إذا كانت هناك من مؤشرات نقرؤها ونشاهدها منذ بداية الدعوة للحوار، فإن أهمها وأكثرها جلاء هو ازدواجية الخطاب لدى الطرف الذي كان ينادي ويطالب بالحوار الجاد، حتى أتت الدعوة للحوار، فقالوا الحوار لا يحقق المطالب، ولن يخدعنا أحد، وبالتالي فإن المؤشرات التي أراها وأقرؤها، أن الحوار لن يحدث مع تزايد الإرهاب (وكأني أسمع أهل البحرين يقولون الله يسمع منك) ومع استكبار طرف وسخريته من الحوار، أو أنه أخذ يحرك الشارع لنسف الحوار..!
إن كان هنا من مطلب مهم وأساسي لأهل البحرين، فإن هذا المطلب يتعلق بأمن المجتمع، الأمن للجميع، الأمن لكل الناس، هو مصدر الاستقرار، هو مصدر النماء، وصعود للاقتصاد، ونهضة حركة الأعمال بالبلد.
أمن المجتمع أين هو من طاولة الحوار، نعم نريد تحسين معيشة نريد زيادة في الرواتب، نريد زيادة للمتقاعدين، نريد قطع دابر الفساد، لكن كل ذلك لا يأتي قبل الأمن.
شغلتني فكرة حاولت كثيراً ألا أطرحها، أو أن أقول لا أود طرحها الآن، لكن لا مناص من ذاك؛ فقد أصبحت حديث الناس، ألا وهي إن كانت للدولة خيارات، وإن كانت هناك التزامات وضغوط وغيرها من الأمور التي نعرفها والتي لا نعرفها، فإن هذا خيار الدولة حين دعت للحوار وهذا من حقها، خاصة أن الدعوة للحوار فيها إحراج لطرف معين، هكذا ترى الدولة، لكن السؤال هنا: أين قرار الجمعيات الوطنية الأخرى؟
لماذا تدخلون الحوار دون شرط الأمن، ووقف الإرهاب، وإدانته؟
أعرف أن هناك من يتشفى ويضرب ائتلاف الجمعيات من خلال صحيفة بعينها، لكن بعض ما قيل صحيح، كيف تقبلون الدعوة للحوار بهذه السرعة، أنتم تمثلون الناس، ولا تمثلون السلطة التنفيذية.
كان على أقل تقدير أن توهمونا أنكم أخذتم وقتاً لتدارس الدعوة، وأن تعقدوا اجتماعاً، وأن يحدث تصويت على الأقل (شو) أمام الناس حتى نعرف أن هناك قراراً جماعياً اتخذ.
الدولة لها خياراتها وسياساتها، أنتم أين خياركم، لماذا لا تضغطون على الدولة، وعلى الطرف الذي يحرك الإرهاب في الشارع، بقولكم إننا لن نجلس على طاولة الحوار قبل أن يوقف الإرهاب، وحتى يعرف المجتمع الدولي أيضاً موقفكم وأن هناك إرهاباً بالبحرين يعيق الحوار.
أعتقد أن هناك أخطاء لا تتعلم منها قوى ائتلاف الجمعيات، أو تجمع الوحدة الذي أصبح كالشمعة التي تسيل منها قطرات وقطرات.
دعوة الدولة للحوار هو خيارها، وهو موقفها، وهو التزامها، هذا يخص الدولة، أنتم لماذا لا يكون لكم خياركم، وموقفكم، لماذا لا تُسمعون العالم صوت الناس من أن هناك إرهاباً يعيق الحوار في البحرين؟
هل ذاكرة ائتلاف الجمعيات ضعيفة، بالله عليكم هل أنتم تعبرون عن موقف الشارع؟
(والله يستر من اختياراتكم لطاولة الحوار، والله يستر من مواقفكم على الطاولة، والله يستر من مشروعكم في الحوار) هذا إن تم الحوار أصلاً.
كانت هناك فرصة قوية لإظهار صلابة موقفكم من الإرهاب، تحرجون فيه أطرافاً كثر، وتقولون للدولة إن السكوت عن الإرهاب ومداراته، ومسايرته هذا لا يرضي أهل البحرين، كانت فرصة لأن نسمع أن لكم موقفاً، وليس (من قالوا حوار.. قلتوا هي والله) من غير موقف ومن غير تعبير عن مشاعر ومعاناة الناس.
جمعيات رعاية الإرهاب، تحرض الشارع على الفوضى والإرهاب، وأنتم ترحبون بالحوار..!
أكبر مشكلة لأي حوار في البحرين، أن هناك طرفاً يملك عصا الإرهاب (التي تركتها الدولة في يده) والطرف الآخر يذهب إلى الحوار ولا يملك شيئاً سوى مطالب لا نعرفها..!
هذا لا يستوي على الطاولة، الكفتان ليستا في تساوٍ، وقلنا ذلك ذات مرة، وإذا كانت الكفتان ليستا في تساو، فإنه لا يوجد (توازن قوى) على الطاولة، والدولة تريد إرضاء طرف، ولا يعنيها الطرف الآخر، لأنه لا يملك أن يعطي الدولة شيئاً..!
رذاذ
ما تفعله الوفاق وبتوجيه من الولي الفقيه من استثارة القرى بمسيرات تنتهي بالإرهاب تطوف القرى للتحشيد للوصول إلى يوم 14 فبراير، وهذا يحدث أمام تفرج الدولة على ذلك، دون أي إجراء لوقف المهازل.
ما نطالبه من الإخوة في الداخلية أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يتصرفوا بحكمة وذكاء وقوة إن لزم الأمر، لكن لا نريد أن يسقط ضحايا هنا أو هناك، نريد إظهار الحزم لمن يتجاوز القانون دون ضحايا.
أتمنى أنكم تعلمتم من الدروس، ومن الذي عشنا ظروفه، أتمنى أنكم تقرؤون المشهد كما هو، وأن تتخذوا ما يلزم لحماية المجتمع من الفوضى والإرهاب والإخلال بالأمن.
{{ article.visit_count }}
إن كان هنا من مطلب مهم وأساسي لأهل البحرين، فإن هذا المطلب يتعلق بأمن المجتمع، الأمن للجميع، الأمن لكل الناس، هو مصدر الاستقرار، هو مصدر النماء، وصعود للاقتصاد، ونهضة حركة الأعمال بالبلد.
أمن المجتمع أين هو من طاولة الحوار، نعم نريد تحسين معيشة نريد زيادة في الرواتب، نريد زيادة للمتقاعدين، نريد قطع دابر الفساد، لكن كل ذلك لا يأتي قبل الأمن.
شغلتني فكرة حاولت كثيراً ألا أطرحها، أو أن أقول لا أود طرحها الآن، لكن لا مناص من ذاك؛ فقد أصبحت حديث الناس، ألا وهي إن كانت للدولة خيارات، وإن كانت هناك التزامات وضغوط وغيرها من الأمور التي نعرفها والتي لا نعرفها، فإن هذا خيار الدولة حين دعت للحوار وهذا من حقها، خاصة أن الدعوة للحوار فيها إحراج لطرف معين، هكذا ترى الدولة، لكن السؤال هنا: أين قرار الجمعيات الوطنية الأخرى؟
لماذا تدخلون الحوار دون شرط الأمن، ووقف الإرهاب، وإدانته؟
أعرف أن هناك من يتشفى ويضرب ائتلاف الجمعيات من خلال صحيفة بعينها، لكن بعض ما قيل صحيح، كيف تقبلون الدعوة للحوار بهذه السرعة، أنتم تمثلون الناس، ولا تمثلون السلطة التنفيذية.
كان على أقل تقدير أن توهمونا أنكم أخذتم وقتاً لتدارس الدعوة، وأن تعقدوا اجتماعاً، وأن يحدث تصويت على الأقل (شو) أمام الناس حتى نعرف أن هناك قراراً جماعياً اتخذ.
الدولة لها خياراتها وسياساتها، أنتم أين خياركم، لماذا لا تضغطون على الدولة، وعلى الطرف الذي يحرك الإرهاب في الشارع، بقولكم إننا لن نجلس على طاولة الحوار قبل أن يوقف الإرهاب، وحتى يعرف المجتمع الدولي أيضاً موقفكم وأن هناك إرهاباً بالبحرين يعيق الحوار.
أعتقد أن هناك أخطاء لا تتعلم منها قوى ائتلاف الجمعيات، أو تجمع الوحدة الذي أصبح كالشمعة التي تسيل منها قطرات وقطرات.
دعوة الدولة للحوار هو خيارها، وهو موقفها، وهو التزامها، هذا يخص الدولة، أنتم لماذا لا يكون لكم خياركم، وموقفكم، لماذا لا تُسمعون العالم صوت الناس من أن هناك إرهاباً يعيق الحوار في البحرين؟
هل ذاكرة ائتلاف الجمعيات ضعيفة، بالله عليكم هل أنتم تعبرون عن موقف الشارع؟
(والله يستر من اختياراتكم لطاولة الحوار، والله يستر من مواقفكم على الطاولة، والله يستر من مشروعكم في الحوار) هذا إن تم الحوار أصلاً.
كانت هناك فرصة قوية لإظهار صلابة موقفكم من الإرهاب، تحرجون فيه أطرافاً كثر، وتقولون للدولة إن السكوت عن الإرهاب ومداراته، ومسايرته هذا لا يرضي أهل البحرين، كانت فرصة لأن نسمع أن لكم موقفاً، وليس (من قالوا حوار.. قلتوا هي والله) من غير موقف ومن غير تعبير عن مشاعر ومعاناة الناس.
جمعيات رعاية الإرهاب، تحرض الشارع على الفوضى والإرهاب، وأنتم ترحبون بالحوار..!
أكبر مشكلة لأي حوار في البحرين، أن هناك طرفاً يملك عصا الإرهاب (التي تركتها الدولة في يده) والطرف الآخر يذهب إلى الحوار ولا يملك شيئاً سوى مطالب لا نعرفها..!
هذا لا يستوي على الطاولة، الكفتان ليستا في تساوٍ، وقلنا ذلك ذات مرة، وإذا كانت الكفتان ليستا في تساو، فإنه لا يوجد (توازن قوى) على الطاولة، والدولة تريد إرضاء طرف، ولا يعنيها الطرف الآخر، لأنه لا يملك أن يعطي الدولة شيئاً..!
رذاذ
ما تفعله الوفاق وبتوجيه من الولي الفقيه من استثارة القرى بمسيرات تنتهي بالإرهاب تطوف القرى للتحشيد للوصول إلى يوم 14 فبراير، وهذا يحدث أمام تفرج الدولة على ذلك، دون أي إجراء لوقف المهازل.
ما نطالبه من الإخوة في الداخلية أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يتصرفوا بحكمة وذكاء وقوة إن لزم الأمر، لكن لا نريد أن يسقط ضحايا هنا أو هناك، نريد إظهار الحزم لمن يتجاوز القانون دون ضحايا.
أتمنى أنكم تعلمتم من الدروس، ومن الذي عشنا ظروفه، أتمنى أنكم تقرؤون المشهد كما هو، وأن تتخذوا ما يلزم لحماية المجتمع من الفوضى والإرهاب والإخلال بالأمن.