طوال حياتهم يهنئ أهل البحرين بعضهم البعض في المناسبات السعيدة كالأعياد والمناسبات الدينية أو ذات العلاقة بالفرح كالمواليد، وكذلك عند حلول بعض أشهر السنة الهجرية كشهر رمضان وربما شهر ربيع. لكنها المرة الأولى في تاريخ البحرين التي يهنئ البعض بعضه بحلول شهر فبراير، وهو أمر غريب، لا لأنه من شهور السنة الميلادية فقط؛ لكن لأنه لا يحتوي أي مناسبة عنوانها الفرح كالاستقلال كما في بعض دول العالم أو التحرير كما هو حال دولة الكويت، فعلى أي شيء يهني البعض أنفسهم بحلول شهر فبراير؟
الأكيد الأكيد أن تبادل التهاني ليس سببه الإعلان عن قرب الدخول في (الحوار)! حيث الحوار غير مقبول بل مرفوض من قبل من أعلن ويعلن دائماً أنه يريد إسقاط النظام، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر القول المنسوب لعبدالجليل المقداد مخاطباً السلطة «الطلاق بيننا ثلاثاً.. لا رجعة فيه»، وكذلك القول المنسوب إلى حسن مشيمع «التاريخ أثبت أنه لا جدوى من الحوار مع النظام».
الموضوع إذاً مرتبط بالرابع عشر من فبراير الذي هدد أحد الذين اختاروا العيش في الخارج بالقول فيه «إن لغة الرابع عشر من فبراير 2013 ستكون مختلفة جداً»، ما يعني أنهم «يسنون أسنانهم» لهذا اليوم ولهذا الشهر ليكون مختلفاً، وهو ما لا يمكن أن يحدث لو أنهم تجاوبوا مع الدعوة إلى الحوار الذي يعتبرونه مصيدة ومحاولة من الحكومة للتقليل من قدر شهر فبراير.. الحرام التفريط فيه!
في الليلة التي (هلّ) فيها هلال فبراير بدأ تنفيذ الخطوة الأولى؛ حيث عادوا إلى الأبواق التي ركنوها جانباً لبعض الوقت ينادون من خلالها بالتسقيط و»يسخنون» الأجواء لشهر يريدونه مليئاً بالفعاليات و«مختلفاً»، لذا لم يأبهوا بالأمطار التي هطلت في تلك الليلة، ولعلهم ربطوا بينها وبين «ثبوت» هلال شهر فبراير واعتبروا ذلك خيراً! فالعرب والمسلمون منهم على وجه الخصوص يتفاءلون بالمطر ويعتبرون هطوله في مناسبة ما فأل خير، ويبدو أن «الثوريين» لن يترددوا في الربط بين «غرة» فبراير ونزول المطر، وإن كان فبراير دون الحاجة إلى استهلال وشهود رؤية والنشاط المعد تنفيذه فيه دون الحاجة إلى مطر!
لم أشاهد أحداً يوزع الحلويات في الشوارع فرحاً بمقدم فبراير، لكني على يقين أن مشهداً كهذا خاص بالمناسبات الدينية الفرحة سيشاهده الناس ليلة الرابع عشر من هذا الشهر، فهو ذكرى انطلاقة الأحداث التي يعتبرها البعض ثورة وتعتبرها السلطة فوضى.. وأقول عنها إنها كانت قفزة في الهواء تأكد من خلالها دخول من لا علاقة له بالسياسة ولا خبرة ولا دراية وليس له «مريال» في هذا البحر الذي لا يقبل الهواة وفقيري التجربة فيه.
المسيرة التي نظمتها الجمعيات السياسية الجمعة الفائتة في السهلة مرت بسلام لكنها اختتمت بالإعلان عن سلسلة من المسيرات سيتم تنفيذها يومياً في أماكن مختلفة وصولاً إلى يوم الرابع عشر من فبراير، وهو ما يدخل في باب المبالغة والإفراط في استعمال الحق في التظاهر الذي يكفله الدستور، عدا أنه يستنزف طاقات المشاركين فيها، ولا تفسير له سوى ممارسة الضغوط عبر النشاط الميداني للتأثير على الحوار المتوقع أن يبدأ في الأيام القليلة التالية، وفي هذا مؤشر غير إيجابي ويعني أنه إذا لم تأت نتائج الحوار كما يشتهي هذا البعض؛ فإن الحراك في الشارع لن يتوقف وستستمر (احتفالات فبراير) حتى فبراير التالي!
من حق الجميع أن يفرحوا ويحتفلوا بما يعتبرونه مناسبات تستدعي أو تستحق الاحتفال بها، لكن ينبغي الابتعاد عن المبالغة والتقرب من الأمل الذي يفترض أن الدعوة إلى الحوار والاستجابة لها قد أوجدته.
الأكيد الأكيد أن تبادل التهاني ليس سببه الإعلان عن قرب الدخول في (الحوار)! حيث الحوار غير مقبول بل مرفوض من قبل من أعلن ويعلن دائماً أنه يريد إسقاط النظام، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر القول المنسوب لعبدالجليل المقداد مخاطباً السلطة «الطلاق بيننا ثلاثاً.. لا رجعة فيه»، وكذلك القول المنسوب إلى حسن مشيمع «التاريخ أثبت أنه لا جدوى من الحوار مع النظام».
الموضوع إذاً مرتبط بالرابع عشر من فبراير الذي هدد أحد الذين اختاروا العيش في الخارج بالقول فيه «إن لغة الرابع عشر من فبراير 2013 ستكون مختلفة جداً»، ما يعني أنهم «يسنون أسنانهم» لهذا اليوم ولهذا الشهر ليكون مختلفاً، وهو ما لا يمكن أن يحدث لو أنهم تجاوبوا مع الدعوة إلى الحوار الذي يعتبرونه مصيدة ومحاولة من الحكومة للتقليل من قدر شهر فبراير.. الحرام التفريط فيه!
في الليلة التي (هلّ) فيها هلال فبراير بدأ تنفيذ الخطوة الأولى؛ حيث عادوا إلى الأبواق التي ركنوها جانباً لبعض الوقت ينادون من خلالها بالتسقيط و»يسخنون» الأجواء لشهر يريدونه مليئاً بالفعاليات و«مختلفاً»، لذا لم يأبهوا بالأمطار التي هطلت في تلك الليلة، ولعلهم ربطوا بينها وبين «ثبوت» هلال شهر فبراير واعتبروا ذلك خيراً! فالعرب والمسلمون منهم على وجه الخصوص يتفاءلون بالمطر ويعتبرون هطوله في مناسبة ما فأل خير، ويبدو أن «الثوريين» لن يترددوا في الربط بين «غرة» فبراير ونزول المطر، وإن كان فبراير دون الحاجة إلى استهلال وشهود رؤية والنشاط المعد تنفيذه فيه دون الحاجة إلى مطر!
لم أشاهد أحداً يوزع الحلويات في الشوارع فرحاً بمقدم فبراير، لكني على يقين أن مشهداً كهذا خاص بالمناسبات الدينية الفرحة سيشاهده الناس ليلة الرابع عشر من هذا الشهر، فهو ذكرى انطلاقة الأحداث التي يعتبرها البعض ثورة وتعتبرها السلطة فوضى.. وأقول عنها إنها كانت قفزة في الهواء تأكد من خلالها دخول من لا علاقة له بالسياسة ولا خبرة ولا دراية وليس له «مريال» في هذا البحر الذي لا يقبل الهواة وفقيري التجربة فيه.
المسيرة التي نظمتها الجمعيات السياسية الجمعة الفائتة في السهلة مرت بسلام لكنها اختتمت بالإعلان عن سلسلة من المسيرات سيتم تنفيذها يومياً في أماكن مختلفة وصولاً إلى يوم الرابع عشر من فبراير، وهو ما يدخل في باب المبالغة والإفراط في استعمال الحق في التظاهر الذي يكفله الدستور، عدا أنه يستنزف طاقات المشاركين فيها، ولا تفسير له سوى ممارسة الضغوط عبر النشاط الميداني للتأثير على الحوار المتوقع أن يبدأ في الأيام القليلة التالية، وفي هذا مؤشر غير إيجابي ويعني أنه إذا لم تأت نتائج الحوار كما يشتهي هذا البعض؛ فإن الحراك في الشارع لن يتوقف وستستمر (احتفالات فبراير) حتى فبراير التالي!
من حق الجميع أن يفرحوا ويحتفلوا بما يعتبرونه مناسبات تستدعي أو تستحق الاحتفال بها، لكن ينبغي الابتعاد عن المبالغة والتقرب من الأمل الذي يفترض أن الدعوة إلى الحوار والاستجابة لها قد أوجدته.