لاشك في أن الذين مازالوا لا يعترفون بوجود مطامع، ودور، وتدخلات إيرانية في البحرين، وفي الأزمة التي تعيشها، مصابين بعمى اختياري، أو بإصرار على المضي في محاولاتهم البائسة لاستغفال عقولنا، كما استطاعوا أن يخدعوا المنساقين وراءهم دون تفكير أو إرادة!!
آخر تلك البراهين جاءت مع الحديث عن بدء جولة جديدة من الحوار، حيث تناقلت الأخبار اقتراح إيران بإدراج الأوضاع في كل من سوريا والبحرين على جدول أعمال الاجتماع المقرر عقده نهاية الشهر الجاري بينها وبين مجموعة «5+1» بشأن برنامجها النووي المريب، ومعها سارعت البحرين بالاستنكار وبادر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بالرد على ذلك مصرحاً أن «دول مجلس التعاون ترفض رفضاً باتاً هذه المحاولات الإيرانية، التي تؤكد تدخل إيران الواضح في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومساعيها المستمرة لزعزعة أمن بعض الدول العربية واستقرارها».
حقيقة نحن لسنا في حاجة لمثل هذه الخرافات الإيرانية، أو لغيرها حتى نربط ما يدور في البحرين بإيران، إنما هي شواهد أخرى نقدمها من جديد لمن لم ولن يعترف بالتدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي البحريني، حتى ولو صرح أحمدي نجاد نفسه حرفياً وقال: «نعم نحن نتدخل فيما يجري في البحرين»، فسيخرج لنا من يقول «نجاد كان يستهزئ فقط ممن يقولون إن إيران تتدخل في البحرين!!».
لكن البحرين والعالم كله غير محتاج حتى لتصريحات مباشرة من إيران، إذ تؤكد ذلك كل مواقف تركيبة النظام الإيراني المتشعبة والمتصلة خيوطها بإرادة رجل واحد، متحكم بكل شيء، من الدين إلى السياسة إلى سعر الدجاجة، «والمضحك أن يكرر البعض أنهم ضد تحكم الفرد وضد الاستمرار الطويل في السلطة، فهل سنرى قريباً بديلاً للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي المتقلد لهذا المنصب منذ عام 1989؟!»، وقبل أن يجيبنا أحدهم بأن «هذا ليس منصباً سياسياً حتى يعزل أو يتغير»!! نقول بل هو منصب ديني سياسي وعابر للبحار والقارات كذلك!! إذ ينفرد صاحبه بالسياسيات الإيرانية الداخلية، فلا يصدر تشريع، أو قرار، أو رأي، أو موقف، أو خبر في نشرة أخبار، أو قانون وزاري، ولا يجرؤ أن ينادي بائع، ولا يدرس مدرس، ولا،.. ولا..، إلا بما يقره المرشد الأعلى، أو ينال موافقته أو يتماشى مع أوامره وتوجيهاته وتشريعاته وفتاواه، التي لا يمكن الخروج عليها مطلقاً!! أليس هذا حكماً متفرداً غير مقرون بوقت ولا بتجدد انتخابات، ولا بسلطة الشعب، يا من تنادون بالشيء وتتبعون عكسه!!
لماذا نقول ذلك؟ لكي نربطه بالتصعيد الخطير الذي شهدته البحرين في الشارع، وزيادة عمليات التخريب على المستوى الداخلي، بالإضافة للتحركات الخارجية والندوات والتصريحات من إيران والمؤتمرون بأمرها، في لندن والعراق ولبنان «ما أكثر أذرع هذا الإخطبوط»، والتي واكبت انطلاق حوار التوافق الوطني، رغم أن كثيرين من العقلاء الخائفين على مصير ومستقبل البحرين، ناشدوا الجميع حباً في الله ثم الوطن، وحفاظاً على ما تبقى من روح طيبة بين مكونات وطوائف وفئات المجتمع البحرينية التي تصدعت اللحمة الوطنية بينها، وحاقها شرخ لم نشهد له مثيلاً من قبل، بات ينذر بكارثة وطنية قد تكون أكبر من أن نتحمل نتائجها، ناشدوهم بضرورة العمل الوطني الجاد وصدق النوايا لتخطي مرحلة الاحتقان الذي مازلنا نعيشه!!
كنا نأمل من «الوفاق» تحديداً، ومن معها من الذين دخلوا الحوار مع باقي مكونات المجتمع ومعهم الحكومة، أن يمهدوا لمتطلبات نجاح الحوار، وأولها وقف كل مظاهر التخريب، وعودة الأمان للشارع، من أجل عودة الهدوء والسكينة لقلوب الناس، حتى يدعموا الحوار، وحتى يكونوا مستعدين نفسياً لتقبل نتائجه، وحتى يشعر المتحاورون بثقة أكبر، ويعلموا أن الشارع من خلفهم يدعمهم، ويدعم مساعيهم، فبدون ذلك لن ينجح المتحاورون، ولن تخرج نتائج جيدة عن اجتماعاتهم، وإن حصل ذلك فلن تجد تلك النتائج الترحيب الشعبي بها، بل لن يتقبلها أحد، وبالتالي لن يكون بالإمكان إقناع الناس الالتزام بنتائج الحوار، ومن ثم لا يمكن طبعاً إرغامهم على ذلك!!
شريط إخباري:
لاشك لدينا في أن «الوفاق» ومن معها متأكدون من مخاطر استمرار التخريب وغياب الأمن، لكنهم لم يحركوا ساكناً، ولم يقوموا بأي خطوة لوقف التصعيد على الأقل، خلال فترة عقد الحوار، بل ومازالوا يبررونه!! ومعرفة السبب لا تحتاج لكثير من التفكير، فمن هم ضد التخريب من الجمعيات الست المشاركة في الحوار لا يجرؤون على التصريح بذلك، خوفاً من عزل «الوفاق» لهم، أما الفريق الرافض للتخريب ممن هم من جمعية «الوفاق» نفسها فلا يستطيعون أن يصرحوا بذلك، ولا رفضه علانية، لأنهم لا يملكون رأيهم ولا إرادتهم فهي ببساطة في يد رجل واحد متفرد ومتحكم بكل شيء، من الدين إلى السياسة إلى ارتفاع وانخفاض وتيرة العنف!! حتى لو كانوا متيقنين أن ذلك ليس في صالحهم، ولا في صالح أحد، أليس هذا حكماً ليس مقروناً بوقت، ولا بتجدد انتخابات ولا بسلطة الشعب، ولا يمت للديمقراطية بصلة!! إذن كيف تنادون بما لا تفعلون؟!
آخر تلك البراهين جاءت مع الحديث عن بدء جولة جديدة من الحوار، حيث تناقلت الأخبار اقتراح إيران بإدراج الأوضاع في كل من سوريا والبحرين على جدول أعمال الاجتماع المقرر عقده نهاية الشهر الجاري بينها وبين مجموعة «5+1» بشأن برنامجها النووي المريب، ومعها سارعت البحرين بالاستنكار وبادر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بالرد على ذلك مصرحاً أن «دول مجلس التعاون ترفض رفضاً باتاً هذه المحاولات الإيرانية، التي تؤكد تدخل إيران الواضح في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومساعيها المستمرة لزعزعة أمن بعض الدول العربية واستقرارها».
حقيقة نحن لسنا في حاجة لمثل هذه الخرافات الإيرانية، أو لغيرها حتى نربط ما يدور في البحرين بإيران، إنما هي شواهد أخرى نقدمها من جديد لمن لم ولن يعترف بالتدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي البحريني، حتى ولو صرح أحمدي نجاد نفسه حرفياً وقال: «نعم نحن نتدخل فيما يجري في البحرين»، فسيخرج لنا من يقول «نجاد كان يستهزئ فقط ممن يقولون إن إيران تتدخل في البحرين!!».
لكن البحرين والعالم كله غير محتاج حتى لتصريحات مباشرة من إيران، إذ تؤكد ذلك كل مواقف تركيبة النظام الإيراني المتشعبة والمتصلة خيوطها بإرادة رجل واحد، متحكم بكل شيء، من الدين إلى السياسة إلى سعر الدجاجة، «والمضحك أن يكرر البعض أنهم ضد تحكم الفرد وضد الاستمرار الطويل في السلطة، فهل سنرى قريباً بديلاً للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي المتقلد لهذا المنصب منذ عام 1989؟!»، وقبل أن يجيبنا أحدهم بأن «هذا ليس منصباً سياسياً حتى يعزل أو يتغير»!! نقول بل هو منصب ديني سياسي وعابر للبحار والقارات كذلك!! إذ ينفرد صاحبه بالسياسيات الإيرانية الداخلية، فلا يصدر تشريع، أو قرار، أو رأي، أو موقف، أو خبر في نشرة أخبار، أو قانون وزاري، ولا يجرؤ أن ينادي بائع، ولا يدرس مدرس، ولا،.. ولا..، إلا بما يقره المرشد الأعلى، أو ينال موافقته أو يتماشى مع أوامره وتوجيهاته وتشريعاته وفتاواه، التي لا يمكن الخروج عليها مطلقاً!! أليس هذا حكماً متفرداً غير مقرون بوقت ولا بتجدد انتخابات، ولا بسلطة الشعب، يا من تنادون بالشيء وتتبعون عكسه!!
لماذا نقول ذلك؟ لكي نربطه بالتصعيد الخطير الذي شهدته البحرين في الشارع، وزيادة عمليات التخريب على المستوى الداخلي، بالإضافة للتحركات الخارجية والندوات والتصريحات من إيران والمؤتمرون بأمرها، في لندن والعراق ولبنان «ما أكثر أذرع هذا الإخطبوط»، والتي واكبت انطلاق حوار التوافق الوطني، رغم أن كثيرين من العقلاء الخائفين على مصير ومستقبل البحرين، ناشدوا الجميع حباً في الله ثم الوطن، وحفاظاً على ما تبقى من روح طيبة بين مكونات وطوائف وفئات المجتمع البحرينية التي تصدعت اللحمة الوطنية بينها، وحاقها شرخ لم نشهد له مثيلاً من قبل، بات ينذر بكارثة وطنية قد تكون أكبر من أن نتحمل نتائجها، ناشدوهم بضرورة العمل الوطني الجاد وصدق النوايا لتخطي مرحلة الاحتقان الذي مازلنا نعيشه!!
كنا نأمل من «الوفاق» تحديداً، ومن معها من الذين دخلوا الحوار مع باقي مكونات المجتمع ومعهم الحكومة، أن يمهدوا لمتطلبات نجاح الحوار، وأولها وقف كل مظاهر التخريب، وعودة الأمان للشارع، من أجل عودة الهدوء والسكينة لقلوب الناس، حتى يدعموا الحوار، وحتى يكونوا مستعدين نفسياً لتقبل نتائجه، وحتى يشعر المتحاورون بثقة أكبر، ويعلموا أن الشارع من خلفهم يدعمهم، ويدعم مساعيهم، فبدون ذلك لن ينجح المتحاورون، ولن تخرج نتائج جيدة عن اجتماعاتهم، وإن حصل ذلك فلن تجد تلك النتائج الترحيب الشعبي بها، بل لن يتقبلها أحد، وبالتالي لن يكون بالإمكان إقناع الناس الالتزام بنتائج الحوار، ومن ثم لا يمكن طبعاً إرغامهم على ذلك!!
شريط إخباري:
لاشك لدينا في أن «الوفاق» ومن معها متأكدون من مخاطر استمرار التخريب وغياب الأمن، لكنهم لم يحركوا ساكناً، ولم يقوموا بأي خطوة لوقف التصعيد على الأقل، خلال فترة عقد الحوار، بل ومازالوا يبررونه!! ومعرفة السبب لا تحتاج لكثير من التفكير، فمن هم ضد التخريب من الجمعيات الست المشاركة في الحوار لا يجرؤون على التصريح بذلك، خوفاً من عزل «الوفاق» لهم، أما الفريق الرافض للتخريب ممن هم من جمعية «الوفاق» نفسها فلا يستطيعون أن يصرحوا بذلك، ولا رفضه علانية، لأنهم لا يملكون رأيهم ولا إرادتهم فهي ببساطة في يد رجل واحد متفرد ومتحكم بكل شيء، من الدين إلى السياسة إلى ارتفاع وانخفاض وتيرة العنف!! حتى لو كانوا متيقنين أن ذلك ليس في صالحهم، ولا في صالح أحد، أليس هذا حكماً ليس مقروناً بوقت، ولا بتجدد انتخابات ولا بسلطة الشعب، ولا يمت للديمقراطية بصلة!! إذن كيف تنادون بما لا تفعلون؟!