يقول الأمين العام لجمعية «الوفاق» علي سلمان «9 مارس مجرد نموذج والمعارضة تملك أكثر.. نعم لدينا أكثر من 9 مارس في أبعاد وأماكن وأساليب مختلفة»، ثم يواصل «السلك الدبلوماسي شاهد بأم أعينه أن هناك أغلبية سياسية تطالب بالتغيير الديمقراطي، فدخلت في المعادلة وبدأت ترسم طبيعة النظر إلى موضوع البحرين لدى مساحات مختلفة من السلك الدبلوماسي».
أي أن زيارة «الوفاق» للسفارات الأجنبية، وزيارة دبلوماسيين لمقر «الوفاق» هي زيارات تدخل ضمن «صلة الرحم»، بعد زواج ولاية الفقيه بالبابوية، يعني «يا دولة انقطع حبل المودة وانتهى عهد الصداقة»، وهاهو يقول لكم «علي سلمان» قد «بدأت الدول الغربية تنظر إلى «الوفاق» أكبر من نظرتها إلى الدولة»، وذلك عندما يقوم السفراء وموظفو السلك الدبلوماسي في البحرين ودول الخليج بتبادل الزيارات علناً وليس خفية، في الوقت الذي تنشغل فيه الدولة بتقديم مبررات لوفود المنظمات الأجنبية، واكتفاء المسؤولين فيها بتصريح أو بيان مقتضب، أو استنكار أو إدانة خطية أو تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهكذا تستمر اللقاءات بين «الوفاق» والسلك الدبلوماسي للسفارات الغربية في البحرين ودول الخليج، وتستمر لقاءات الدولة ببيلاي ومتاي وفورك وبورك، أشخاص ليس لهم صفة رسمية، ولا مقامات دولية، وليس لهم مقرات ولا محطات، ولا تتعدى مكان اجتماعاتهم المقاهي و(...)، يقبضون على طاولاتها «العمولة» وتذاكر السفر إلى البحرين.
هذه هي المعادلة التي دخلت منها «الوفاق»، والتي يقول أمينها العام إنها بدأت ترسم طبيعة النظر إلى موضوع البحرين، لدى مساحات مختلفة من السلك الدبلوماسي، المعادلة التي تفسرها «الوفاق» بدعوة أتباعها للمشاركة في صنع مستقبلها، والتي أعلنت عنها على موقعها تحت عنوان «شارك في صنع مستقبل الوفاق – وسجل في ورش العمل للمؤتمر العام 2013»، «الوفاق» التي تخطط لصناعة مستقبلها أثناء الحوار، وما بعد الحوار، فهي قد حددت مستقبلها، وما دخولها الحوار إلا تفتيش عن مدخل ومعادلة، قد تسرع بخطواتها نحو المستقبل، إذ إن «الوفاق» قد تنظر إلى مشاركة برلمانية، والحصول على وزارات خدمية لوقت منظور، هذه المميزات تعتبرها مقبلات، ثم تسخن بعدها للمستقبل المنشود، بعد أن أسست علاقاتها من خلال لقاءات دبلوماسية رسمية لم تعد مخفية.
هذه هي «وفاق» ما بعد الحوار.. لديها الكثير، وأبعاد وأماكن وأساليب مختلفة، ومن هنا نسأل ما هي «الأبعاد» التي يقصدها علي سلمان؟ هل هي منشآت حيوية ومؤسسات أمنية وعسكرية؟ فقد استطاعت «الوفاق» التغلغل في الجهاز الأمني، وقد يكون لديها «البدلات» الرسمية، وتستطيع الحصول على أي «بدلة»، فالمغسلات موجودة والخياطة متوفرة، والنياشين يمكن طبعها ونسجها، والمركبات في يدهم، والطلاءات لديهم، والمتفجرات في مخازنهم، والكلاشينكوف في منازلهم، فالليل طويل والظلام شديد، ومفاتيح الكهرباء تحت اليد، والسواحل مفتوحة، وهم يترقبون أن تغفو أو تنام الحراسة، وها هي السواحل طويلة، سواحل الدير وسماهيج وقلالي والبسيتين والحد وغيرها من السواحل التي لا يمكن الوصول إليها، يمكن فيها أن يغوص الغواصون، وترسو عليها السفن، صغيرة وكبيرة، فتصريح «علي سلمان» لم يأت عبثاً، ولا من تراكيب خيال، عندما يقول «لدينا الكثير»، فهو لا يقصد «مولوتوف» ولا خنجر ولا سهم يطلق من طفاية حريق، وإنما قد يظهر لنا فجأة رشاش ومدفع وقنابل عنقودية وأساليب متطورة ومختلفة، وأنه لولا امتلاك «الوفاق» لترسانة أسلحة ولديها معلومات وتعليمات و«ظهر متين»، لما استطاعت أن تتفوه بكلمة ولا بنصفها، ولكن المستقبل أمامها قد ارتسم وتشكل.
إن لم تسارع الدولة في صناعة مستقبلها وتحديد مكانتها في الداخل والخارج، فإن الوقت قد يفاجئها بشيء لم تتوقعه، وها هو علي سلمان بملء فمه وبكامل حواسه يعلن أن «أي حوار مفرغ من مضمونه سيكون هناك 9 مارس يمسحه، وأي تعديلات أو إجراءات فردية من النظام هناك 9 مارس يمسحها»، فهل تنظر الدولة بعين الواقع والحزم وتمسح «الوفاق» من على خارطة البحرين، وتعطيها درساً أنها لن تكون خارج إطار جمعية، فإن جاز لها ذلك كان بها، وإن لم يجز لها ذلك، فستمسح وتعود إلى ماضٍ لم تكن فيه شيئاً مذكوراً، وأعتقد أن هذا ممكن لدولة لديها شعب وجيش يعشق الشهادة، ويكره أن يسمع شخصاً منسي الوجود يهدد بالمسح ويهدد بالكثير وبأبعاد وبأماكن وبأساليب مختلفة!