صدق (لوليين) لي قالوا «همّ يضحك وهمّ يبجي»، وهم اليوم يضحك ويبجي، ما نعرف من وين نبتدي، ووين ننتهي..؟
فقد نشرت الصحافة أمس الأول خبراً كنت أظنه مزحة، أو أن في نهايته سيقال لنا إنها كذبة فبراير (فقد أصبح فبراير شهر الكذب) لكن اتضح أن الخبر صحيح ولم تكذبه أي جهة رسمية، وانتظرت إلى اليوم لأرى تكذيباً للخبر، فلم أجد، وهذا يعني أن خبر الآسيوي الذي أكل 3 حبات من (لكنار) تم تغريمه دينار، وحبسه 22 يوماً على ذمة القضية..!!
آه يا بلد.. من وين نبتدي، بالله عليكم 3 حبات كنار تساوي غرامة دينار، و22 يوم توقيف؟
أجل كل هالأرهاب والقتل وقطع الطرق، والسلندرات، والقنابل الموقوتة والتي تفجر عن بعد كم يستحق من يرتكب جرمها؟
الاعتداءات على الناس وعلى الفتيات التي نسمع عنها كل يوم كم تستحق من عقاب، كانت بالنيابة أو بالقضاء؟
«شخبطات» تقرير ديوان الرقابة المالية والذي تنوء عن حمله الرجال أولي العصبة كم يستحق من يتلاعب بملايين ومقدرات البلد؟
للأخوة الكرام في النيابة العامة، ودي بس أعرف كيف تم سجن هذا الآسيوي 22 يوماً؟
أين روح القانون، بالله عليكم هذا حسب أي قانون القانون؟
والله لو أني القاضي، لحبست المشتكين، هذي قضية تشغل فيها النيابة، يا إخوان في النيابة، أنتوا تحفظون قضايا وايد، جان حفظوا القضية وعطيتوا المشتكي دينار من عندكم، بلا حبس رجال 22 يوماً على 3 جبات كنار..!
ودي أعرف من اللي اشتكى على هالآسيوي على 3 حبات كنار، يا أخي اجعلها صدقة لوجه الله، ولا تدري ربما تدخلك الجنة، كما دخلت مومس من بني إسرائيل الجنة حين سقت كلب يلهث حمل لسانه الرمل من شده العطش.
القانون أسد على سارق لكنار، وفأر على من يسرق مقدرات أهل البحرين، القانون أسد على الآسيوي، ونملة على من يحرق ويقتل ويرهب، ويسرق أحياناً سرقات بالإكراه..؟
المسألة ليست في قضية الآسيوي، المسألة قياس وقانون أصبح أهل البحرين يطالبون بتطبيقه بحزم، لكن الحزم ظهر على آسيوي وحبات الكنار.
تستحق قصة الآسيوي لأن تصبح قصة قصيرة حتى تروي لنا حالنا في البحرين، والله إنها مسألة لا أعرف ماذا أسميها، ولا أعرف هل أضحك أم أبكي..!
يقول أهل البحرين (إذا تساوى الليل بالنهار.. طاح لكنار) ونحن نريد أن يتساوى الحق والعدل حتى يطبق القانون، ليس إلا..!
بقياس ما يحدث لنا من قضايا، كم يستحق من تسبب في قضية تأخير مستشفى الملك بالمحرق، كم عام يستحق الحبس، على قانون لكنار..؟
كم قضية وقضية فساد نشرت ومازال أهل البحرين يتحسرون على ضياع المال العام فيها، ولم يصدر حكم فيها، أو صدر حكم مخفف.. لكنار أصبح أغلى من الذهب في البحرين.
أعتقد أن من حبس الآسيوي كان يقصد الحفاظ على الثروة الوطنية، فقد اختفت كل الأشجار التي كانت تمثل هوية البحرين، لكنار واللوز، والبمبر..إلخ، فقد حكم من أجل أن يقول إن لكنار أصبح شحيحاً، ولا يحصل عليه أهل البحرين مثل لول.
الحمد لله طلع الريال ما كل كنار مو لوز، جان طالبوه بصلوم اللوز، لأنه غالي وايد، وأسلوا الشواطرة، يعني مادري جم بياخذ فيها لو ماكل لوز..!
أي والله هم يضحك وهم يبجي، لا بس لا تحاتون البلد فيها قانون، وأياكم أن تآكلوا أي شي يعطى لكم، أو من الأرض، ترى القانون جاهزاً، والكاميرات في كل مكان، عاد أنا قلت لكم..!!