في ليلة من ليالي يناير 1981، طاردني دب في غابة سكويا الوطنية «Sequoia National Park» شمال كاليفورنيا، ولم يكن خلاصي منه جراء اتباع صيحات رفاق الرحلة: «أقفز فوق سيارة، اقفز فوق أقرب سيارة أيها البدوي اللعين، Damn Bedouin». فقد قفز خلفي وكنت واقفاً على السقف، وهو على غطاء المحرك عندما دفعني الهلع أن أضغط على فلاش كاميرا كانت بيدي، فتراجع بعد ثالث أو عاشر مرة، فلم أكن أعد من الهلع، حيث استمرت حالة الصدمة لتحميني، من وقع تقريع حراس الغابة، بعد أن علموا من رفاقي أنني عاندتهم وتركت برميل القمامة المعدني الثقيل دون إغلاق، فجاء الدب على رائحة بقايا الشواء. لم يكن غلام مثلي قادم من «خيطان» في رحلة صيد للدببة! بل برفقة أربعة من زملائي البحارة للتخييم قرب شجرة الجنرال شيرمان «General Sherman Tree» أكبر شجرة في العالم. فقنص الدببة يبدأ بتتبع أثرها على الأرض، بصبر لا يجيده إلا صنف نادر من الصيادين، مزودين بشاحنة من التجهيزات والمعدات والأسلحة الخاصة، فالدب صيد خطر، يتحمل طلقات عدة قبل أن يموت، ولم تكن مطارداتي في الليل لجربوع أعمش في«بر مشرف» تأهيل كاف لأصبح صياد دببة.
وقبل فترة تم تتبع أثر أقدام دب روسي من قبل الفنلنديين - ألد أعداء الروس التاريخيين - وصادرت الجمارك في ميناء هلسنكي، قطع غيار دبابات مرسلة لسوريا، رغم حظر الاتحاد الأوروبي. ويؤكد سير الدب في هذا الاتجاه إعلان موسكو أنها قدمت أسلحة بقيمة مليار دولار لدمشق في عام2011 فقط. وما ذلك إلا استمرار لدعم بدأ في 1963 حين أقيم مركز لدعم الأسطول السوفيتي في ميناء طرطوس. وتعزز بعد توقف عقد كامل بإعادة الرئيس بوتين افتتاح القاعدة نفسها وعقد الصفقات وتقديم الخبراء وتجديد عتاد جيش بشار، كل ذلك لأسباب عدة أقواها أن موسكو تعتبر سوريا نافذتها على البحر المتوسط. لكن قيمة هذه النافذة أعمت موسكو عن تحليل نجاحات القوى المعارضة لنظام الأسد بشكل دقيق. فقد بدأ الجيش الحر في استهداف المطارات العسكرية وسيبدأ قريباً في استهداف المطارات المدنية. وتكتيك حرب الاستنزاف هذا رغم ملائمته مع مستجدات السياق الراهن إلا أنه يتطلب تحقيق أحد مبادئ الحرب، وهو متابعة المطاردة لاستثمار النصر، لكن المدد الروسي ينهمر بشكل يجعل من الصعب على الثوار إدامة التماس مع قوات الأسد للتفوق النوعي والعددي في سلاحها.
وبحكم المنطق الداخلي للأحداث، لابد من قتل الدب الروسي، فقد قادتنا آثاره إلى موانئ طرطوس، وبانياس واللاذقية، وحتى الموانئ غير الشرعية التي كانت خارج سلطة الدولة.
لابد من توجيه ضربات لقوات الأسد التي تحمي الموانئ، وتجنيد ضفادع بشرية منشقة عن قواته لبث سدود الألغام، التي لا يمكن الالتفاف حولها، وتحتاج إلى وقت طويل لكسحها، أو مد الشباك لمنع السفن من دخول الموانئ. وإن تعذر ذلك فعلى الثوار قصف الموانئ بالصواريخ والمدفعية و»الهاون»، إن لم يتوفر سواه لتدمير أو إعطاب السفن والمراسي والرافعات. ورغم صعوبة مقاومة الاستطراد في تفاصيل التعبئة البحرية المطلوبة من الثوار والأعمال الممكنة، إلا أننا نقول للثوار اجعلوا إغلاق الموانئ أولويتكم القادمة بعد معارك المطارات.
وفي الغرب يستخدم ناب الدب كتميمة لجلب الحظ، كما يعتقد آخرون أن الدب لا يهاجم إنساناً يضع قلادة فيها أنياب دب. وعليه فليس أمام الثوار السوريين إلا أمرين، إما قتل الدب الروسي بالهجوم المباشر على طرطوس وتعليق نابه كتميمة لإرعاب الأسد، أو إغلاق برميل القمامة في طرطوس، وبانياس، واللاذقية، وعدم تركها مفتوحة حتى لا يأتي الدب الروسي بحثاً عن فضلات، كما فعل دب طارد «غر» بدوي قبل أكثر من 30 عاماً.
المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
وقبل فترة تم تتبع أثر أقدام دب روسي من قبل الفنلنديين - ألد أعداء الروس التاريخيين - وصادرت الجمارك في ميناء هلسنكي، قطع غيار دبابات مرسلة لسوريا، رغم حظر الاتحاد الأوروبي. ويؤكد سير الدب في هذا الاتجاه إعلان موسكو أنها قدمت أسلحة بقيمة مليار دولار لدمشق في عام2011 فقط. وما ذلك إلا استمرار لدعم بدأ في 1963 حين أقيم مركز لدعم الأسطول السوفيتي في ميناء طرطوس. وتعزز بعد توقف عقد كامل بإعادة الرئيس بوتين افتتاح القاعدة نفسها وعقد الصفقات وتقديم الخبراء وتجديد عتاد جيش بشار، كل ذلك لأسباب عدة أقواها أن موسكو تعتبر سوريا نافذتها على البحر المتوسط. لكن قيمة هذه النافذة أعمت موسكو عن تحليل نجاحات القوى المعارضة لنظام الأسد بشكل دقيق. فقد بدأ الجيش الحر في استهداف المطارات العسكرية وسيبدأ قريباً في استهداف المطارات المدنية. وتكتيك حرب الاستنزاف هذا رغم ملائمته مع مستجدات السياق الراهن إلا أنه يتطلب تحقيق أحد مبادئ الحرب، وهو متابعة المطاردة لاستثمار النصر، لكن المدد الروسي ينهمر بشكل يجعل من الصعب على الثوار إدامة التماس مع قوات الأسد للتفوق النوعي والعددي في سلاحها.
وبحكم المنطق الداخلي للأحداث، لابد من قتل الدب الروسي، فقد قادتنا آثاره إلى موانئ طرطوس، وبانياس واللاذقية، وحتى الموانئ غير الشرعية التي كانت خارج سلطة الدولة.
لابد من توجيه ضربات لقوات الأسد التي تحمي الموانئ، وتجنيد ضفادع بشرية منشقة عن قواته لبث سدود الألغام، التي لا يمكن الالتفاف حولها، وتحتاج إلى وقت طويل لكسحها، أو مد الشباك لمنع السفن من دخول الموانئ. وإن تعذر ذلك فعلى الثوار قصف الموانئ بالصواريخ والمدفعية و»الهاون»، إن لم يتوفر سواه لتدمير أو إعطاب السفن والمراسي والرافعات. ورغم صعوبة مقاومة الاستطراد في تفاصيل التعبئة البحرية المطلوبة من الثوار والأعمال الممكنة، إلا أننا نقول للثوار اجعلوا إغلاق الموانئ أولويتكم القادمة بعد معارك المطارات.
وفي الغرب يستخدم ناب الدب كتميمة لجلب الحظ، كما يعتقد آخرون أن الدب لا يهاجم إنساناً يضع قلادة فيها أنياب دب. وعليه فليس أمام الثوار السوريين إلا أمرين، إما قتل الدب الروسي بالهجوم المباشر على طرطوس وتعليق نابه كتميمة لإرعاب الأسد، أو إغلاق برميل القمامة في طرطوس، وبانياس، واللاذقية، وعدم تركها مفتوحة حتى لا يأتي الدب الروسي بحثاً عن فضلات، كما فعل دب طارد «غر» بدوي قبل أكثر من 30 عاماً.
المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج