لنحصي عدد المرات المعلنة التي اكتشف فيها خلايا إرهابية أو محاولات انقلابية في البحرين من قبل إيران، قد تخونني الذاكرة قليلاً وكذلك المحتويات الأرشيفية. ولكن لنبدأ منذ اندلاع الثورة الخمينية في طهران خلال فبراير 1979.
بداية المحاولة الانقلابية الأولى في العام 1981 مع خلية إرهابية تمكنت من تهريب كميات كبيرة من الأسلحة ونقلها إلى مخزن في منطقة الرفاع. ثم اكتشاف خلية حزب الله ـ البحرين في مطلع صيف 1996. بعدها في العام 2000 تم اكتشاف 243 رشاشاً، وأكثر من ألف مسدس تحمل شعارات إيرانية، و10 كيلوغرام من المواد المتفجرة (TNT) تم إدخالها إلى الأراضي البحرينية من خلال السفارة الإيرانية في المنامة.
لاحقاً في مايو 2009 تم اكتشاف خلية إرهابية عرفت بـ (خلية الحجيرة الإرهابية) دربت على يد كوادر حزب الله اللبناني في منطقة الحجيرة السورية، وكانت أهدافها التخطيط لسلسلة من العمليات الإرهابية التي تستهدف الاعتداء على عدد من الأشخاص ومقاومة السلطات وحرق وإتلاف الممتلكات، وتصنيع وحيازة المفرقعات والمواد القابلة للاشتعال من أجل إفقاد البلاد السيطرة والاستقرار. وكانت أيضاً تستهدف القيام بعمليات إرهابية في عدد من دول الخليج العربي.
محاولة أخرى هامة تمت في فبراير 2011 عندما اكتشف تورط طهران في المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أعلن خلالها عن قيام الجمهورية الإسلامية في (دوار مجلس التعاون السابق) وهي التي أحدثت الشرح والانقسام العميق القائم الآن في المجتمع المحلي.
وآخر هذا التسلسل التاريخي اكتشاف خلية جيش الإمام قبل أيام والتي راقب الرأي العام البحريني ظهور العديد من الصور لتشكيلات عسكرية في العديد من القرى في أسلوب يحاكي الأسلوب، وطبعاً تورط الحرس الثوري الإيراني في تشكيلها.
وماذا بعد هذا السياق التاريخي الطويل الذي يمتد لنحو أكثر من 30 عاماً؟ هل تستحق البحرين استمرار علاقاتها الدبلوماسية مع طهران؟ وما هي المكتسبات التي يمكن تحقيقها في إطار العلاقات البحرينية ـ الإيرانية؟
لا أعتقد أن البحرين بحاجة لاستمرار مثل هذه العلاقات، فمصالح البحرين الاستراتيجية لا تستحق كل هذه التضحية مع دولة من دول الجوار الإقليمي للمنامة في سبيل مصالح تجارية أو دينية أو اجتماعية، فالمصلحة الأمنية لا يمكن المساومة عليها أبداً، ومادامت لدينا كل هذه المعطيات ماذا نتوقع أكثر؟ هل ننتظر التدخل العسكري والأمني المباشر الإيراني في البحرين؟
سواءً قطعت العلاقات البحرينية ـ الإيرانية أو استمرت ستبقى محاولات طهران وتدخلاتها لزعزعة أمن واستقرار البحرين مستمرة، لأن هدف تصدير الثورة الإيرانية للمنامة مازال قائماً، وسيستمر في ظل استمرار الحكم الثيوقراطي في طهران.
مثل هذه المحاولات لا تتطلب فقط قطع العلاقات على مستوى العلاقات البحرينية ـ الإيرانية، وإنما تتطلب موقفاً خليجياً صارماً بعيداً عن بيانات الإدانة والاستنكار، والتأييد لإجراءات المنامة وجهودها في فرض الاستقرار، نحن باختصار في حاجة لمواقف وإجراءات خليجية مشتركة مختلفة عن الإجراءات التي اتخذت في السابق، والخيارات كثيرة أهمها فرض عقوبات على طهران أو خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي الخليجي مع إيران. والتخاذل في اتخاذ إجراءات مماثلة لن يعود إلا بالضرر الكبير والتداعيات السلبية على منظومة مجلس التعاون الخليجي.
{{ article.visit_count }}
بداية المحاولة الانقلابية الأولى في العام 1981 مع خلية إرهابية تمكنت من تهريب كميات كبيرة من الأسلحة ونقلها إلى مخزن في منطقة الرفاع. ثم اكتشاف خلية حزب الله ـ البحرين في مطلع صيف 1996. بعدها في العام 2000 تم اكتشاف 243 رشاشاً، وأكثر من ألف مسدس تحمل شعارات إيرانية، و10 كيلوغرام من المواد المتفجرة (TNT) تم إدخالها إلى الأراضي البحرينية من خلال السفارة الإيرانية في المنامة.
لاحقاً في مايو 2009 تم اكتشاف خلية إرهابية عرفت بـ (خلية الحجيرة الإرهابية) دربت على يد كوادر حزب الله اللبناني في منطقة الحجيرة السورية، وكانت أهدافها التخطيط لسلسلة من العمليات الإرهابية التي تستهدف الاعتداء على عدد من الأشخاص ومقاومة السلطات وحرق وإتلاف الممتلكات، وتصنيع وحيازة المفرقعات والمواد القابلة للاشتعال من أجل إفقاد البلاد السيطرة والاستقرار. وكانت أيضاً تستهدف القيام بعمليات إرهابية في عدد من دول الخليج العربي.
محاولة أخرى هامة تمت في فبراير 2011 عندما اكتشف تورط طهران في المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أعلن خلالها عن قيام الجمهورية الإسلامية في (دوار مجلس التعاون السابق) وهي التي أحدثت الشرح والانقسام العميق القائم الآن في المجتمع المحلي.
وآخر هذا التسلسل التاريخي اكتشاف خلية جيش الإمام قبل أيام والتي راقب الرأي العام البحريني ظهور العديد من الصور لتشكيلات عسكرية في العديد من القرى في أسلوب يحاكي الأسلوب، وطبعاً تورط الحرس الثوري الإيراني في تشكيلها.
وماذا بعد هذا السياق التاريخي الطويل الذي يمتد لنحو أكثر من 30 عاماً؟ هل تستحق البحرين استمرار علاقاتها الدبلوماسية مع طهران؟ وما هي المكتسبات التي يمكن تحقيقها في إطار العلاقات البحرينية ـ الإيرانية؟
لا أعتقد أن البحرين بحاجة لاستمرار مثل هذه العلاقات، فمصالح البحرين الاستراتيجية لا تستحق كل هذه التضحية مع دولة من دول الجوار الإقليمي للمنامة في سبيل مصالح تجارية أو دينية أو اجتماعية، فالمصلحة الأمنية لا يمكن المساومة عليها أبداً، ومادامت لدينا كل هذه المعطيات ماذا نتوقع أكثر؟ هل ننتظر التدخل العسكري والأمني المباشر الإيراني في البحرين؟
سواءً قطعت العلاقات البحرينية ـ الإيرانية أو استمرت ستبقى محاولات طهران وتدخلاتها لزعزعة أمن واستقرار البحرين مستمرة، لأن هدف تصدير الثورة الإيرانية للمنامة مازال قائماً، وسيستمر في ظل استمرار الحكم الثيوقراطي في طهران.
مثل هذه المحاولات لا تتطلب فقط قطع العلاقات على مستوى العلاقات البحرينية ـ الإيرانية، وإنما تتطلب موقفاً خليجياً صارماً بعيداً عن بيانات الإدانة والاستنكار، والتأييد لإجراءات المنامة وجهودها في فرض الاستقرار، نحن باختصار في حاجة لمواقف وإجراءات خليجية مشتركة مختلفة عن الإجراءات التي اتخذت في السابق، والخيارات كثيرة أهمها فرض عقوبات على طهران أو خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي الخليجي مع إيران. والتخاذل في اتخاذ إجراءات مماثلة لن يعود إلا بالضرر الكبير والتداعيات السلبية على منظومة مجلس التعاون الخليجي.