أكثر ما راق لي وأعجبت به، وأحسست أن هذه الأمة لديها ثوابت ولديها قيم ومبادئ، حين آثر المختلفون مع سياسة جمعية الفاتح الصمت، وعدم الدعوة إلى مقاطعة التجمع في عراد.
أعجبتني هذه الأخلاق، أعجبتني القيم الأصيلة، فقد نختلف، لكن لا نضرب المشروع الذي مثل أمة.
نختلف بصوت مسموع، وننتقد أداء، ودوراً، ومواقف جمعية الفاتح، فنحن لا خطوط حمراء لدينا غير قادة البلد، ولا قدسية لرجل لدينا، ولا معصوم لدينا من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكننا نؤمن أن هذا الكيان ليس كيان أشخاص، الأشخاص دائماً زائلون، والأمم تبقى.
رغم كل ذلك، نجح تجمع الفاتح، وحضر الآلاف، ورددوا هتافات الوطن والتكبير، وردوا على «اللاتي قلن إن شهادة وفاة الفاتح كتبت بعد عمر دام عامين».
ولتعرف هي وغيرها، ومن يتندرون على تجمع الفاتح، أن جمعية الفاتح شيء، وشارع الفاتح شيء آخر، وأن الأمم التي آمنت بالله وحده، ولا تعبد إلا هو، ولا تستعين إلا به، لن تموت، حتى وإن ضعفت يوماً، إلا أنها لا ولن تموت، هم حملة راية التوحيد، التي عليها نحيا، وعليها نموت وعليها نلقى الله.
عم الارتياح أهل الفاتح حين صرح صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله أن مطالب الفاتح ستدرس، وأن مطالبهم محل اهتمام الحكومة ومحل اهتمام قادة البلد.
يجب أن تعرف الدولة أنها سجلت أخطاء لا تغتفر حين خضعت منذ التسعينيات لإرهاب الشارع، ويكفي أنها تجلس مرتين للحوار مع الانقلابيين، رغم أن ذلك مؤلم لأهل البحرين.
عليكم أن تسمعوا صوت الحركة السلمية، التي هي فعلاً سلمية، لم تخرب، لم تدمر الاقتصاد، لم تحرق، لم تقتل، لم تشق صف الوحدة الوطنية، لم تطعن في الظهر.
لا ينبغي أن تخضع الدولة للإرهاب، وتتجاهل من خرج ليثبت أركان الدولة «من بعد الله سبحانه وتعالى» يوم ماجت الأرض وهاجت، هؤلاء هم العمود الفقري للوطن، هؤلاء هم السند، هؤلاء هم الذين على العهد باقون، هؤلاء حتى وإن انتقدوا، أو رفعوا أصواتهم، إنما يفعلون ذلك للمصلحة العامة، لكنهم أبداً لا يطعنون في الشرعية، أو يسقطون قادة البلد.
اختلال ميزان الدولة يجب أن يصحح، فالدولة التي تضعف عمودها الفقري، وسندها، ومن يصلب ظهرها تتحمل ما يأتيها مستقبلاً، حين لا يقوى الظهر على حمل المسؤولية، لا تضعفوا سندكم، هؤلاء الذخر، هؤلاء الذين يغيرون المعادلة، هؤلاء المنسيون دهراً، هؤلاء الذين لا يتاجرون بفقرهم، أو حاجتهم.
على الجانب الآخر، نقول للمسؤولين في جمعية الفاتح، إن أخطاءكم كثرت، وإن غيابكم عن المشهد في وقت كنا نريد سماع تصريح أو موقف، كان ذلك مخزياً ومحبطاً، لا تفرحوا بالذين حضروا، إنهم لم يحضروا لأشخاص، لم يحضروا لأنهم راضون عنكم، حضروا حباً في وطنهم، وخوفاً عليه، ولأن هذا الكيان هو الجامع، وهو الحامي من بعد الله سبحانه وتعالى.
إن أكبر أزمة يضع تجمع الفاتح نفسه فيها، حين لا يعبر عن مواقف الشارع، بل يعبر باسم أفراد، وكأنه رأي الناس، هذا أكبر أخطاء التجمع، اتركوا مسألة الميزانية التي تتباكون عليها، مواقفكم يجب أن تنطلق من مواقف الشارع، وإلا فإن من حضروا هذه المرة قد لا تجدون نصفهم في المرة القادمة، قوتكم في الشارع، وليست في مكان آخر، افهموا هذه الرسالة، ولا تكرروا أخطاء كيانين آخرين حين أخطؤوا الحساب، فضيعوا الشارع، والبرلمان أمامكم.
غير مقبول تماماً أن يغيب التجمع عن المشهد طول عامين، وفي أوقات حاسمة، ومن ثم يجمع الناس لحفل عيد ميلاد، الجرح كبير، والأمة تحتاج من يعبر عنها بصوت مرتفع، بينما البعض همه في العدد، العدد عرفه القاصي والداني منذ الخروج الأول، نريد موقفاً نريد صوتاً قوياً، نريد أن يجلس على طاولة الحوار من هم أهل للحوار، وليس لتقسيم المجاملات، هذا مصير أمة، ولا مكان فيه للمجاملات.
الذي يخشى ظهور حركات مثل 30 ديسمبر، أو صحوة الفاتح، أو غيرها، عليه أن يكون هو صاحب المبادرة وتكون له مواقف تعبر عن ضمير وإحساس ومعيشة الناس.
من يريد أن يكون تجمعه هو التجمع «الأم» عليه أن يكون بقدر المسؤولية ولا يتخبط باختبار أشخاص شوهوا صورة التجمع وأساؤوا إليه، حتى نفر الناس من التجمع.
على من يتصدر التجمع ألا يملك خطابين، خطاب أمام الجماهير، وخطاب آخر في المجالس، هذا غير مقبول «كلمة تستحي منها بدها»، واليوم الكلام عن مصير أمة، فلم الخجل؟.. فقد سقطت ورقة التوت عن الجميع.
هل سأل قادة التجمع أنفسهم، لماذا تستجيب الدولة لمطالب الإرهابيين، ولا يحدث ذلك لآخرين؟
قد يكون التجمع أحد الأسباب، فمن لا يصارح قادة البلاد، وينقل لهم صوت الناس تقع عليه المسؤولية.
** رذاذ
فكرة جميلة أن يلقي القس هاني عزيز كلمة أمام الجماهير، هذا الأمر مهم، فنحن فعلاً نحب كل إنسان وطني مهما كان دينه، أو مذهبه، أو لونه، ديننا الإسلامي حثنا على ذلك، وأهل البحرين الحقيقيون حماة للأجانب ومن يعتنقون الأديان الأخرى، قبل أن تحميهم أجهزة الأمن، نحن من يدافع عنهم ويحميهم، هكذا هي تربية أهل البحرين.
** من ذهب إلى التجمع ذهب حباً في البحرين، ومن امتنع لتسجيل موقف أيضاً فعل ذلك حباً في البحرين، وحتى يشعر قادة التجمع أن الناس ليس لديها رضا عن الأداء والمواقف، وهذه رسالة يجب أن تصل إلى التجمع.
كلا الطرفين يحب البحرين ولا ننكر أي موقف على الآخر، وهذا أجمل شيء في أخلاقنا وقيمنا، نحن لا تخرجنا فتوى دينية في السياسة، نحن أحرار غير مسيرين ولدينا عقول، ونقيس الأمور، ونعبر عن مواقفنا بقناعاتنا، نحن لا نخرج للشارع «منومين مغناطيسياً»..!
أعرف رجلاً لديه موقف من الحضور للتجمع الأخير، وقال إنه لن يحضر لأن التجمع خيب آمالنا.
لكن هذا الرجل قال لأبنائه وبناته جميعاً اذهبوا، وأخذهم للسوق واشترى لهم الأعلام، وقال لهم اذهبوا إلى التجمع، أنا لدي موقف، أنتم اذهبوا فهذا هو يوم للبحرين، وليس لشخص أو جمعية.
هكذا يفعل أهل البحرين الذين ينظرون للمصلحة العامة، هذا الموقف يدل على عمق الفكر، ورجاحة العقل، وتغليب المصلحة العامة، ويدل أيضاً ألا قدسية لدينا لأحد، وأن قناعاتنا هي التي تسيرنا.. هكذا هم الأحرار..!
أعجبتني هذه الأخلاق، أعجبتني القيم الأصيلة، فقد نختلف، لكن لا نضرب المشروع الذي مثل أمة.
نختلف بصوت مسموع، وننتقد أداء، ودوراً، ومواقف جمعية الفاتح، فنحن لا خطوط حمراء لدينا غير قادة البلد، ولا قدسية لرجل لدينا، ولا معصوم لدينا من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكننا نؤمن أن هذا الكيان ليس كيان أشخاص، الأشخاص دائماً زائلون، والأمم تبقى.
رغم كل ذلك، نجح تجمع الفاتح، وحضر الآلاف، ورددوا هتافات الوطن والتكبير، وردوا على «اللاتي قلن إن شهادة وفاة الفاتح كتبت بعد عمر دام عامين».
ولتعرف هي وغيرها، ومن يتندرون على تجمع الفاتح، أن جمعية الفاتح شيء، وشارع الفاتح شيء آخر، وأن الأمم التي آمنت بالله وحده، ولا تعبد إلا هو، ولا تستعين إلا به، لن تموت، حتى وإن ضعفت يوماً، إلا أنها لا ولن تموت، هم حملة راية التوحيد، التي عليها نحيا، وعليها نموت وعليها نلقى الله.
عم الارتياح أهل الفاتح حين صرح صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله أن مطالب الفاتح ستدرس، وأن مطالبهم محل اهتمام الحكومة ومحل اهتمام قادة البلد.
يجب أن تعرف الدولة أنها سجلت أخطاء لا تغتفر حين خضعت منذ التسعينيات لإرهاب الشارع، ويكفي أنها تجلس مرتين للحوار مع الانقلابيين، رغم أن ذلك مؤلم لأهل البحرين.
عليكم أن تسمعوا صوت الحركة السلمية، التي هي فعلاً سلمية، لم تخرب، لم تدمر الاقتصاد، لم تحرق، لم تقتل، لم تشق صف الوحدة الوطنية، لم تطعن في الظهر.
لا ينبغي أن تخضع الدولة للإرهاب، وتتجاهل من خرج ليثبت أركان الدولة «من بعد الله سبحانه وتعالى» يوم ماجت الأرض وهاجت، هؤلاء هم العمود الفقري للوطن، هؤلاء هم السند، هؤلاء هم الذين على العهد باقون، هؤلاء حتى وإن انتقدوا، أو رفعوا أصواتهم، إنما يفعلون ذلك للمصلحة العامة، لكنهم أبداً لا يطعنون في الشرعية، أو يسقطون قادة البلد.
اختلال ميزان الدولة يجب أن يصحح، فالدولة التي تضعف عمودها الفقري، وسندها، ومن يصلب ظهرها تتحمل ما يأتيها مستقبلاً، حين لا يقوى الظهر على حمل المسؤولية، لا تضعفوا سندكم، هؤلاء الذخر، هؤلاء الذين يغيرون المعادلة، هؤلاء المنسيون دهراً، هؤلاء الذين لا يتاجرون بفقرهم، أو حاجتهم.
على الجانب الآخر، نقول للمسؤولين في جمعية الفاتح، إن أخطاءكم كثرت، وإن غيابكم عن المشهد في وقت كنا نريد سماع تصريح أو موقف، كان ذلك مخزياً ومحبطاً، لا تفرحوا بالذين حضروا، إنهم لم يحضروا لأشخاص، لم يحضروا لأنهم راضون عنكم، حضروا حباً في وطنهم، وخوفاً عليه، ولأن هذا الكيان هو الجامع، وهو الحامي من بعد الله سبحانه وتعالى.
إن أكبر أزمة يضع تجمع الفاتح نفسه فيها، حين لا يعبر عن مواقف الشارع، بل يعبر باسم أفراد، وكأنه رأي الناس، هذا أكبر أخطاء التجمع، اتركوا مسألة الميزانية التي تتباكون عليها، مواقفكم يجب أن تنطلق من مواقف الشارع، وإلا فإن من حضروا هذه المرة قد لا تجدون نصفهم في المرة القادمة، قوتكم في الشارع، وليست في مكان آخر، افهموا هذه الرسالة، ولا تكرروا أخطاء كيانين آخرين حين أخطؤوا الحساب، فضيعوا الشارع، والبرلمان أمامكم.
غير مقبول تماماً أن يغيب التجمع عن المشهد طول عامين، وفي أوقات حاسمة، ومن ثم يجمع الناس لحفل عيد ميلاد، الجرح كبير، والأمة تحتاج من يعبر عنها بصوت مرتفع، بينما البعض همه في العدد، العدد عرفه القاصي والداني منذ الخروج الأول، نريد موقفاً نريد صوتاً قوياً، نريد أن يجلس على طاولة الحوار من هم أهل للحوار، وليس لتقسيم المجاملات، هذا مصير أمة، ولا مكان فيه للمجاملات.
الذي يخشى ظهور حركات مثل 30 ديسمبر، أو صحوة الفاتح، أو غيرها، عليه أن يكون هو صاحب المبادرة وتكون له مواقف تعبر عن ضمير وإحساس ومعيشة الناس.
من يريد أن يكون تجمعه هو التجمع «الأم» عليه أن يكون بقدر المسؤولية ولا يتخبط باختبار أشخاص شوهوا صورة التجمع وأساؤوا إليه، حتى نفر الناس من التجمع.
على من يتصدر التجمع ألا يملك خطابين، خطاب أمام الجماهير، وخطاب آخر في المجالس، هذا غير مقبول «كلمة تستحي منها بدها»، واليوم الكلام عن مصير أمة، فلم الخجل؟.. فقد سقطت ورقة التوت عن الجميع.
هل سأل قادة التجمع أنفسهم، لماذا تستجيب الدولة لمطالب الإرهابيين، ولا يحدث ذلك لآخرين؟
قد يكون التجمع أحد الأسباب، فمن لا يصارح قادة البلاد، وينقل لهم صوت الناس تقع عليه المسؤولية.
** رذاذ
فكرة جميلة أن يلقي القس هاني عزيز كلمة أمام الجماهير، هذا الأمر مهم، فنحن فعلاً نحب كل إنسان وطني مهما كان دينه، أو مذهبه، أو لونه، ديننا الإسلامي حثنا على ذلك، وأهل البحرين الحقيقيون حماة للأجانب ومن يعتنقون الأديان الأخرى، قبل أن تحميهم أجهزة الأمن، نحن من يدافع عنهم ويحميهم، هكذا هي تربية أهل البحرين.
** من ذهب إلى التجمع ذهب حباً في البحرين، ومن امتنع لتسجيل موقف أيضاً فعل ذلك حباً في البحرين، وحتى يشعر قادة التجمع أن الناس ليس لديها رضا عن الأداء والمواقف، وهذه رسالة يجب أن تصل إلى التجمع.
كلا الطرفين يحب البحرين ولا ننكر أي موقف على الآخر، وهذا أجمل شيء في أخلاقنا وقيمنا، نحن لا تخرجنا فتوى دينية في السياسة، نحن أحرار غير مسيرين ولدينا عقول، ونقيس الأمور، ونعبر عن مواقفنا بقناعاتنا، نحن لا نخرج للشارع «منومين مغناطيسياً»..!
أعرف رجلاً لديه موقف من الحضور للتجمع الأخير، وقال إنه لن يحضر لأن التجمع خيب آمالنا.
لكن هذا الرجل قال لأبنائه وبناته جميعاً اذهبوا، وأخذهم للسوق واشترى لهم الأعلام، وقال لهم اذهبوا إلى التجمع، أنا لدي موقف، أنتم اذهبوا فهذا هو يوم للبحرين، وليس لشخص أو جمعية.
هكذا يفعل أهل البحرين الذين ينظرون للمصلحة العامة، هذا الموقف يدل على عمق الفكر، ورجاحة العقل، وتغليب المصلحة العامة، ويدل أيضاً ألا قدسية لدينا لأحد، وأن قناعاتنا هي التي تسيرنا.. هكذا هم الأحرار..!