نتفهم جيداً دخول السفير الأمريكي بالمنامة توماس كراجيسكي على خط مواكبة الأحداث الإرهابية الفاشلة التي مرت بها البلاد الأيام القليلة الماضية، ونتفهم أيضاً حرص السفير على إدانة الإرهاب والعنف من كافة الأطراف سواءً كانت من قبل الإرهابيين ضد المدنيين ورجال الأمن، أو من رجال الأمن ضد الإرهابيين، وذلك في محاولة للخروج بموقف متوازن لا يخسر فيه أحداً.
ورغم ذلك يتساءل الرأي العام البحريني عن السبب الذي دفع واشنطن إلى تعزية عائلة الشاب الضحية لأعمال الإرهاب، وتجاهلها في الوقت نفسه أسرة رجل الأمن الشهيد؟! لماذا؟
مفهوم الإرهاب لدى واشنطن دائماً ما يرتبط بالجماهير، فهي تنظر إلى الطرف الذي يؤدي دعمه والوقوف معه إلى اتخاذ موقف داعم لها ولمصالحها، وبالتالي هي ترى أن وقوفها مع الجماعات السياسية الراديكالية، وكسبها جماهيرها أفضل بكثير من وقوفها مع مختلف مكونات مجتمع البحرين التي آلمها استشهاد أحد رجال الأمن.
باختصار، واشنطن مازالت ترى أن الإرهاب في البحرين مصدره «رجال الأمن» و»السلطة»، وتتجاهل تماماً أي إرهاب يمكن أن يصدر عن جماهير الجمعيات السياسية الراديكالية لأنه مجرد «مطالبة بالحريات والحقوق الإنسانية»، وفي الوقت نفسه «حرية تعبير».
متى تستيقظ واشنطن لتتعرف على حقيقة المشهد السياسي وتداعياته على مصالحها الاستراتيجية في البحرين والخليج العربي؟
وزارة الخارجية الأمريكية بدماء جديدة مع تعيين جون كيري ليتولى هذه الحقيبة، ولذلك فهو أمام خيارين لا ثالث لهما، إما دعم البحرين للحصول على دعم دول مجلس التعاون الخليجي، أو دعم الجماعات الراديكالية النشطة ضد البحرين لخسارة دعم دول مجلس التعاون الخليجي. هكذا ببساطة هي العملية بعيداً عن الاستراتيجيات المتعددة والنظريات المتنوعة.
ندرك تماماً أن ملف البحرين بالنسبة لواشنطن معقد جداً بعد إخفاق السفير الأمريكي الحالي في تحقيق الأجندة التي كان يطمح إليها بعد تجربته غير الناجعة في إعادة هندسة النظام السياسي العراقي بالشكل الدامي الذي خرج فيه. ولكن مخرجه ليس بدعم الجماعات الراديكالية وخسارة دعم مكونات مجتمع البحرين ـ إذا بقي ثمة دعم ورغبة في الدعم ـ وإنما باحترام التحالف التاريخي القائم بين المنامة وواشنطن، ومعروفة هي حجم الخسائر التي يمكن أن تنجم عن ضرب التحالف في الحائط، لأن التحالف ليس مع البحرين الصغيرة، وإنما مع قوة إقليمية تسمى مجلس التعاون الخليجي لن تبقى دون حراك إزاء أي تطور أو تهديد للأمن الإقليمي الخليجي.
ورغم ذلك يتساءل الرأي العام البحريني عن السبب الذي دفع واشنطن إلى تعزية عائلة الشاب الضحية لأعمال الإرهاب، وتجاهلها في الوقت نفسه أسرة رجل الأمن الشهيد؟! لماذا؟
مفهوم الإرهاب لدى واشنطن دائماً ما يرتبط بالجماهير، فهي تنظر إلى الطرف الذي يؤدي دعمه والوقوف معه إلى اتخاذ موقف داعم لها ولمصالحها، وبالتالي هي ترى أن وقوفها مع الجماعات السياسية الراديكالية، وكسبها جماهيرها أفضل بكثير من وقوفها مع مختلف مكونات مجتمع البحرين التي آلمها استشهاد أحد رجال الأمن.
باختصار، واشنطن مازالت ترى أن الإرهاب في البحرين مصدره «رجال الأمن» و»السلطة»، وتتجاهل تماماً أي إرهاب يمكن أن يصدر عن جماهير الجمعيات السياسية الراديكالية لأنه مجرد «مطالبة بالحريات والحقوق الإنسانية»، وفي الوقت نفسه «حرية تعبير».
متى تستيقظ واشنطن لتتعرف على حقيقة المشهد السياسي وتداعياته على مصالحها الاستراتيجية في البحرين والخليج العربي؟
وزارة الخارجية الأمريكية بدماء جديدة مع تعيين جون كيري ليتولى هذه الحقيبة، ولذلك فهو أمام خيارين لا ثالث لهما، إما دعم البحرين للحصول على دعم دول مجلس التعاون الخليجي، أو دعم الجماعات الراديكالية النشطة ضد البحرين لخسارة دعم دول مجلس التعاون الخليجي. هكذا ببساطة هي العملية بعيداً عن الاستراتيجيات المتعددة والنظريات المتنوعة.
ندرك تماماً أن ملف البحرين بالنسبة لواشنطن معقد جداً بعد إخفاق السفير الأمريكي الحالي في تحقيق الأجندة التي كان يطمح إليها بعد تجربته غير الناجعة في إعادة هندسة النظام السياسي العراقي بالشكل الدامي الذي خرج فيه. ولكن مخرجه ليس بدعم الجماعات الراديكالية وخسارة دعم مكونات مجتمع البحرين ـ إذا بقي ثمة دعم ورغبة في الدعم ـ وإنما باحترام التحالف التاريخي القائم بين المنامة وواشنطن، ومعروفة هي حجم الخسائر التي يمكن أن تنجم عن ضرب التحالف في الحائط، لأن التحالف ليس مع البحرين الصغيرة، وإنما مع قوة إقليمية تسمى مجلس التعاون الخليجي لن تبقى دون حراك إزاء أي تطور أو تهديد للأمن الإقليمي الخليجي.