قبل أن يدخل المتحاورون إلى طاولة الحوار، وقبل أن نبدأ في الحديث عن التفاصيل، ومطالب هذه الجهة أو تلك، علينا أن نعرف حقيقة ما يجري في البحرين منذ عامين، ومن هي الأيادي التي تحرك المشهد، ومن الذي يدعم هذه التحركات؟
لماذا قاسم يحرض على التظاهر في المنامة، ولماذا علي سلمان كذلك، لماذا يريدون أن يشلوا الحركة في العاصمة كجزء من الهدف الأكبر؟!
القضية ليست ديمقراطية وحقوقاً، وممارسة للتظاهر السلمي، إنما هذا هو الغطاء المخملي، القضية هي أن يبدأ من جديد مشروع إفشال الدولة، أو إصابتها بالشلل كما حدث في فبراير 2011 حين تركت الدولة وقتها «الحبل على الغارب»، حتى وقعت الكارثة.
منذ تلك الأحداث وأنا أجتهد في أن أنقل للقارئ الكريم صورة أبعد من الصورة التي أمامه، المشهد الداخلي ربما لن يفهمه البعض، إن لم يفهم المؤامرة الخارجية، وقد نشر قبل ذلك «مشروع ومخطط برنارد لويس» في أكثر من مناسبة من أجل أن أجعل القارئ يرى الصورة الكبيرة التي حوله، وليست الصورة في نطاقها المحلي الضيق.
فما يحدث في مصر اليوم، بعيداً عن من الذي في الحكم، إنما هو مؤامرة حقيقة لإفشال الدولة المصرية، وبداية تفتيتها إلى أكثر من دولة بحسب ما نشر في مخطط برنارد لويس، دولة للأقباط، ودولة أخرى أيضاً تحت اسم عرقي آخر، وهكذا.
في أغسطس 2012 تحدث البرفسور الأمريكي ماكس مانوارينج الأستاذ الباحث في الاستراتيجية العسكرية، الذي خدم في المخابرات العسكرية الأمريكية وفي قيادة الجيش الأمريكي في ندوة ألقاها في معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني بمناسبة المؤتمر السنوي لأمن نصف الأرض الغربي، تحدث عن مصطلح جديد علينا في الوطن العربي، لكنه تم التخطيط لهذا المشروع في عام 1989 ألا وهو مشروع «الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة» وهذا يعني أن تخلق القوى العظمى أمريكا تحديداً حروباً تحقق فيها إرادتها ومشروعها، من غير أي تحرك عسكري، ومن غير إراقة دم لجندي أمريكي واحد.
ما هو مشروع الجيل الرابع من الحروب؟
ما علاقته بالبحرين والمنطقة؟
هل «الوفاق» والولي الفقيه إحدى أدواتها؟
أنقل لكم ترجمة محاضرة البرفسور ماكس مانوارينج وقد نشرتها صحف مصرية ومواقع مصرية، والترجمة من صحيفة الشعب المصرية.
هذا نص الاقتباس:
«تنتشر على موقع «يوتيوب» ندوة للبروفيسور ماكس مانوارينج الأستاذ الباحث في الاستراتيجية العسكرية يشرح فيها الطريقة الجديدة التى يستخدمها التحالف «الأمريكي الصهيوني» في السيطرة على العالم، التي يرى الأكاديمي أن جزءاً منها يحاول التحالف تنفيذه على أرض الواقع في العديد من الدول العربية وفي مصر عن طريق مجموعات ممولة أمريكياً وغربياً».
والمقطع يتحدث عن انتهاء الحروب بشكلها التقليدي التي كانت تعبر فيها الجيوش النظامية إلى الدول المعادية للسيطرة عليها أو على جزء منها، حيث انتشر في العقدين الأخيرين نوع جديد من الحروب يسمى «الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة»، يتمثل فى إنهاك وتآكل إرادة الدولة المستهدفة ببطء وبثبات من أجل اكتساب النفوذ وإرغامها على تنفيذ إرادة أعدائها في النهاية.
وقال مانوارينج: «الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز كان أول من أمر ضباطه، في 2005 في الأكاديمية العسكرية في كراكاس، بأن يتعلموا «الجيل الرابع من الحرب غير المتماثلة»، وأن يطوروا عقيدتهم العسكرية للتعامل معها، بحيث لا يكون الدفاع أو الهجوم بالقوات النظامية التي كان آخر استخدام لها في أمريكا اللاتينية منذ 100 عام».
وأوضح الباحث العسكرى أن «الهدف من هذه الحرب ليس تحطيم مؤسسة عسكرية، ولا القضاء على قدرة أمة، بل الهدف هو الإنهاك والتآكل ببطء، لكن بثبات يرغم العدو على تنفيذ إرادتك، إذن الغاية هي التحكم في العدو، والقاسم المشترك في كل هذا هو «زعزعة الاستقرار»، وقوات تنفيذ هذا المخطط ليس كل أعضائها رجالاً، بل بينهم نساء وأطفال».
ويرى المخابراتي الأمريكي، أن زعزعة الاستقرار في الغالب تكون بوسائل حميدة إلى حد ما، مثل أن ينفذها مواطنون من الدولة العدو، باختصار، إيجاد دولة فاشلة، وأول ملامحها هو إيجاد أماكن داخل حدود العدو ليس له سيادة عليها، عن طريق دعم مجموعات محاربة وعنيفة للسيطرة على هذه الأماكن، وتنتهي بتحويل الدولة إلى «دولة فاشلة».
وتبدأ بإخراج جزء من الدولة عن السيطرة، فيصير خارج سيادة الدولة، وذلك باستخدام مجموعات محاربة وعنيفة وشريرة في جزء معين من الدولة لتصنع ما يطلق عليه «إقليم غير محكوم»، أو بالأحرى هو «إقليم محكوم» من قبل قوى أخرى خارج الدولة، وينتهى الأمر إلى دولة فاشلة يستطيع أعداؤها التدخل والتحكم فيها.
وقال أستاذ المخابرات الأمريكية إنه ليس مطلوباً إسقاط الدولة العدو واختفاؤها، بل المطلوب أن تظل موجودة بكامل مواردها وقدراتها، لكن يجري «اختطافها» عن طريق «التحكم» الفكري والسياسي لنظام الحكم والسيطرة عليه كاملاً، بحيث تصدر القرارات والسياسات، لا لتعبر عن إرادة الشعب، بل لتعبر عن إرادة الدولة التي احتلت وسيطرت عليها. وأنهى مانوارينج حديثه بتذكير الحاضرين بكلمتين أساسيتين، هما: «الحرب» التي هي الإكراه سواء كانت قاتلة أو غير قاتلة، و»الدولة الفاشلة» التي تتم ببطء وثبات. «وإذا فعلت هذا بطريقة جيدة ولمدة كافية «باستخدام مواطني دولة العدو»، فسيسقط عدوك ميتاً». والمتتبع لمسيرة أحداث العنف التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة «يتحدث المقال عن مصر» من حرق لمقرات الأحزاب، وهجوم على القصر الرئاسي، وانتهاءً بالاعتصامات والاضطرابات المتلاحقة التي افتعلتها قوى المعارضة بالتعاون مع الفلول، والسعي إلى نشر شائعات إفلاس مصر، وتدبير حوادث قطارات يسقط فيها عشرات الشباب قتلى وجرحى، يجد أنها جزء من تلك الحرب التي تحدث عنها رجل المخابرات الأمريكية على مصر لإفشال السلطة الحاكمة وإسقاط الدولة وتفكيكها».
انتهى النقل لترجمة الندوة، وأنا هنا أقول للذين يودون الدخول في الحوار، عليكم أن تعرفوا أن مشروع السيطرة والتحكم في الدولة، وبالتالي إفشالها من الداخل، والسيطرة على كل أجزائها، فما طرحه البروفسور الأمريكي، هو بالضبط ما حدث لنا في 14 فبراير، نسخة طبق الأصل، استخدام الأطفال والنساء، محاصرة الوزارات، ومجلس الوزراء، التشكيك في القضاء وتخوينه، تحويل أجزاء من البحرين إلى «كانتونات» مغلقة سواء في الشمالية أو سترة «وهذه من أخطاء الدولة التي لا تغتفر» وبالتالي إنهاك الاقتصاد الوطني، وهروب الشركات والبنوك عن دولة غير مستقرة، حتى تفشل الدولة تدريجياً.
كل هذا السيناريو ماثل أمامكم، كل ما تحدث عنه البرفيسور الأمريكي يحدث على الأرض، ولا نعرف أيضاً ما هي جملة التنازلات على طاولة الحوار، وبخاصة إذا دخل أناس لا يعرفون الهدف من كل تحركات «الوفاق» والولي الفقيه، فيتم تغليف مطالبهم بغطاء «ديمقراطي، وحقوقي» حتى يصلوا إلى الهدف الرئيس.
ما ترونه اليوم في مصر، كان هو ذات المشروع للبحرين، لكن الله لطف وستر، ولا نعلم عن المستقبل، فأحياناً نشعر أن هناك من يقدم التنازلات تلو التنازلات حتى نصل إلى الرمق الأخير، عندها لن ينفع الجيش ولا الداخلية!
لماذا قاسم يحرض على التظاهر في المنامة، ولماذا علي سلمان كذلك، لماذا يريدون أن يشلوا الحركة في العاصمة كجزء من الهدف الأكبر؟!
القضية ليست ديمقراطية وحقوقاً، وممارسة للتظاهر السلمي، إنما هذا هو الغطاء المخملي، القضية هي أن يبدأ من جديد مشروع إفشال الدولة، أو إصابتها بالشلل كما حدث في فبراير 2011 حين تركت الدولة وقتها «الحبل على الغارب»، حتى وقعت الكارثة.
منذ تلك الأحداث وأنا أجتهد في أن أنقل للقارئ الكريم صورة أبعد من الصورة التي أمامه، المشهد الداخلي ربما لن يفهمه البعض، إن لم يفهم المؤامرة الخارجية، وقد نشر قبل ذلك «مشروع ومخطط برنارد لويس» في أكثر من مناسبة من أجل أن أجعل القارئ يرى الصورة الكبيرة التي حوله، وليست الصورة في نطاقها المحلي الضيق.
فما يحدث في مصر اليوم، بعيداً عن من الذي في الحكم، إنما هو مؤامرة حقيقة لإفشال الدولة المصرية، وبداية تفتيتها إلى أكثر من دولة بحسب ما نشر في مخطط برنارد لويس، دولة للأقباط، ودولة أخرى أيضاً تحت اسم عرقي آخر، وهكذا.
في أغسطس 2012 تحدث البرفسور الأمريكي ماكس مانوارينج الأستاذ الباحث في الاستراتيجية العسكرية، الذي خدم في المخابرات العسكرية الأمريكية وفي قيادة الجيش الأمريكي في ندوة ألقاها في معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني بمناسبة المؤتمر السنوي لأمن نصف الأرض الغربي، تحدث عن مصطلح جديد علينا في الوطن العربي، لكنه تم التخطيط لهذا المشروع في عام 1989 ألا وهو مشروع «الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة» وهذا يعني أن تخلق القوى العظمى أمريكا تحديداً حروباً تحقق فيها إرادتها ومشروعها، من غير أي تحرك عسكري، ومن غير إراقة دم لجندي أمريكي واحد.
ما هو مشروع الجيل الرابع من الحروب؟
ما علاقته بالبحرين والمنطقة؟
هل «الوفاق» والولي الفقيه إحدى أدواتها؟
أنقل لكم ترجمة محاضرة البرفسور ماكس مانوارينج وقد نشرتها صحف مصرية ومواقع مصرية، والترجمة من صحيفة الشعب المصرية.
هذا نص الاقتباس:
«تنتشر على موقع «يوتيوب» ندوة للبروفيسور ماكس مانوارينج الأستاذ الباحث في الاستراتيجية العسكرية يشرح فيها الطريقة الجديدة التى يستخدمها التحالف «الأمريكي الصهيوني» في السيطرة على العالم، التي يرى الأكاديمي أن جزءاً منها يحاول التحالف تنفيذه على أرض الواقع في العديد من الدول العربية وفي مصر عن طريق مجموعات ممولة أمريكياً وغربياً».
والمقطع يتحدث عن انتهاء الحروب بشكلها التقليدي التي كانت تعبر فيها الجيوش النظامية إلى الدول المعادية للسيطرة عليها أو على جزء منها، حيث انتشر في العقدين الأخيرين نوع جديد من الحروب يسمى «الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة»، يتمثل فى إنهاك وتآكل إرادة الدولة المستهدفة ببطء وبثبات من أجل اكتساب النفوذ وإرغامها على تنفيذ إرادة أعدائها في النهاية.
وقال مانوارينج: «الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز كان أول من أمر ضباطه، في 2005 في الأكاديمية العسكرية في كراكاس، بأن يتعلموا «الجيل الرابع من الحرب غير المتماثلة»، وأن يطوروا عقيدتهم العسكرية للتعامل معها، بحيث لا يكون الدفاع أو الهجوم بالقوات النظامية التي كان آخر استخدام لها في أمريكا اللاتينية منذ 100 عام».
وأوضح الباحث العسكرى أن «الهدف من هذه الحرب ليس تحطيم مؤسسة عسكرية، ولا القضاء على قدرة أمة، بل الهدف هو الإنهاك والتآكل ببطء، لكن بثبات يرغم العدو على تنفيذ إرادتك، إذن الغاية هي التحكم في العدو، والقاسم المشترك في كل هذا هو «زعزعة الاستقرار»، وقوات تنفيذ هذا المخطط ليس كل أعضائها رجالاً، بل بينهم نساء وأطفال».
ويرى المخابراتي الأمريكي، أن زعزعة الاستقرار في الغالب تكون بوسائل حميدة إلى حد ما، مثل أن ينفذها مواطنون من الدولة العدو، باختصار، إيجاد دولة فاشلة، وأول ملامحها هو إيجاد أماكن داخل حدود العدو ليس له سيادة عليها، عن طريق دعم مجموعات محاربة وعنيفة للسيطرة على هذه الأماكن، وتنتهي بتحويل الدولة إلى «دولة فاشلة».
وتبدأ بإخراج جزء من الدولة عن السيطرة، فيصير خارج سيادة الدولة، وذلك باستخدام مجموعات محاربة وعنيفة وشريرة في جزء معين من الدولة لتصنع ما يطلق عليه «إقليم غير محكوم»، أو بالأحرى هو «إقليم محكوم» من قبل قوى أخرى خارج الدولة، وينتهى الأمر إلى دولة فاشلة يستطيع أعداؤها التدخل والتحكم فيها.
وقال أستاذ المخابرات الأمريكية إنه ليس مطلوباً إسقاط الدولة العدو واختفاؤها، بل المطلوب أن تظل موجودة بكامل مواردها وقدراتها، لكن يجري «اختطافها» عن طريق «التحكم» الفكري والسياسي لنظام الحكم والسيطرة عليه كاملاً، بحيث تصدر القرارات والسياسات، لا لتعبر عن إرادة الشعب، بل لتعبر عن إرادة الدولة التي احتلت وسيطرت عليها. وأنهى مانوارينج حديثه بتذكير الحاضرين بكلمتين أساسيتين، هما: «الحرب» التي هي الإكراه سواء كانت قاتلة أو غير قاتلة، و»الدولة الفاشلة» التي تتم ببطء وثبات. «وإذا فعلت هذا بطريقة جيدة ولمدة كافية «باستخدام مواطني دولة العدو»، فسيسقط عدوك ميتاً». والمتتبع لمسيرة أحداث العنف التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة «يتحدث المقال عن مصر» من حرق لمقرات الأحزاب، وهجوم على القصر الرئاسي، وانتهاءً بالاعتصامات والاضطرابات المتلاحقة التي افتعلتها قوى المعارضة بالتعاون مع الفلول، والسعي إلى نشر شائعات إفلاس مصر، وتدبير حوادث قطارات يسقط فيها عشرات الشباب قتلى وجرحى، يجد أنها جزء من تلك الحرب التي تحدث عنها رجل المخابرات الأمريكية على مصر لإفشال السلطة الحاكمة وإسقاط الدولة وتفكيكها».
انتهى النقل لترجمة الندوة، وأنا هنا أقول للذين يودون الدخول في الحوار، عليكم أن تعرفوا أن مشروع السيطرة والتحكم في الدولة، وبالتالي إفشالها من الداخل، والسيطرة على كل أجزائها، فما طرحه البروفسور الأمريكي، هو بالضبط ما حدث لنا في 14 فبراير، نسخة طبق الأصل، استخدام الأطفال والنساء، محاصرة الوزارات، ومجلس الوزراء، التشكيك في القضاء وتخوينه، تحويل أجزاء من البحرين إلى «كانتونات» مغلقة سواء في الشمالية أو سترة «وهذه من أخطاء الدولة التي لا تغتفر» وبالتالي إنهاك الاقتصاد الوطني، وهروب الشركات والبنوك عن دولة غير مستقرة، حتى تفشل الدولة تدريجياً.
كل هذا السيناريو ماثل أمامكم، كل ما تحدث عنه البرفيسور الأمريكي يحدث على الأرض، ولا نعرف أيضاً ما هي جملة التنازلات على طاولة الحوار، وبخاصة إذا دخل أناس لا يعرفون الهدف من كل تحركات «الوفاق» والولي الفقيه، فيتم تغليف مطالبهم بغطاء «ديمقراطي، وحقوقي» حتى يصلوا إلى الهدف الرئيس.
ما ترونه اليوم في مصر، كان هو ذات المشروع للبحرين، لكن الله لطف وستر، ولا نعلم عن المستقبل، فأحياناً نشعر أن هناك من يقدم التنازلات تلو التنازلات حتى نصل إلى الرمق الأخير، عندها لن ينفع الجيش ولا الداخلية!