الخيار الأمني الذي تمسكت به الوفاق نجح بجدارة في عزل الشيعة عن المجتمع البحريني، وأضر بهم أيما ضرر، وانعكس الخيار الأمني الذي اختارته الفئة المتشددة لا على أعضاء جمعية الوفاق إنما مع الأسف انعكس على الشراكة المجتمعية بين السنة والشيعة.
تعتزم الوفاق بالاحتفال بمهرجان «هلا فبراير» على طريقتها، بالتعاون مع جماعة لندن وجماعة أمريكا بفعاليات مدعومة إيرانياً وعراقياً ولبنانياً، وجدول تلك الفعاليات مزحوم في مجلس اللوردات وأمام مقر الحكومة البريطانية وإحدى كليات جامعة لندن وأمام السفارة السعودية ومطر مطر مشغول في واشنطن مع توبي جونز، هذا الجدول المزحوم منذ الغد لغاية 14 فبراير مع مهرجان الوفاق البحريني وسمحت لهم مرجعياتهم الدينية بأخذ يوم الإثنين 11 فبراير استراحة سموه يوم التقاط الأنفاس... أقسم بالله ليس نكتة!.
السؤال الذي أوجهه للوفاق وماذا بعد فبراير؟.
لقد نجحت الوفاق في استنفاد صبر المجتمع البحريني الذي ترك الدولة ومؤسساتها الرسمية وأجهزتها الأمنية لتتعامل مع الانتهاكات التي ارتكبتها الوفاق بحقه، وامتنع عن أخذ حقه بيده وبنفسه حتى اللحظة، لأنه مؤمن بدولة القانون والمؤسسات، لكنه خيار يراهن على خيط رفيع بين الحلم والغضب... وللصبر حدود، فالفعاليات البحرينية كلها تهدد صالح وأرزاق وسلامة المجتمع البحريني.
ما لا تدركه الوفاق أنها بإصرارها على هذا الخيار إنما تجازف مجازفة خطيرة لا تعي أبعادها، بأن تلك الانتهاكات المستمرة ليست موجهة للسلطات الأمنية، بل هي انتهاكات لحقوق الآخرين وأمنهم وسلامتهم ومصالحهم وأرزاقهم، لقد حولت الوفاق شعب البحرين إلى خصم لها بغبائها وتعنتها وغرورها، وبدلاً من أن تستغل أخطاء السلطة وتوظفها لجمع شمل الشعب البحريني والاصطفاف وراء مطالبها، ضيعت هذه الورقة باستهدافها أمن الناس ومصالحهم وبإصرارها على انتهاك الضوابط القانونية التي تحمي تلك المصالح، ثم زادت طينها بلة بتصريحاتها الذي ينكر وجود الآخرين فما بالك ومصالحهم!.
السؤال مرة أخرى وماذا بعد فبراير؟ اليوم الوفاق أمام فرصة تاريخية لن تأتي غيرها فرص في القريب العاجل، إن وضعت الوفاق الخروج من هذا الحوار بمكسب واحد فقط وهو «التوافق الوطني» مع بقية القوى السياسية، فإنها تفتح باب المصالحة الوطنية والذي يحتاج جهداً مضاعفاً وليس «التوافق الوطني» إلا مفتاحه.
للوفاق أن تختار اليوم إما أن تصلح ما أفسدته بينها وبين الشعب البحريني على مدى سنتين، أو البقاء مكانها معزولة جغرافياً وشعبياً مستمدة قوتها من الشبكة الشيعية الإقليمية فحسب.
الوفاق عليها أن تنتبه أن من سيجلس معكم غير محتاج لكم بقدر حاجتكم له، اليوم مطلوب منكم أن تتحملوا مسؤوليتكم بجرأة وشجاعة وأن تنسوا السلطة والنظام السياسي وآل خليفة والحكم وتتذكروا أنكم تجلسون ربما للمرة الأخيرة مع القوى السياسية التي تمثل جزءاً كبيراً من أطياف شعب البحرين، وأن الذي خارج القاعة من عامة الناس ينتظرون لحظة تاريخية حاسمة في حياتهم إن خرج المجتمعون وقالوا إننا توافقنا على التالي... وأياً يكن ذلك التالي فإن لحظة التوافق بحد ذاتها انتصار للبحرين.
ذلك بدء لتاريخ جديد وعهد جديد وأمل جديد، وإن خرجتم منسحبين أو رفضتم الجلوس مستمعين لنصائح تلك الشبكة الإقليمية فإنكم تتحملون سيناريو لن يمسكم ولكنه ينعكس على كل من تدعون تمثيله.
انظروا حولكم ووسعوا دائرتكم إنكم لستم وحدكم وإن مشكلتكم اليوم تجاوزت صراعكم على السلطة مع الحكم، فهناك شركاء لكم وللحكم في السلطة في جميع سلطاته الثلاث، وأنتم تنازعونهم وتقصونهم والمشكلة اليوم أصبحت هي وضعكم كمجموعة سياسية مع هؤلاء الشركاء، المشكلة بينكم وبين عدة مجموعات وقوى سياسية تمثل الشعب البحريني، أي بينكم وبين الشيعة والسنة وبقية الأطياف، والذين هم حتى وفق حساباتكم يبلغون نصف شعب البحرين، اسألوا أنفسكم كيف لقوى سياسية أن تعمل مستقبلاً في مجتمع نصفه لا يريد أن يتعاون معها نيابياً أو تجارياً أو اجتماعياً؟ ألم تتعظوا من مصير حزب الله في لبنان ومصير حزب الدعوة في العراق؟.
فإذا أضفنا أن وضعيتكم وسط المجتمع البحريني لم تنحصر فيكم كمجموعة سياسية، بل امتدت إلى شريحة عظمى ممن تدعون تمثيلهم، فإنكم أمام كارثة حتمية ومسؤوليتكم تتخطى رقابكم.
بإمكانكم الاستمرار بخداع أنفسكم وخداع جماهيركم، بأنه لا يحق لأحد التحدث باسم شعب البحرين غيركم، وبأن خلافكم مع السلطة فقط لا مع بقية الأطراف، وبأنه لا مشكلة لديكم مع شعب البحرين، وبطرح سؤالكم للمشاركين بالحوار «من أنتم»؟، بإمكانكم إرضاء غروركم بالاستهانة وبالاستهزاء واستخدموا ما تشاؤون من الوسائل «النعامية»، وادفنوا رؤوسكم في الرمال قدر ما تشاؤون، بإمكانكم الاستمرار بالتحدث لبعضكم البعض عبر قناة العالم إلى ما لا نهاية، وبسب وشتم فلان وعلان وبقية الإعلاميين وتلفزيون البحرين والصحف قدر ما تشاؤون، بإمكانكم شتم النواب والجمعيات السياسية والوزراء وأفراد الأسرة والشيعة العملاء ورمي أسباب الشقاق وأسباب هزائمكم عليهم، وأسباب الانقسام الطائفي عليهم، بإمكانكم المراوحة في مربع بكائيات المظلومية وعقدة الاضطهاد، وبإمكانكم الاستمرار بالتواصل مع كل الحكومات الأجنبية والحج إليهم كل شهر والوقوف على بابهم تستجدونهم الاستماع لكم وممارسة ضغطهم على حكومة البحرين، بإمكانكم الاعتماد على أصدقائكم الدشتية والشطية وبقية الشبكة الشيعية وأموالهم الإيرانية.
إنما -وهنا أرجو أن تحسنوا السمع جيداً- آخر النهار جماهيركم هي التي ستواجه الشعب البحريني دونكم، وما يصل لكم لن يصل لهم، فكل واحد منكم سيعود لزوجاته وعياله وستصرف عليكم هذه الجهة أو تلك، وستسيحون في أوروبا وأمريكا بحجة الدفاع عن «القضية»، وفي النهاية جماهيركم بل وشيعة البحرين وحدهم من سيواجهون شعب البحرين في كل خطوة سيخطونها في صحوهم ومنامهم وعملهم ودراستهم وعلاجهم وتجارتهم وعلاقاتهم الخارجية مع جيرانهم، سيواجهون ناساً عاديين لا دخل لهم بالسلطة ولا دخل لهم بآل خليفة، جماهيركم ربما لن يواجهوا رجال الأمن في الشارع إنما سيواجهون شركاءهم في الوطن في كل خطوة سيخطونها منذ صحوهم إلى حين نومهم، فكيف ستساعدونهم على إعادة التوافق الوطني مع شركائهم؟ كيف ستمحون تلك الحقبة من تاريخ التعايش السلمي الطويل وتعيدون لحمة وطنية تسببتم بتمزيقها.
مهما ألقيتم على الآخرين من أسباب، إلا أنكم تتحملون العبء الأكبر وأمامكم فرصة ثمينة لن تتكرر لتصحيح ما قمتم بإفساده.
تستطيع الوفاق إلقاء اللائمة على السلطة وعلى المنافقين العملاء عبدة الدينار، وعلى الأشباح الذين سيجلسون معها على طاولة الحوار ذلك أسهل الخيارات، ولا تجهدوا أنفسكم في صياغة البيانات إخوان سنة وشيعة، ما قطع أكبر مما تتصورون وضرركم مس كل بيت بحريني، وتبعات استمراركم بهذا السيناريو مهلكة، قاتلة، مدمرة، تذكروا هذا السيناريو جيداً إن دخلتم الحوار.. واسألوا أنفسكم وماذا بعد فبراير؟.. ونكمل في الغد.
تعتزم الوفاق بالاحتفال بمهرجان «هلا فبراير» على طريقتها، بالتعاون مع جماعة لندن وجماعة أمريكا بفعاليات مدعومة إيرانياً وعراقياً ولبنانياً، وجدول تلك الفعاليات مزحوم في مجلس اللوردات وأمام مقر الحكومة البريطانية وإحدى كليات جامعة لندن وأمام السفارة السعودية ومطر مطر مشغول في واشنطن مع توبي جونز، هذا الجدول المزحوم منذ الغد لغاية 14 فبراير مع مهرجان الوفاق البحريني وسمحت لهم مرجعياتهم الدينية بأخذ يوم الإثنين 11 فبراير استراحة سموه يوم التقاط الأنفاس... أقسم بالله ليس نكتة!.
السؤال الذي أوجهه للوفاق وماذا بعد فبراير؟.
لقد نجحت الوفاق في استنفاد صبر المجتمع البحريني الذي ترك الدولة ومؤسساتها الرسمية وأجهزتها الأمنية لتتعامل مع الانتهاكات التي ارتكبتها الوفاق بحقه، وامتنع عن أخذ حقه بيده وبنفسه حتى اللحظة، لأنه مؤمن بدولة القانون والمؤسسات، لكنه خيار يراهن على خيط رفيع بين الحلم والغضب... وللصبر حدود، فالفعاليات البحرينية كلها تهدد صالح وأرزاق وسلامة المجتمع البحريني.
ما لا تدركه الوفاق أنها بإصرارها على هذا الخيار إنما تجازف مجازفة خطيرة لا تعي أبعادها، بأن تلك الانتهاكات المستمرة ليست موجهة للسلطات الأمنية، بل هي انتهاكات لحقوق الآخرين وأمنهم وسلامتهم ومصالحهم وأرزاقهم، لقد حولت الوفاق شعب البحرين إلى خصم لها بغبائها وتعنتها وغرورها، وبدلاً من أن تستغل أخطاء السلطة وتوظفها لجمع شمل الشعب البحريني والاصطفاف وراء مطالبها، ضيعت هذه الورقة باستهدافها أمن الناس ومصالحهم وبإصرارها على انتهاك الضوابط القانونية التي تحمي تلك المصالح، ثم زادت طينها بلة بتصريحاتها الذي ينكر وجود الآخرين فما بالك ومصالحهم!.
السؤال مرة أخرى وماذا بعد فبراير؟ اليوم الوفاق أمام فرصة تاريخية لن تأتي غيرها فرص في القريب العاجل، إن وضعت الوفاق الخروج من هذا الحوار بمكسب واحد فقط وهو «التوافق الوطني» مع بقية القوى السياسية، فإنها تفتح باب المصالحة الوطنية والذي يحتاج جهداً مضاعفاً وليس «التوافق الوطني» إلا مفتاحه.
للوفاق أن تختار اليوم إما أن تصلح ما أفسدته بينها وبين الشعب البحريني على مدى سنتين، أو البقاء مكانها معزولة جغرافياً وشعبياً مستمدة قوتها من الشبكة الشيعية الإقليمية فحسب.
الوفاق عليها أن تنتبه أن من سيجلس معكم غير محتاج لكم بقدر حاجتكم له، اليوم مطلوب منكم أن تتحملوا مسؤوليتكم بجرأة وشجاعة وأن تنسوا السلطة والنظام السياسي وآل خليفة والحكم وتتذكروا أنكم تجلسون ربما للمرة الأخيرة مع القوى السياسية التي تمثل جزءاً كبيراً من أطياف شعب البحرين، وأن الذي خارج القاعة من عامة الناس ينتظرون لحظة تاريخية حاسمة في حياتهم إن خرج المجتمعون وقالوا إننا توافقنا على التالي... وأياً يكن ذلك التالي فإن لحظة التوافق بحد ذاتها انتصار للبحرين.
ذلك بدء لتاريخ جديد وعهد جديد وأمل جديد، وإن خرجتم منسحبين أو رفضتم الجلوس مستمعين لنصائح تلك الشبكة الإقليمية فإنكم تتحملون سيناريو لن يمسكم ولكنه ينعكس على كل من تدعون تمثيله.
انظروا حولكم ووسعوا دائرتكم إنكم لستم وحدكم وإن مشكلتكم اليوم تجاوزت صراعكم على السلطة مع الحكم، فهناك شركاء لكم وللحكم في السلطة في جميع سلطاته الثلاث، وأنتم تنازعونهم وتقصونهم والمشكلة اليوم أصبحت هي وضعكم كمجموعة سياسية مع هؤلاء الشركاء، المشكلة بينكم وبين عدة مجموعات وقوى سياسية تمثل الشعب البحريني، أي بينكم وبين الشيعة والسنة وبقية الأطياف، والذين هم حتى وفق حساباتكم يبلغون نصف شعب البحرين، اسألوا أنفسكم كيف لقوى سياسية أن تعمل مستقبلاً في مجتمع نصفه لا يريد أن يتعاون معها نيابياً أو تجارياً أو اجتماعياً؟ ألم تتعظوا من مصير حزب الله في لبنان ومصير حزب الدعوة في العراق؟.
فإذا أضفنا أن وضعيتكم وسط المجتمع البحريني لم تنحصر فيكم كمجموعة سياسية، بل امتدت إلى شريحة عظمى ممن تدعون تمثيلهم، فإنكم أمام كارثة حتمية ومسؤوليتكم تتخطى رقابكم.
بإمكانكم الاستمرار بخداع أنفسكم وخداع جماهيركم، بأنه لا يحق لأحد التحدث باسم شعب البحرين غيركم، وبأن خلافكم مع السلطة فقط لا مع بقية الأطراف، وبأنه لا مشكلة لديكم مع شعب البحرين، وبطرح سؤالكم للمشاركين بالحوار «من أنتم»؟، بإمكانكم إرضاء غروركم بالاستهانة وبالاستهزاء واستخدموا ما تشاؤون من الوسائل «النعامية»، وادفنوا رؤوسكم في الرمال قدر ما تشاؤون، بإمكانكم الاستمرار بالتحدث لبعضكم البعض عبر قناة العالم إلى ما لا نهاية، وبسب وشتم فلان وعلان وبقية الإعلاميين وتلفزيون البحرين والصحف قدر ما تشاؤون، بإمكانكم شتم النواب والجمعيات السياسية والوزراء وأفراد الأسرة والشيعة العملاء ورمي أسباب الشقاق وأسباب هزائمكم عليهم، وأسباب الانقسام الطائفي عليهم، بإمكانكم المراوحة في مربع بكائيات المظلومية وعقدة الاضطهاد، وبإمكانكم الاستمرار بالتواصل مع كل الحكومات الأجنبية والحج إليهم كل شهر والوقوف على بابهم تستجدونهم الاستماع لكم وممارسة ضغطهم على حكومة البحرين، بإمكانكم الاعتماد على أصدقائكم الدشتية والشطية وبقية الشبكة الشيعية وأموالهم الإيرانية.
إنما -وهنا أرجو أن تحسنوا السمع جيداً- آخر النهار جماهيركم هي التي ستواجه الشعب البحريني دونكم، وما يصل لكم لن يصل لهم، فكل واحد منكم سيعود لزوجاته وعياله وستصرف عليكم هذه الجهة أو تلك، وستسيحون في أوروبا وأمريكا بحجة الدفاع عن «القضية»، وفي النهاية جماهيركم بل وشيعة البحرين وحدهم من سيواجهون شعب البحرين في كل خطوة سيخطونها في صحوهم ومنامهم وعملهم ودراستهم وعلاجهم وتجارتهم وعلاقاتهم الخارجية مع جيرانهم، سيواجهون ناساً عاديين لا دخل لهم بالسلطة ولا دخل لهم بآل خليفة، جماهيركم ربما لن يواجهوا رجال الأمن في الشارع إنما سيواجهون شركاءهم في الوطن في كل خطوة سيخطونها منذ صحوهم إلى حين نومهم، فكيف ستساعدونهم على إعادة التوافق الوطني مع شركائهم؟ كيف ستمحون تلك الحقبة من تاريخ التعايش السلمي الطويل وتعيدون لحمة وطنية تسببتم بتمزيقها.
مهما ألقيتم على الآخرين من أسباب، إلا أنكم تتحملون العبء الأكبر وأمامكم فرصة ثمينة لن تتكرر لتصحيح ما قمتم بإفساده.
تستطيع الوفاق إلقاء اللائمة على السلطة وعلى المنافقين العملاء عبدة الدينار، وعلى الأشباح الذين سيجلسون معها على طاولة الحوار ذلك أسهل الخيارات، ولا تجهدوا أنفسكم في صياغة البيانات إخوان سنة وشيعة، ما قطع أكبر مما تتصورون وضرركم مس كل بيت بحريني، وتبعات استمراركم بهذا السيناريو مهلكة، قاتلة، مدمرة، تذكروا هذا السيناريو جيداً إن دخلتم الحوار.. واسألوا أنفسكم وماذا بعد فبراير؟.. ونكمل في الغد.