هذا نداء نوجهه لجلالة الملك حفظه الله، انطلاقاً من إحساسنا بالامتنان لرجال أمننا البواسل الذين باتوا يخاطرون بأرواحهم كل يوم لأجل الحفاظ على أمن هذا الوطن وسلامة أهله والمقيمين فيه.
صاحب الجلالة، أنت خير العارفين بما يتعرض له رجال الأمن المخلصين من محاولات قتل واعتداء بشكل يومي أثناء أداء واجبهم الذي أقسموا أمام الله على أدائه تجاه هذه البلد وأهلها، وأنت خير من يقدر أبناء الوطن المخلصين.
والله بتنا نخجل من هؤلاء الرجال المخلصين وهم من يخرجون يومياً يودعون عائلاتهم دون أن يضمنوا عودتهم في نهاية اليوم أحياء يرزقون أو مصابين بجروح وعاهات.
نسمع الأخبار اليومية عن الإرهاب الذي بات هواية محببة للانقلابيين وكارهي هذا الوطن، ولكثرة هذه الممارسات قد ينسى كثير من المخلصين أن كل واحدة منها هدفها إيقاع إصابات في صفوف رجال الأمن، أو حصد أرواح بعضهم، وهذه النتيجة في نظر خونة الوطن انتصار وبطولة، خاصة وأنهم ينظرون لهؤلاء الرجال الذين يمتلكون إخلاصاً للوطن أكثر منهم على أساس أنهم «مرتزقة» مثلما تروج «الوفاق» التي باتت تتطاول على عناصر الأمن والداخلية بأشنع الأوصاف وأذم الصفات.
هؤلاء الرجال مهما قلنا في حقهم لن نوفيهم، فبدونهم لن يضمن أي مخلص على هذه الأرض أن يعيش يومه في أمان نسبي، أو أن يأمن على نفسه وأهله وأملاكه، بدون هؤلاء الذين يضعون أنفسهم دروعا ليصدوا عنا الضرر لتحولت البحرين إلى غابة لأتباع الولي الفقيه، لساحة «خربة» بفعل «مرتزقة» إيران، ولمسخت هويتها، ولرأينا كيف يتصرفون في البشر بدوافع الانتقام والحقد والكراهية.
رجال أمننا يصابون ويقتلون ويدهسون، وفي المقابل يخرج أتباع الولي الفقيه ليطالبوا بمحاسبة أي رجل أمن قام بتصرف دفاعاً عن نفسه، تزعل «الوفاق» أيما زعل حينما يقوم رجل الأمن باتخاذ الإجراء المعترف به دولياً لو تم تهديده في حياته. تريد «الوفاق» أن يقف رجل الأمن ساكناً صامتا حتى يقتله المولوتوف أو الأسياخ أو أي سلاح أبيض. هذه هي المعادلة المقلوبة لمن يقولون لخامنئي الإيراني «مولانا» و»سيدنا».
صاحب الجلالة، رجال الأمن بتضحياتهم وإخلاصهم وسام فخر تضعه البحرين وكل أبنائها المخلصين على الصدور، تفانيهم تاج يزين البحرين، وسهرهم لأجل أن ينام الناس آمنين جهد يستوجب التقدير والشكر الجزيل.
والله لا نبالغ أو نطلب الكثير حينما نقول إن هؤلاء المخلصين، وهؤلاء الرجال المضحين بأرواحهم يستحقون كل صور التقدير، والله يستحقون حتى مضاعفة رواتبهم، إذ يكفي أنهم يتوجهون لأداء واجبهم مدركين أن الموت قد يكون متربصاً بهم عند كل زاوية وفي كل شارع.
تحية إجلال وتقدير لرجال أمننا الشرفاء، ومن يتهمكم بـ «العمالة» ويصفكم بـ «المرتزقة»، فهو إنما يعبر عن نفسه، كونه يعرف تماماً من هو «المرتزق» الحقيقي الذي باع وطنه برخص التراب وأخذ يتوسل العالم ليتدخل في شؤونه.
رحم الله شهداء الواجب، كل المخلصين من أبناء هذا الوطن يدعون لكم بالمغفرة وأن يخلدكم المولى عز وجل في جنته.