قتلوا النفس التي حرم الله..
قطعوا الطرقات..
حرقوا المحال التجارية..
أرهبوا الآمنين من المواطنين والمقيمين..
عذبوا الأجانب ضربوهم.. سحلوهم.. هجروهم من مناطقهم..
حرقوا البنوك التجاريه..
دمروا الاقتصاد.. ويتباكون على الوظائف..
ألقوا القنابل الحارقة على المدارس..
أغلقوا المدارس بالحديد ليوقفوا تعليم الطلاب..
اعتدوا على بيوت المواطنين الذين لا ينساقون لهم..
أرهبوا المواطنين من طائفة اخرى ليخرجوا من بيوتهم..
أرهبوا الناس ليضربوا عن الذهاب للعمل والدراسة.. وفشلوا..
استخدموا القنابل.. وفجروها..
استخدموا الأسلحة النارية رموا بها رجال الأمن..
كل ذلك وأكثر مما لا يتخيله عقل كان باسم الإصلاح كما يكذبون، ادعوا زوراً وبهتاناً أنهم أصحاب إصلاح، وأنهم يريدون الديمقراطية، ما أكذبهم وما أقبحهم، لا يتوانون عن الكذب والتدليس.
يكذبون.. ويكذبون وهناك من يصدق كذبهم، من أنهم أصحاب سلم وديمقراطية.
فشل انقلابهم، غيروا المخطط من الانقلاب إلى الاستحواذ على الدوائر والبرلمان، وقالوا إنهم يريدون حكومة منتخبة، يريدون استنساخ النفق اللبناني المظلم، يريدون أن يجعلوا البحرين كما لبنان، فقد فشلوا في الشارع، ويريدون الاستيلاء على الحكومة من الداخل، ويستخدمون ما يستخدمه «حزب الشيطان» في لبنان ما يسمى بـ «الثلث المعطل» والمقصود به تعطيل الحكومة والبلد وشلها من داخل الحكومة.
غيروا الانقلاب بعد الفشل إلى مطلب الاستحواذ على الحكومة وتعطيلها، حتى إذا ما أصبح لهم وزراء فإنهم يقدمون استقالاتهم في خروجهم القادم للشارع، ويظهرون للعالم أن الحكومة أصيبت بالشلل، أو أن هناك انقساماً حكومياً، أو أن هناك شللاً حكومياً، وشللاً نيابياً، وهذا يعني أن البلد في أزمة كبيرة.
هذا هو ما يسعون إليه اليوم على طاولة الحوار، هذا الحوار وهذه الطاولة التي وضعت أرجلها على آلامنا وجروحنا ونزيفنا، ولا ندري إلى ماذا تفضى؟ بينما هناك من ذهب إلى الحوار ولا يعرف شيئاً عنه «مثل الأطرش في الزفة» لذلك هذا مؤلم جداً للمواطنين ولأهل البلد، أهل البحرين الذين ذهب عنهم أناس ليس لشيء سوى أنهم شكلوا جمعيات سياسية من «نفرين» وهذا أمر مخزٍ.
أهل البحرين ليسوا جمعيات سياسية، فما ذنبي أنا إن لم أنتمِ إلى جمعيات سياسية لم تفعل لنا شيئاً، أو أنها جمعيات رد فعل.
إنها كارثة أن يجلس على طاولة الحوار من لا يعلم عن مشروع «الثلث المعطل» الذي تسعى إليه «الوفاق»، وأتباعها المسيرون خلفها.
يعرفون أن انقلابهم من خلال الشارع مستحيل، ليس بسبب الداخلية والجيش، وإنما لأن هناك ثقلاً آخر كبيراً بالبلد لا يقبل بذلك وله صوت ورأي، وإن تطلب الأمر سينزل الشارع.
من كان وراء كل هذا الإرهاب والقتل لن يكون يوماً مصدراً للإصلاح، إنما هم يتدرجون ـ بعد الفشل ـ للوصول إلى الهدف، هذا كله معلوم، لكن أسئلتنا للأطراف الأخرى، هل أنتم تتفرجون، هل أنتم تتركون من حول البلد إلى التخريب والإرهاب من بعد الأمان يفعل ما يريد؟!
ما هو مشروع الدولة؟
ما هو مشروع الأطراف الأخرى؟
الذي ليس له مشروع أصبح من ضمن مشروع الآخرين، التفرج على تسليم البلد، وعلى الاستيلاء على المناطق والدوائر حتى يتم الاستيلاء على البرلمان من الداخل امر لا ينبغي أن يواجه بكلمة «وشعاد.. أي ما في مشكلة» هذا كلام جعل البلد تصل إلى هذه المرحلة.
نحتاج إلى مواقف وإستراتيجيات، نحتاج إلى من يجلس على طاولة الحوار وهو يعلم هدف الطرف الآخر وأبعاد المطالب.
مع أن أهل البحرين من بعد هذا الإرهاب يقولون هذا حوار مؤلم جداً، نتحاور مع الإرهابي والقاتل على أن يعطى المزيد من المكاسب، إنها الكارثة..!
هذه الآيات من سورة البقرة
من يقرأ بداية سورة البقرة بكتاب الله الحكيم ويمر على آيات بعينها، تأتي وجوه أمامه، وتأتي أمامه مشاهد تحدث اليوم.
قرأت هذه الآيات وأعلم أن لها تفسيراً، ولها سبب نزول، لكن كتاب الله لكل زمان ومكان، اقرؤوا هذه الآيات:
(في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضاً ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون (10) وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12) وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13) وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون).
صدق الله العظيم.