعية، وتؤكد على ضرورة مناهضة الاحتلال، وإن كانت المناهضة هذه قد أتت عبر أبسط وسيلة متاحة، وكذلك «صرماية» عزالدين وكل حذاء مصري، تم رميه على نجاد، أو على المشروع الإيراني بالأحرى، خلال زيارة نجاد لحي الحسين.