كان لي شرف لقاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، مع زملائي أعضاء مجلس إدارة نادي المراسلين والاستماع إلى رجل دولة محنك يعرف دهاليز السياسة، وهذا ينم عن خبرة سموه الطويلة عبر عقود في معترك الحياة السياسية، وما شدني في اللقاء هو حديثه بحرقة عن الوطن العربي الكبير الذي أصبحت المؤامرات تحاك ضده والسعي إلى تجزئته إلى دويلات وعودة الاستعمار من باب آخر بذرائع الديمقراطية أو حقوق الإنسان، والهدف هي الثروات الطبيعية التي حباها الله لمنطقتنا خصوصاً دول مجلس التعاون.
كل ما قاله رئيس الوزراء خلال اللقاء كان نبراساً يسير عليه أي إعلامي تهمه قضايا الوطن، ويكون معبراً عن همومه بعيداً عن أية أجندات أو مصالح شخصية، فالكلمة كما قال سموه إنها أضحت اليوم هي الأقوى في العالم وهي الأداء التي تدافع الدول والشعوب بها عن مقدراتها في مواجهة من يسعى إلى تشويه الحقائق وقلبها وتضليل الرأي العام عن ما تم إنجازه من مكتسبات لا ينكرها إلا جاحد، فقيادتنا الرشيدة مدت يدها ومازالت لكل مخلص يحرص على الوطن ويقف مسانداً له في وقت المحن والمصاعب والملمات، وهو ما أثبته الشعب منذ أن طرح استفتاء على عروبة البحرين وحتى اليوم، هذا هو شعب البحرين الوفي لأرضه ولعروبتها ولقيادتها.
لقد كان ترحيب رئيس الوزراء بالمراسلين وإشادته بدورهم في تقديم البحرين بصورة حقيقية وإيجابية وتسخير الكلمة لتكون جامعة وتصدح بصوت الحق من خلال نقل الأخبار إلى جهاتهم الإعلامية، وساماً يعلق على صدر كل مراسل يمارس عمله في إيصال الحقيقة من منطلق الإعلام الوطني، وهو ما جعل العالم يدرك ما تعرضت له البحرين من حملات التشويه من قبل إعلام لم يمارس مهنته بحيادية، وكان يسعى إلى الكذب والتضليل لأهداف خبيثة كان الفشل حليفها، وهذا لم يأتِ إلا بتوفيق الله تعالى ثم بحنكة القيادة الرشيدة وبتكاتف الشرفاء من أهل البحرين الذي وقفوا ولبوا نداء الوطن إبان الأزمة.
لقد كان الهم الأول لسمو رئيس الوزراء، وهو ما قاله، بأنه أولوية بالنسبة له هو الأمن والاستقرار وكيفية الحفاظ عليه وعدم المساس بالأمن القومي من خلال التخريب والإرهاب واستغلال الحريات وأجواء الديمقراطية في البلاد لتمرير أجندات خفية، وهو ما شدد عليه سموه بأن الحكومة لن تبقى متفرجة إزاء هذا الوضع، فمسؤولية البلد ومستقبل شعبه على رأس أولويات القيادة السياسية ممثلة بجلالة الملك المفدى، إذ كان جلالته دائماً ما يؤكد على أن الديمقراطية والحريات لن تمس، ولكن تلك الحرية متى ما استغلها البعض في الإساءة إلى الوطن فإنه يجب أن تكون هناك ضوابط لها وتنظيمها.
في اللقاء كرر سمو رئيس الوزراء مراراً دعوة قادة دول مجلس التعاون بأن يدركوا ويعوا حجم التدخلات في الشؤون الداخلية لبلدانهم، والتي بدأت تزداد بشكل يومي تحت ذرائع وغطاءات باسم الديمقراطية أو الحرية أو حتى حقوق الإنسان، والتي أصبحت شماعة يعلق عليها حتى تكون مدخلاً لتدخل بعض الدول التي تدعي أنها تصون الحقوق وتدافع عنها وهي ذاتها من تنتهكها في بلدانها وفي دول العالم بالتدخلات وإثارة القلاقل فيها بهدف عدم استقرارها، وهذا ما نراه من تدخلات واضحة من سفراء هذه الدول التي تسعى إلى تجزئة الوطن العربي الكبير إلى دويلات في حين لا نرى ذلك في دول أخرى قريبة منا وتهدد منطقتنا بشكل شبه يومي.
^ همسة..
أنت بحق مدرسة يا صاحب السمو نتعلم منها، فقد كانت كلماتك تدل على حكمتك وخبرتك في الحياة وتجاربها التي نستخلص منها العبر، وحقيقة إننا نعتز بتقدير سموك لدور الصحافيين والإعلاميين والمراسلين حين قلت بالحرف الواحد أن «المعلومة عند المسؤول ليست ملكاً له إذا كانت تتعلق بمصلحة الشعب»، وهذا ما لمسناه في لقائنا مع سموكم الكريم!