قبل وجيز وقت نقل عن السيد خامنئي قوله - ما معناه - إنه «لو أننا تدخلنا في شؤون البحرين الداخلية لكان الحال غير الحال الذي هي عليه اليوم»، ونقل عنه قبل أيام قول معناه إنه «لو أرادت إيران أن تستخدم النووي في أغراض غير سلمية لما تمكنت أمريكا من منعها».. في القول الأول إشارة إلى أن «إيران لم تتدخل في شؤون البحرين»، رغم أنها تستطيع وتمتلك ما يكفي من مبررات «أي أنها آثرت عدم التدخل «على الأقل حتى الآن»، وفي الثاني إشارة إلى أن «برنامج إيران النووي سلمي»، وبالتالي ينبغي ألا يخاف منه أحد خصوصاً دول الخليج العربي.
أما ما يجمع القولين فهو استخدام «لو» التي «لو» أنها تفتح عمل الشيطان في الشأنين المذكورين، لما تم استخدامهما! ذلك أن لو – حسب الحديث النبوي الشريف – تفتح عمل الشيطان.
إيران التي أطلقت على أمريكا اسم «الشيطان الأكبر»، وظلت تنعتها بهذا الاسم طويلاً، لا تزال تمارس اليوم أفعالاً تدفع المتضرر منها إلى إطلاق الاسم ذاته عليها، فتدخلها القميء في البحرين، وإن أنكرته يدفع نحو إقرانها بالشيطان، وإصرارها على الادعاء بأن برنامجها النووي سلمي رغم كل المناورات التي تهدف من ورائها إلى منع فرق التفتيش المتخصصة من دخول الأماكن التي يمكن أن تجد فيها ما يدينها، إصرار يدفع إلى اعتبارها شيطاناً يكبر.
ما تقوم به إيران اليوم فيما يخص البحرين هو فعل شيطاني من الدرجة الأولى، وإذا كانت التقارير الصادرة عن الاستخبارات، والتي تؤكد أن إيران ضالعة في تدريب عناصر مناوئة للحكم ودعمهم بشتى الطرق، إذا كانت مثل هذه التقارير قابلة للأخذ والرد باعتبارها تقارير تعتمد وقائع وأحداث، لا يتم الإعلان عنها غالباً، وتعتمد حسابات معينة تعني العاملين في مثل هذه الأجهزة فقط ، فإن ما ليس قابلاً للأخذ والرد هو الدعم الإعلامي الأكثر من قميء الذي يراه العالم كله بأم أعينه وأبيها، ويكفي في هذا الصدد الإشارة إلى ما تقدمه فضائية العالم «السوسة» من دعم ليس له تفسير سوى إعطاء الولي الفقيه الإذن بالتدخل في شؤون البحرين، حيث المتابع لهذه الفضائية يعتقد جازماً أن إيران هي التي تحرك «الثورة» في البحرين وأنها تستغل أولئك الذين يتخذون من السلطة موقفاً لسبب أو لآخر ليكونوا يدها وعينها، في انتظار اللحظة الحاسمة، التي لا مفر بعدها من إنكار التدخل في شؤون البحرين الداخلية.
الفعل الشيطاني الذي تمارسه تلك الفضائية، وغيرها من الفضائيات الإيرانية، والأخرى السائرة في دربها من فضائيات عراقية ولبنانية، لا يدع للمراقب مجالاً للشك في أن ما تدعيه إيران فيما يخص نفيها التدخل في شؤون البحرين غير صحيح، فإذا لم يكن هذا الذي تقوم به إيران اليوم تدخلاً فأي شيء هو إذن؟
كل هذا الدعم الإعلامي وكل تلك المسيرات المسيئة للبحرين وقيادتها وحكومتها التي يتم تسييرها في إيران والعراق وغيرهما من البلدان، وكل تلك التصريحات وصولاً إلى توجيه «الشتائم» للقيادة البحرينية في الحسينيات، كل هذا وغيره لا تعتبره إيران تدخلاً، فكيف هو التدخل إذن؟! كيف هي الشيطنة؟! إيران «لم ترد» التدخل في شؤون البحرين وفعلت كل هذا الذي فعلته فكيف «لو» أرادت التدخل؟! كيف «لو» أن الأوامر صدرت بالتدخل في شؤون البحرين؟!
ما ظهر حتى الآن من أفعال تمارسها إيران سواء فيما يخص البحرين أو المنطقة بشكل عام، لا يمكن تصنيفه إلا في خانة الأفعال الشيطانية، لكن ما خفي أعظم.
آه «لو» أن البحرين تقرر إخراج ذلك الذي خفي!