ما ألبث أن أتوقف عن الاستشهاد بمقولة خادم الحرمين الشريفين بشأن العلاقات التبادلية البحرينية السعودية حتى أعود إليها من جديد، تلك الحكمة المسطرة بحروف من ذهب والمثبتة القواعد في التاريخ رغم حداثتها، فما أروعها من كلمة عندما قال جلالته: «البحرين بنتي الصغيرة، وحدود الرياض المنامة، وحدود المنامة الرياض». حداثة الكلمة تخفي بين جنباتها تاريخاً متجذراً أصيلاً يربط البلدين الشقيقين منذ أمد بعيد، بعيد جداً. علاقات أخوية متميزة تربطها وشائج قربة ومصير مشترك طالما سعى قادة البلدين وأجدادهما وشعبيهما لتوطيدها.
يأخذنا الحنين اليوم، الموافق للخامس والعشرين من شهر نوفمبر، لذكرى مدّت جسور التواصل والمحبة بين البلدين الشقيقين؛ فليس الحجر من قرّب المسافات، بل ترابط القلوب المُحبة ضرب مثلاً ومدّ أكف التعاون جسراً يشهد العالم بعظمته حتى يومنا هذا. تستعيد المملكتين الشقيقتين ذلك الموقف المجلجل السعيد في تاريخهما عندما افتتح (جسر الملك فهد) قبل 26 عاماً مضت.
(درب من العشق لا درب من الحجر)؛ كانت ومازالت واحدة من أروع روائع الشاعر الدبلوماسي المرحوم غازي القصيبي، سطّر فيها العشق ونثره في الأجواء صوتاً وصدى، حملا العبير والشذى إلى أقاصي المملكتين وأدناها ولم يكتفيا، حتى تجاوزا الخليج، وأيّما خليج الذي خاطبه القصيبي في رائعته، إنه الخليج المبارك المقدس بالحرمين الشريفين، أرض النبوات والمجد والحضارات الشامخة (خليجُ إن حبال الله تربطُنا)، وبالله حُفظت العلاقة وبوركت بين البلدين لتواجها معاً جميع العقبات والصعاب، وتتخطيا المحن بصبرٍ لا يلين.
الظروف الأخيرة التي مرت بها البلدين، ولاسيما البحرين، أثبتت قوة الرباط الإلهي في صورةٍ من التعاون والتعاضد الثنائي على كافة المستويات وفي مختلف المجالات، حتى أصبح الانتماء للمملكتين انتماءً واحداً، يحمل المفخرة نفسها، فهو انتماء لبيت خليجي متآزر، ولا ضير إن حمل بحريني الخفاق الأخضر، أو رفع سعودي راية البحرين المشربة بحب كل من وطأت قدمه أرضها أو سمع عنها، بل لعل هذا من أسمى آيات المواطنة الحقة التي تزيل كافة الحدود بين المملكتين. وكيف لا تتفق البلدان في عظمة تاريخ مشترك إن كانت البحرين أرض الحياة والخلود، والمملكة العربية السعودية موطن الفخر والبطولات ومسقط رأس الجدود؟!
كان (جسر الملك فهد) أول مشروع عربي يربط دولتين عبر البحر، بحر العشق والمحبة، بحر امتزج فيه تاريخ أصيل مشترك حمل بين موجاته عشقاً سعودياً عبقاً فنثره على حدود دلمون، فكان الحب حبين على أرض وبحر الحبيبة البحرين. كما يعجز القلم عن تسطير إنجازات البلدين المشتركة على مدى الأزمان، فالحديث عن البحرين بمعزل عن الحبيبة السعودية يكاد يكون صعباً، لما بين البلدين من قواسم مشتركة وخصوصية متفردة واضحة للعيان يعرفها ويسمع عنها القاصي والداني.
^ نبض الأحبة..
مَن مِن البحرينيين لا يحمل في قلبه عشقاً متمكناً من الروح لقامة الملوك أبو متعب؟ ومَن مِن السعوديين الأحبة لا يتغنى باسم قائد النهضة والمجد البحريني بو سلمان؟ كرمزين شامخين في تاريخ الخليج العربي لشعبين حملا الانتماء دماً وهوى.
{{ article.visit_count }}
يأخذنا الحنين اليوم، الموافق للخامس والعشرين من شهر نوفمبر، لذكرى مدّت جسور التواصل والمحبة بين البلدين الشقيقين؛ فليس الحجر من قرّب المسافات، بل ترابط القلوب المُحبة ضرب مثلاً ومدّ أكف التعاون جسراً يشهد العالم بعظمته حتى يومنا هذا. تستعيد المملكتين الشقيقتين ذلك الموقف المجلجل السعيد في تاريخهما عندما افتتح (جسر الملك فهد) قبل 26 عاماً مضت.
(درب من العشق لا درب من الحجر)؛ كانت ومازالت واحدة من أروع روائع الشاعر الدبلوماسي المرحوم غازي القصيبي، سطّر فيها العشق ونثره في الأجواء صوتاً وصدى، حملا العبير والشذى إلى أقاصي المملكتين وأدناها ولم يكتفيا، حتى تجاوزا الخليج، وأيّما خليج الذي خاطبه القصيبي في رائعته، إنه الخليج المبارك المقدس بالحرمين الشريفين، أرض النبوات والمجد والحضارات الشامخة (خليجُ إن حبال الله تربطُنا)، وبالله حُفظت العلاقة وبوركت بين البلدين لتواجها معاً جميع العقبات والصعاب، وتتخطيا المحن بصبرٍ لا يلين.
الظروف الأخيرة التي مرت بها البلدين، ولاسيما البحرين، أثبتت قوة الرباط الإلهي في صورةٍ من التعاون والتعاضد الثنائي على كافة المستويات وفي مختلف المجالات، حتى أصبح الانتماء للمملكتين انتماءً واحداً، يحمل المفخرة نفسها، فهو انتماء لبيت خليجي متآزر، ولا ضير إن حمل بحريني الخفاق الأخضر، أو رفع سعودي راية البحرين المشربة بحب كل من وطأت قدمه أرضها أو سمع عنها، بل لعل هذا من أسمى آيات المواطنة الحقة التي تزيل كافة الحدود بين المملكتين. وكيف لا تتفق البلدان في عظمة تاريخ مشترك إن كانت البحرين أرض الحياة والخلود، والمملكة العربية السعودية موطن الفخر والبطولات ومسقط رأس الجدود؟!
كان (جسر الملك فهد) أول مشروع عربي يربط دولتين عبر البحر، بحر العشق والمحبة، بحر امتزج فيه تاريخ أصيل مشترك حمل بين موجاته عشقاً سعودياً عبقاً فنثره على حدود دلمون، فكان الحب حبين على أرض وبحر الحبيبة البحرين. كما يعجز القلم عن تسطير إنجازات البلدين المشتركة على مدى الأزمان، فالحديث عن البحرين بمعزل عن الحبيبة السعودية يكاد يكون صعباً، لما بين البلدين من قواسم مشتركة وخصوصية متفردة واضحة للعيان يعرفها ويسمع عنها القاصي والداني.
^ نبض الأحبة..
مَن مِن البحرينيين لا يحمل في قلبه عشقاً متمكناً من الروح لقامة الملوك أبو متعب؟ ومَن مِن السعوديين الأحبة لا يتغنى باسم قائد النهضة والمجد البحريني بو سلمان؟ كرمزين شامخين في تاريخ الخليج العربي لشعبين حملا الانتماء دماً وهوى.