أكثر ما يبعث على الضحك والسخرية والتهكم حينما تخرج الجمعية التي تقطر منها كل أنواع العنصرية والطائفية والتمييز والتقسيم المجتمعي وتكفير الآخرين، لتتهم -من يقفون منها موقف الضد بسبب أفعالها- لتتهمهم بأنهم هم الـ»طائفيون» وأنهم سبب «الشرخ» الكبير في المجتمع بين السنة والشيعة!
«الوفاق» ترمي الآخرين بدائها وتنسل كالعادة، لا تجرؤ على الاعتراف بأنها ساهمت ولو بـ1% من هذا الشرخ، رغم أن الحقيقة تتمثل بأن «الوفاق» هي التي صنعت هذا الشرخ، وهي التي صدرت من عناصرها ومرجعها عبارات التقسيم والطائفية التي تزكم الأنوف. الآخرون بالنسبة لها خونة مرتزقة مجنسون إلى آخره، ومرجعها صور الوفاقيين بأنهم «أنصار الحسين» وأنهم يجاهدون ضد «اليزيديين» الكفار الطغاة الظلمة! وأجزم بأن الجميع يعرف من يقصد بالوصف الآخر هنا.
«مسكين» من يصدق أن «الوفاق» تعتبر بصدق المكون السني في البحريني شريكاً «فعلياً» لها، بل يعيش في «غيبوبة» من يؤمن بأن شعار «إخوان سنة وشيعة» ترفعه «الوفاق» باقتناع تام فوق رأسها! كل هذا «لزوم الشغل» ولبيان أن حراكهم ليس انقلابياً أبداً، هذه أدوات الحرب، أما حينما تقسم الغنائم يختلف الوضع تماماً.
والله من رفع يوماً صور قادة إيران وأعلام «حزب الله»، من الجنون أن نصدق أي شيء يصدر عنه، حتى لو رفع علم البحرين فوق رأسه لمليون عام!
تعلمنا من «الوفاق» كيف تمارس «التقية السياسية» على أصولها، وكيف يكون الكذب والخداع والتزييف وسرقة صوت الناس أدوات الحراك السياسي «الطائفي» الحديث.
هذه الجمعية تستغل أي شيء يمكنها استغلاله لأجل تحقيق ما تريد، هي تعتبر أفراداً من السنة يتحدثون بنفس خطابها ويتخندقون معها يمثلون جميع سنة البحرين، بالتالي تمنح نفسها حق الحديث عن «السنة» مثلما منحت نفسها الحديث عن «الشيعة»، وطبعاً من يخالفها من الشيعة تقف منه موقف الضد وتوصله لمرحلة التكفير والخروج عن الملة. جمعية مستعدة للتحالف مع الشيطان نفسه إن ضمن لها التحدث والتصريح بما تريد أو خدمتها في مساعيها.
تتحدث «الوفاق» عن الآخرين وكأنهم الأعداء الذين يجب محاربتهم والقضاء عليهم، بالتالي كان طبيعياً جداً أن نرى المشانق تعلق في الدوار، وأن نرى الأشخاص يستهدفون بالأقوال والأفعال فقط لأنهم يختلفون مع «الوفاق» فيما تقول، كل هذه الأفعال تطبيق عملي لما تلقنه «الوفاق» يومياً لأتباعها، تغذيهم بثقافة المظلومية التي تخلق لديهم رغبة مستميتة للثأر، وهو ما كان واضحاً تماماً عبر أفعالهم في السلمانية والمدارس والجامعة وحينما دهسوا الشرطة وقتلوهم وحين يواصلون أفعالهم الإرهابية. أفعال تكشف كيف أنها مبنية على ثقافة الثأر والانتقام يحركها البغض والحقد والكره المزروع في القلوب بفعل فاعل.
الوفاق «العنصرية» لا تفرق أبداً بين من يستخدم كلمات خارجة عن الأخلاق، أو يستخدم لغة تقسيمية عنصرية أو توصيفات تسيء للمذهب، لا تفرق بين هؤلاء وبين من يناقش بالمنطق والعقل ويرد على الحجة بالحجة، بل هي تضع الجميع في كفة واحدة، من يختلف معها فهو طائفي عنصري مرتهن أجير مرتزق، وواصلوا في معجم «الشتم الطائفي» الذي تقدمه الوفاق وأتباعها يومياً. ومن يتفق معها بطل مناضل حر، طبعاً حر إلا من «التبعية» الواجبة للولي الفقيه.
في بيانها بالأمس تطالب «الوفاق» من الدولة أن توقف الناس والإعلام وكل شخص يختلف معها باعتبار أن هذه الطريقة الأفضل لتهيئة الأجواء للحوار. باختصار «الوفاق» لا تريد لأي أحد أن ينتقدها أو يفند أفعالها وأقوالها ويبرز تناقضاتها وخداعها وزيفها، تريد فقط أن تسمع صوتها وصداه، تريد فقط أن تكون وحيدة في الساحة، مثلما طلبت أيام الدوار أن يغلق الإعلام الرسمي حتى لا يؤذيها ويرد عليها ويكشف حقيقة مساعيها بينما هي وعناصرها تحولوا لـ»مأجورين» إعلاميين للقنوات الإيرانية.
جمعية طائفية بامتياز، هذه هي «الوفاق»، هذا هو الوصف الذي لا يجب أن ينسى أو يستبدل بأي وصف آخر. لم تكن «الوفاق» جمعية وطنية تمثل السنة قبل الشيعة، بل لم تكن أبداً جمعية تمثل الشيعة جميعهم، هي جمعية يحكمها رجل واحد لا يعترف أبداً لا بدولة مدنية ولا باختلاف آراء ولا أي شيء آخر، يعترف فقط بمرشده الأعلى الإيراني الذي لو طلب منه السجود له دون الله لفعل، فمرشدهم له «قدسية» الأنبياء و»عصمتهم».
هذه البلد لن ينصلح حالها ويعود الأمن لها ويعيش أهلها بسلام دون طائفية وتمييز في ظل استمرار ممارسات «الوفاق» الطائفية والعنصرية، في ظل استمرار خطابها التمييزي واعتبار نفسها فوق القانون والبشر وكل شيء.
المضحك أن «الوفاق» تصيح وتتباكى وتتساءل لماذا الناس تقف منها موقف الضد وترد عليها بقسوة وتبدأ حملات إعلامية ضدها تفضحها وتعري حقيقة أهدافها، وتطالب الدولة بأن تتخذ إجراءات حيال ذلك!
والله مهزلة، لا تتحمل «الوفاق» ردة فعل الناس وهي التي تعاملت معهم وكأنهم «كفار قريش»!