قبل أن أتوقف عند حدث اليوم، لاحت لي صورة لم تبعد عنا سوى أيام حين قام سمو ولي العهد نائب رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد بزيارة إلى سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان بعد رجوع سمو رئيس الوزراء من الخارج، فقد حمل الاجتماع روحاً جميلة، جمعت أقطاب الحكم كما كانا يجتمعان كل أسبوع سابقاً، مما ألقى بظلال هذا الاجتماع على نفوس أهل البحرين.
أيضاً، شكلت برقية سمو الأمير سلمان بن حمد أمس إلى سمو الأمير خليفة بن سلمان روحاً وحباً وحرصاً من سموه على أن يكون يد خليفة بن سلمان اليمنى، وأنه العضيد والسند لخليفة بن سلمان.
سياسات الدولة البحرينية يضعها الرجل الأول في هذا الوطن جلالة الملك حفظه الله، فلا ازدواجية ولا تباين في إرادة الحكم، أهل البحرين الحقيقيون يفرحون دائماً بأن يروا الحكم في البحرين يداً واحدة، كما كانت الأسرة المالكة على مر التاريخ، وهذا ما يحرص عليه الجميع اليوم، ويحرص عليه الأمير خليفة بن سلمان حين عبر بالبحرين من أشد الأزمات وأقساها، بحكمة وعقل وخبرة سنوات من العمل المتواصل.
خليفه بن سلمان نفسه حريص على تجديد دماء الحكومة، فقد كان يوجه الوزراء إلى العمل بإخلاص وإنتاجية وسرعة تواكب حاجات المواطن والمجتمع. ولا نخفي سراً إذا ما قلنا إن «البعض» يخذل الدولة أو أنه ليس أهلاً لمنصبه من بعد التجربة، وإخفاق من يعتلون رأس هرم الوزارات الخدمية خاصة.
إن كان من أمرٍ ملح اليوم، يجب أن نلتفت إليه، فإن علينا جميعاً أن نقطع الطريق على من يفسر تفسيرات مريضة، أو من يريد أن يضرب «أسافين» بين الشعب والحكم، أو أن يشعل نار فتنة بقصد التشكيك في قرارات معينة.
المرحلة والمنعطف الذي نمر به يتطلب منا ان نتكاتف مع إرادة الحكم، وأن نكون عوناً لقادة البلد لدرء المؤامرات والفتن، فمازلنا في دائرة الفتن، وهناك من يتحين الفرص محاولاً شق الصفوف.
بيان «الوفاق» أمس لا يمكن أن نقول عنه إلا أحد أذرع الأسافين، لكنها بذلك لن تنجح، بل إن البيان أخذ يملي علينا أموراً لا يقررها إلا شعب البحرين وجلالة الملك.
الحكومة المنتخبة قرار لأهل البحرين، كل شؤوننا السياسية يقررها التوافق بين أهل البحرين، أنتم لا تمثلون شعب البحرين بكل أطيافه واختلافاته «كرمونا بسكاتكم بس»!!
لا أحد يشك في أن أكثر ما يشغل الأمير خليفة بن سلمان هو مصلحة البحرين، لذلك فإن أي قرارات تصب في صالح تطوير الأداء ورفع الإنتاجية ومحاسبة الوزراء، فإنه سيقف معها ويؤيدها، ومسيرة خليفة بن سلمان تقول ذلك، وتاريخه في الحفاظ على الوحدة الوطنية منذ الفتنة الأولى لتقرير مصير البحرين إبان ادعاءات إيران، مروراً بأحداث الثمانينيات، والتسعينيات، كلها تجعلنا نقول إن ما فعله ويفعله خليفة بن سلمان لن ينسى أبداً، والدولة تحتاج إلى من يملك الخبرة والحكمة ونظرة بعيدة لقضايا معقدة.
اليوم نحتاج إلى المكاشفة وإصلاح أمورنا الداخلية من غير إملاءات من الداخل أو الخارج، نعترف بوجود قصور، وهذا يتطلب أن نعالج الأمور بأنفسنا، ولا نترك مجالاً لأحد للتصيد بالماء العكر، مجالات عدة تحتاج مراجعة وتصحيحاً، وهذا يصرح به قادة البلد، واليوم يجب أن نضع أيادينا مجتمعة للنهوض «اليد الواحدة لن تستطيع ذلك» فبلدنا نتمنى أن نراها دائماً في أفضل حال ومستوى.