إن مهمة تربية جيلٍ جديدٍ من البحرينيين، المراهقين والشباب، بمنأى عن التجاذبات السياسية والمذهبية لا تعني، ولا تتضمّن على الإطلاق، إزاحة الشباب من ميدان السياسة وتركهم متفرِّجين على ما يحصل، وتعطيل طاقاتهم العقلية والجسدية والنفسية وشلّ إرادتهم.
إنها تعني بالدرجة الأولى تشجيعهم على النهل من التراث العالمي الإنساني المتعلّق بتربية المواطنة الصالحة، وتعريفهم بمبادئ المدارس الليبرالية والعلمانية التي تركِّز على الفصل بين الدين والدولة، وتشدِّد على حرية المعتقد، وعلى الإرادة الفردية باعتبارها المحرِّكة لإرادة الجماعة، وليس التابعة لها أو المؤتمرة بأمرها، وتؤكِّد على أن تجري التنشئة الاجتماعية للفرد في ظروف مواتيةٍ لقدراته واستعداداته وإبداعاته، فتنطلق بخياله قُدُماً إلى الأمام، وتحلِّق بأفكاره إلى الأعلى بعيداً عن النزعات الضيِّقة المحكومة برأي الأسرة أو الجماعة أو أبناء المذهب أو الفئة.
وحينما نطلق على النزعات صفة “الضيقة” فإننا لا نقصد أنها في مجملها خاطئة، كما إنه ليس المقصود من ذلك أن يتخلّى الشاب عن ذويه وأبناء مذهبه، وينكفئ على ذاته في جزيرةٍ منعزلةٍ عن العالم، حيث يناجي نفسه فقط، ولا يستمع إلا لصدى صوته، ولا يكترث بأقوال الآخرين ورؤاهم وتوجهاتهم؛ ليس هذا هو المقصود يا سادة.
إن فحوى الرسالة التي نريد إيصالها للشاب المعاصر، أي الذي ينتمي بعقله الثاقب إلى هذا القرن، وليس إلى العصور التي كان فيها العقل مغيباً، والفكر مقولباً ضمن نمطٍ استبداديٍ سائدٍ، هو أن مخزون الثقافة العامة الشاملة يشكِّل بالنسبة للفتى بمثابة صمام الأمان الذي يمنعه من الانقياد الأعمى لآراء الآخرين، مهما كانت صائبةً، ويسمح له برؤية المشهد أو الحقيقة كاملةً، وليس من زاويةٍ واحدةٍ يتيمةٍ فقط.
أتصوّر أن حثّ الشاب على غرف المعرفة من ينبوعها العالمي، وليس العربي فقط، والاطلاع على التجارب الكفاحيّة الشبابية، وفحص نواحي القوة والضعف فيها، ومحاولة ربط ما يجري على أرض الواقع المحلي بمحصِّلة أو خلاصة الخبرات السياسية النضالية المكتسبة، ذلكم هو، كما أرى، الطريق لتكوين جيل مستقل الفكر والإرادة والعمل، جيل تنتظره بحرين المستقبل!
إنها تعني بالدرجة الأولى تشجيعهم على النهل من التراث العالمي الإنساني المتعلّق بتربية المواطنة الصالحة، وتعريفهم بمبادئ المدارس الليبرالية والعلمانية التي تركِّز على الفصل بين الدين والدولة، وتشدِّد على حرية المعتقد، وعلى الإرادة الفردية باعتبارها المحرِّكة لإرادة الجماعة، وليس التابعة لها أو المؤتمرة بأمرها، وتؤكِّد على أن تجري التنشئة الاجتماعية للفرد في ظروف مواتيةٍ لقدراته واستعداداته وإبداعاته، فتنطلق بخياله قُدُماً إلى الأمام، وتحلِّق بأفكاره إلى الأعلى بعيداً عن النزعات الضيِّقة المحكومة برأي الأسرة أو الجماعة أو أبناء المذهب أو الفئة.
وحينما نطلق على النزعات صفة “الضيقة” فإننا لا نقصد أنها في مجملها خاطئة، كما إنه ليس المقصود من ذلك أن يتخلّى الشاب عن ذويه وأبناء مذهبه، وينكفئ على ذاته في جزيرةٍ منعزلةٍ عن العالم، حيث يناجي نفسه فقط، ولا يستمع إلا لصدى صوته، ولا يكترث بأقوال الآخرين ورؤاهم وتوجهاتهم؛ ليس هذا هو المقصود يا سادة.
إن فحوى الرسالة التي نريد إيصالها للشاب المعاصر، أي الذي ينتمي بعقله الثاقب إلى هذا القرن، وليس إلى العصور التي كان فيها العقل مغيباً، والفكر مقولباً ضمن نمطٍ استبداديٍ سائدٍ، هو أن مخزون الثقافة العامة الشاملة يشكِّل بالنسبة للفتى بمثابة صمام الأمان الذي يمنعه من الانقياد الأعمى لآراء الآخرين، مهما كانت صائبةً، ويسمح له برؤية المشهد أو الحقيقة كاملةً، وليس من زاويةٍ واحدةٍ يتيمةٍ فقط.
أتصوّر أن حثّ الشاب على غرف المعرفة من ينبوعها العالمي، وليس العربي فقط، والاطلاع على التجارب الكفاحيّة الشبابية، وفحص نواحي القوة والضعف فيها، ومحاولة ربط ما يجري على أرض الواقع المحلي بمحصِّلة أو خلاصة الخبرات السياسية النضالية المكتسبة، ذلكم هو، كما أرى، الطريق لتكوين جيل مستقل الفكر والإرادة والعمل، جيل تنتظره بحرين المستقبل!