كان يا مكان، وفي سالف العصر والزمان، رجل تغرب من دياره ليبحث عن قوت لأسرته التي رحل عنها وتركهم يصارعون الجوع والفقر في لهيب الحر وبرد الشتاء. تغرب وقدم إلى بلد اشتهر بطيبة أهله وكرمهم المعروف، بلد اشتهر بالأمن والأمان، ويمكن أن يؤمن ما يمكن هذا الرجل من أن يسد حاجته اليومية من الطعام، ولكن يفاجأ الرجل بأنه يرمى بين قضبان السجن، لاقترافه جرماً شنيعاً، جرماً لا يمكن أن يتصوره عقل بشري، جرماً تكاد تقشعر له الأبدان بسماعه، فقد حاول وغير آبه لعاقبة ما سيقوم به حين أراد أن يُسكِت صريخ أحشائه، وهي تتقطع من الجوع القاتل، فقد سولت له نفسه بأن يلتقط ثلاث ثمرات كنار من الأرض ويفكر أن يأكلهم، ولم يعلم بأن صاحب الشجرة التي وقعت منها الثلاث حبات الكنار سوف يمسكه في الجرم المشهود ويقدمه إلى العدالة لتأخذ مجراها، ويحكم على العامل بثلاثة أسابيع توقيف في النيابة العامة وفوقهم دينار!!!
لا، لا، لحظة، لحظة!!! إنها ليست قصة من سالف العصر والزمان، ذكرها الحكواتي أو الراوي لأبناء البلدة في ليالي الشتاء الطويلة، بل أحداثها حدثت في أيامنا الحالية، منذ أيام قليلة يعني في عام 2013 أي القرن الواحد والعشرين، وأبطالها ليست شخصيات من الخيال ولا تجري أحداثها في المدينة الفاضلة، وللأسف لم يظهر المارد المغوار من الفانوس السحري، ويقول للعامل الآسيوي: «شبيك لبيك أنا المارد الجني بين يديك».
فقد حصلت في بلدنا البحرين، والتي يحيطها البحر من جميع الجوانب، وهذا ما يعطي ميزة لأهلها بأن يكونوا طيبين وليسوا شديدين، والتي عرف أهلها بكرمهم، الذي يفيض مثل البحر، لضيوفها الذين يتغنون بكرم أهلها.
أعتقد بأننا لا نجد أجمل من تلك القصة التي يمكن أن نرويها لأطفالنا، ونُظهر لهم بشاعة أن يكون المرء بخيلاً وجشعاً، ويمنع الخير عن الآخرين، أي خير هذا، الخير الذي وقع من شجرة ليتسخ بغبار الأرض،
كل هذا بسبب الجوع الذي كان يلتهم أحشاء العامل الذي وجد هذه الكنارات أو الثمرات الثلاث نعمة لا يحسد عليها أبداً. فمع كل هذه الأحداث المؤلمة إلا أنني أنظر للأمر من ناحية إيجابية أخرى، فقد كانت فرصة لهذا العامل أن يحصل على 21 يوماً من الراحة في تلك الأيام الباردة التي مرت علينا، 21 يوماً ارتاح من الاستيقاظ باكراً، 21 يوماً استطاع أن يحصل على وجبات الفطور، والغداء، والعشاء، من دون مذلة أو تعب،21 يوماً تمكن من النوم على وسادة نظيفة إلى حد ما من دون أن يشاركه بها أحد، وهذا العامل الآسيوي أصبح مشهوراً، ولعل وعسى أهل الخير استطاعوا أن يقدموا له القليل الذي يمكن أن يسعده ويهون عليه عذابه، إلا أنني في الوقت نفسه لا أعرف ما هو سبب الحكم عليه بغرامة مالية قيمتها تكون ديناراً واحداً إضافة للتوقيف!! لعل وعسى هذا الدينار هو قيمة السماد التي وضعت لشجرة الكنار.
فلنعتبر أن ما ذكر هو النسخة الجديدة من قصص ألف ليلة وليلة، فذلك نضمن أن ذاكرتنا لن تنساها في الزمن القادم، ونستطيع أن نذكرها لأطفالنا وأحفادنا، لأنها قصة عايشناها وليست من الخيال نسجناها، وأبطالها هم أناس حقيقيون ليسوا من الفانوس السحري ظاهرين.
وصدق من قـــــــال:
ولا تظلــم ترى الحـــق بيانــــــــي
ودعوة الظالم على المظلوم مصيــــبة
تجرح شعوره بكلام مــا له معانــــي
وتضيمه جروحــــه تزايـــــد لهيــــبه
امسك طريقك ولا تصير عدواني
بأسباب ظلمك وجروح القلب عطيبة
{{ article.visit_count }}
لا، لا، لحظة، لحظة!!! إنها ليست قصة من سالف العصر والزمان، ذكرها الحكواتي أو الراوي لأبناء البلدة في ليالي الشتاء الطويلة، بل أحداثها حدثت في أيامنا الحالية، منذ أيام قليلة يعني في عام 2013 أي القرن الواحد والعشرين، وأبطالها ليست شخصيات من الخيال ولا تجري أحداثها في المدينة الفاضلة، وللأسف لم يظهر المارد المغوار من الفانوس السحري، ويقول للعامل الآسيوي: «شبيك لبيك أنا المارد الجني بين يديك».
فقد حصلت في بلدنا البحرين، والتي يحيطها البحر من جميع الجوانب، وهذا ما يعطي ميزة لأهلها بأن يكونوا طيبين وليسوا شديدين، والتي عرف أهلها بكرمهم، الذي يفيض مثل البحر، لضيوفها الذين يتغنون بكرم أهلها.
أعتقد بأننا لا نجد أجمل من تلك القصة التي يمكن أن نرويها لأطفالنا، ونُظهر لهم بشاعة أن يكون المرء بخيلاً وجشعاً، ويمنع الخير عن الآخرين، أي خير هذا، الخير الذي وقع من شجرة ليتسخ بغبار الأرض،
كل هذا بسبب الجوع الذي كان يلتهم أحشاء العامل الذي وجد هذه الكنارات أو الثمرات الثلاث نعمة لا يحسد عليها أبداً. فمع كل هذه الأحداث المؤلمة إلا أنني أنظر للأمر من ناحية إيجابية أخرى، فقد كانت فرصة لهذا العامل أن يحصل على 21 يوماً من الراحة في تلك الأيام الباردة التي مرت علينا، 21 يوماً ارتاح من الاستيقاظ باكراً، 21 يوماً استطاع أن يحصل على وجبات الفطور، والغداء، والعشاء، من دون مذلة أو تعب،21 يوماً تمكن من النوم على وسادة نظيفة إلى حد ما من دون أن يشاركه بها أحد، وهذا العامل الآسيوي أصبح مشهوراً، ولعل وعسى أهل الخير استطاعوا أن يقدموا له القليل الذي يمكن أن يسعده ويهون عليه عذابه، إلا أنني في الوقت نفسه لا أعرف ما هو سبب الحكم عليه بغرامة مالية قيمتها تكون ديناراً واحداً إضافة للتوقيف!! لعل وعسى هذا الدينار هو قيمة السماد التي وضعت لشجرة الكنار.
فلنعتبر أن ما ذكر هو النسخة الجديدة من قصص ألف ليلة وليلة، فذلك نضمن أن ذاكرتنا لن تنساها في الزمن القادم، ونستطيع أن نذكرها لأطفالنا وأحفادنا، لأنها قصة عايشناها وليست من الخيال نسجناها، وأبطالها هم أناس حقيقيون ليسوا من الفانوس السحري ظاهرين.
وصدق من قـــــــال:
ولا تظلــم ترى الحـــق بيانــــــــي
ودعوة الظالم على المظلوم مصيــــبة
تجرح شعوره بكلام مــا له معانــــي
وتضيمه جروحــــه تزايـــــد لهيــــبه
امسك طريقك ولا تصير عدواني
بأسباب ظلمك وجروح القلب عطيبة