خطبة مرجع حزب الله الإيراني في البحرين يوم أمس تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أبداً أن هذه الجماعة من الاستحالة أن تتقبل أي رأي مخالف لها، بل الخطبة بأكملها تسقط مفهوم الدولة المدنية التي تتشدق الوفاق بها على الدوام.
حينما يخرج شخص معمد من المرشد الإيراني ليفصل لنا الحوار كما يريده هو، وكما سيأمر الوفاق بأن تتعامل معه، فإننا أمام مشكلة كبيرة تضرب أساس مفهوم الدولة المدنية في مقتل.
حينما يخرج شخص ويخترع الأرقام، ويقول ماذا عن هؤلاء وماذا عن أولئك، وبعدها ينفي عن نفسه صفة التقسيم والتمييز والطائفية، فكيف يمكن بالتالي تصديق صدق النوايا حتى لو تم الحلف بشأنها على المصحف بأغلظ الأيمان؟!
الوفاق عليها أن تثبت على أرضية واضحة، هل هي مع الدولة المدنية بالفعل التي تمنح الأقليات قبل الأغلبيات حقوقها؟! هل هي مع الدولة المدنية التي لا تستخدم ألفاظاً تقسيمية عنصرية داعية لاستخدام العنف مثل مرتزقة ومأجورين؟! أهي بالفعل ستقبل الأفكار والمقترحات التي تقف منها موقف الند وتختلف معها جملة وتفصيلاً؟!
ما قاله مرجع الوفاق هو استقراء لما يسبق الحوار، وهو تشخيص واضح لمخاوف الوفاق من أن تصطدم بمواقف الأطياف الأخرى بحيث تحرج في حالة رفضها أمام المجتمع الدولي، وإن رفضت وسعت لإفشال الحوار مثلما فعلت في المرة السابقة فإن ما تبقى من أوراق التوت التي تغلف بها شعار “جديتها في الحوار” ستسقط كلها.
شخص واحد يعتلي المنبر ويحدد لأعداد من تابعيه بأن يفعلوا ما يراه هو وجماعته، ويضع الحلول التي يراها هي وحدها تنفع، ويتهم من سيختلف معه سلفاً، ثم يصف الآخرين بأنهم يعملون وفق معادلة “الخراف التابعة”! صدق من قال “رمتني بدائها وانسلت”.
الوفاق لن تنجح أبداً في أي حوار، حراكها مآله إلى الفشل طالما هذا خطاب مرجعها، وطالما هذا هو مستوى حراكها.
مشكلتهم أنهم يتناسون بأن ما فعلوه خلال عامين في البلد ضرب أقوى إسفين في ثقة الآخرين بهم، رأت الناس أفعالهم، وبانت ممارساتهم الطائفية حينما ظنوا بأن الأمور آلت لهم، بالتالي اليوم من المستحيلات أن تكسب الوفاق ثقة أي طرف يختلف معها، بل على العكس، كل من سيتحاور معها سيكون مشبعاً بنظرية التخوين ومساعي الانقلاب من جديد.
أي حوار لابد أن يبنى على أساس مسبق من إمكانية تقبل الآخرين، ومع نوايا صادقة بالتلاقي في المنتصف بشأن الاختلافات، وهذا ما تفشل فيه الوفاق على الدوام، فهي تريد اختطاف الدولة، تريد رئاسة الحكومة، تريد تغيير الوطن برمته، تريد تأسيسه من جديد مثلما فعل الخميني في إيران بعد حكم الشاه.
مع مثل هذه العقليات، وهذه النوايا المبيتة والواضحة في كل خطاب وحراك، يبقى مصير الحوار مرهوناً بكل المكونات الأخرى بخلاف الوفاق وأذيالها، لأن هؤلاء سينسحبون في النهاية أو حتى البداية إن بدؤوا يسمعون آراء لا تتفق معهم.
يقولون إن مطالباتهم تتركز في الدولة المدنية والمضحك أن كل خطاب لمرجعهم يناقض خطاب أي شخص يعترف أصلاً بأسس الدولة المدنية، دولتهم المدنية يريدونها وفاقية ولائية حزبية مؤتمرة بالولي الفقيه، هذه هي الدولة المدنية وفق التفصيل الإيراني ولا شيء آخر.
باختصار، خطب عيسى قاسم ضربت ومازالت تضرب بمصداقية ادعاءات الوفاق ومطالبها في عرض الحائط، وهنا طبعاً لا يمكن للتابع أن يعترض على من يتبعه ويحركه مثلما وصفهم قاسم بنفسه.
حينما يخرج شخص معمد من المرشد الإيراني ليفصل لنا الحوار كما يريده هو، وكما سيأمر الوفاق بأن تتعامل معه، فإننا أمام مشكلة كبيرة تضرب أساس مفهوم الدولة المدنية في مقتل.
حينما يخرج شخص ويخترع الأرقام، ويقول ماذا عن هؤلاء وماذا عن أولئك، وبعدها ينفي عن نفسه صفة التقسيم والتمييز والطائفية، فكيف يمكن بالتالي تصديق صدق النوايا حتى لو تم الحلف بشأنها على المصحف بأغلظ الأيمان؟!
الوفاق عليها أن تثبت على أرضية واضحة، هل هي مع الدولة المدنية بالفعل التي تمنح الأقليات قبل الأغلبيات حقوقها؟! هل هي مع الدولة المدنية التي لا تستخدم ألفاظاً تقسيمية عنصرية داعية لاستخدام العنف مثل مرتزقة ومأجورين؟! أهي بالفعل ستقبل الأفكار والمقترحات التي تقف منها موقف الند وتختلف معها جملة وتفصيلاً؟!
ما قاله مرجع الوفاق هو استقراء لما يسبق الحوار، وهو تشخيص واضح لمخاوف الوفاق من أن تصطدم بمواقف الأطياف الأخرى بحيث تحرج في حالة رفضها أمام المجتمع الدولي، وإن رفضت وسعت لإفشال الحوار مثلما فعلت في المرة السابقة فإن ما تبقى من أوراق التوت التي تغلف بها شعار “جديتها في الحوار” ستسقط كلها.
شخص واحد يعتلي المنبر ويحدد لأعداد من تابعيه بأن يفعلوا ما يراه هو وجماعته، ويضع الحلول التي يراها هي وحدها تنفع، ويتهم من سيختلف معه سلفاً، ثم يصف الآخرين بأنهم يعملون وفق معادلة “الخراف التابعة”! صدق من قال “رمتني بدائها وانسلت”.
الوفاق لن تنجح أبداً في أي حوار، حراكها مآله إلى الفشل طالما هذا خطاب مرجعها، وطالما هذا هو مستوى حراكها.
مشكلتهم أنهم يتناسون بأن ما فعلوه خلال عامين في البلد ضرب أقوى إسفين في ثقة الآخرين بهم، رأت الناس أفعالهم، وبانت ممارساتهم الطائفية حينما ظنوا بأن الأمور آلت لهم، بالتالي اليوم من المستحيلات أن تكسب الوفاق ثقة أي طرف يختلف معها، بل على العكس، كل من سيتحاور معها سيكون مشبعاً بنظرية التخوين ومساعي الانقلاب من جديد.
أي حوار لابد أن يبنى على أساس مسبق من إمكانية تقبل الآخرين، ومع نوايا صادقة بالتلاقي في المنتصف بشأن الاختلافات، وهذا ما تفشل فيه الوفاق على الدوام، فهي تريد اختطاف الدولة، تريد رئاسة الحكومة، تريد تغيير الوطن برمته، تريد تأسيسه من جديد مثلما فعل الخميني في إيران بعد حكم الشاه.
مع مثل هذه العقليات، وهذه النوايا المبيتة والواضحة في كل خطاب وحراك، يبقى مصير الحوار مرهوناً بكل المكونات الأخرى بخلاف الوفاق وأذيالها، لأن هؤلاء سينسحبون في النهاية أو حتى البداية إن بدؤوا يسمعون آراء لا تتفق معهم.
يقولون إن مطالباتهم تتركز في الدولة المدنية والمضحك أن كل خطاب لمرجعهم يناقض خطاب أي شخص يعترف أصلاً بأسس الدولة المدنية، دولتهم المدنية يريدونها وفاقية ولائية حزبية مؤتمرة بالولي الفقيه، هذه هي الدولة المدنية وفق التفصيل الإيراني ولا شيء آخر.
باختصار، خطب عيسى قاسم ضربت ومازالت تضرب بمصداقية ادعاءات الوفاق ومطالبها في عرض الحائط، وهنا طبعاً لا يمكن للتابع أن يعترض على من يتبعه ويحركه مثلما وصفهم قاسم بنفسه.