من المؤكد أن عرب 1973 وحتى عرب النكبة كذلك، كانوا أكثر وعياً وأكثر حماسة بالقضية الفلسطينية من عرب اليوم، فعلى الرغم من ضعف مستوى التعليم آنذاك، وضعف الوسائل الإعلامية في الوصول إلى الحقيقة، إلا أن العرب كانوا يتمتعون بحس قومي كبير، أهلهم بأن يناصروا القضية الفلسطينية الكبرى، فكانت فلسطين هي محور القضايا العربية، ولم يغفل العرب حينها من جعلها القضية رقم واحد من بين كل قضاياهم المصيرية الأخرى.
كانت هناك حركات تحررِية صريحة، وحدثت انقلابات عدة في الوطن العربي، وانتهى عهد الانتداب ورحل الاستعمار بخيره وشره، لكن كان ذلك الأمر الراقي، حين تمسك العرب بالقضية الفلسطينية، وحين كان العرب يجلسون في المقاهي والأندية يستمعون لصوت السيدة أم كلثوم، وصوت فيروز وهي تغني «زهرة المدائن»، وعند الظهر يخرجون غاضبين في كل الشوارع العربية.
كانت العواصم العربية منذ النكبة، وبعدها وقبل كامب ديفيد، وقبل كل معاهدات السلام المخزية، تنتفض عن بكرة أبيها مع كل قذيفة تسقط على الجولان، أو على القدس المحتلة، أو على أي تراب فلسطيني آخر، لأن القضية كانت واحدة، والألم واحد، والمصير مشترك. اليوم ومع دخول المشروع الصهيوني محاذياً مع بعض المشاريع العربية الفاشلة في صفقات خاسرة، حرمت الكثير من الدول والشعوب العربية على نفسها أن تتحدث عن فلسطين، لأنها لم تعد القضية المركزية بين القضايا العربية المصيرية، كما كان بالأمس.
لم يعد يهتم العرب ولا القوميون العرب ومعهم غالبية التيارات الإسلامية وكذلك كل الدول العربية بفلسطين، فالقوميون يئسوا حتى من أنفسهم، والإسلاميون اكتفوا بالأناشيد الإسلامية الرتيبة المملة الباردة، وبتوزيع المنشورات والملصقات في المساجد وفوق السيارات، في الوقت الذي تئن كل المدن الفلسطينية تحت نيران وقصف العدو الصهيوني الغاصب وحصاره.
إن العرب الجدد، ليس لهم من هم سوى أن يعيشوا ويأكلوا ويشربوا، أما الحلم العربي فإنه أصبح أغنية تغنى في الفنادق الفخمة، وحين لم يعد للحلم قيمة، نعت كل أغانينا الضمير العربي.
هذا ما تريده إسرائيل وأمريكا وكل الغرب، وهو أن تكون القضية الفلسطينية نسياً منسياً، وأن ينشغل العرب بأنفسهم، وأن يلهو المسلمون بعقائدهم ونزاعاتهم المذهبية والطائفية بصورة مقززة وهابطة، أما بالنسبة لشباب هذا الجيل من العرب، فإنهم إما أن يكونوا غارقين في لهو الغيبوبة الإفرنجية، أو ملتحين يتصارعون فيما بينهم على الهوية.
المشهد العربي الحالي ليس مطمئناً على الإطلاق، فلم تكن فلسطين بحاجة للنسيان، حتى يأتي الربيع العربي الذي أنهى على كل الآمال الفلسطينية، فلم تعد هنالك مساحة في الذاكرة، ولا في الحاضر، فضلاً عن المستقبل العربي لفلسطين، لأن ذاكرتنا الهشة اليوم، امتلأت «عهرا» أخلاقياً من الوزن الثقيل، أجلت الحديث عن القدس، وباتت أغنية فيروز محظورة في قنوات الرقص والمجون والكذب من المحيط إلى الخليج... فلك الله يا فلسطين.
كانت هناك حركات تحررِية صريحة، وحدثت انقلابات عدة في الوطن العربي، وانتهى عهد الانتداب ورحل الاستعمار بخيره وشره، لكن كان ذلك الأمر الراقي، حين تمسك العرب بالقضية الفلسطينية، وحين كان العرب يجلسون في المقاهي والأندية يستمعون لصوت السيدة أم كلثوم، وصوت فيروز وهي تغني «زهرة المدائن»، وعند الظهر يخرجون غاضبين في كل الشوارع العربية.
كانت العواصم العربية منذ النكبة، وبعدها وقبل كامب ديفيد، وقبل كل معاهدات السلام المخزية، تنتفض عن بكرة أبيها مع كل قذيفة تسقط على الجولان، أو على القدس المحتلة، أو على أي تراب فلسطيني آخر، لأن القضية كانت واحدة، والألم واحد، والمصير مشترك. اليوم ومع دخول المشروع الصهيوني محاذياً مع بعض المشاريع العربية الفاشلة في صفقات خاسرة، حرمت الكثير من الدول والشعوب العربية على نفسها أن تتحدث عن فلسطين، لأنها لم تعد القضية المركزية بين القضايا العربية المصيرية، كما كان بالأمس.
لم يعد يهتم العرب ولا القوميون العرب ومعهم غالبية التيارات الإسلامية وكذلك كل الدول العربية بفلسطين، فالقوميون يئسوا حتى من أنفسهم، والإسلاميون اكتفوا بالأناشيد الإسلامية الرتيبة المملة الباردة، وبتوزيع المنشورات والملصقات في المساجد وفوق السيارات، في الوقت الذي تئن كل المدن الفلسطينية تحت نيران وقصف العدو الصهيوني الغاصب وحصاره.
إن العرب الجدد، ليس لهم من هم سوى أن يعيشوا ويأكلوا ويشربوا، أما الحلم العربي فإنه أصبح أغنية تغنى في الفنادق الفخمة، وحين لم يعد للحلم قيمة، نعت كل أغانينا الضمير العربي.
هذا ما تريده إسرائيل وأمريكا وكل الغرب، وهو أن تكون القضية الفلسطينية نسياً منسياً، وأن ينشغل العرب بأنفسهم، وأن يلهو المسلمون بعقائدهم ونزاعاتهم المذهبية والطائفية بصورة مقززة وهابطة، أما بالنسبة لشباب هذا الجيل من العرب، فإنهم إما أن يكونوا غارقين في لهو الغيبوبة الإفرنجية، أو ملتحين يتصارعون فيما بينهم على الهوية.
المشهد العربي الحالي ليس مطمئناً على الإطلاق، فلم تكن فلسطين بحاجة للنسيان، حتى يأتي الربيع العربي الذي أنهى على كل الآمال الفلسطينية، فلم تعد هنالك مساحة في الذاكرة، ولا في الحاضر، فضلاً عن المستقبل العربي لفلسطين، لأن ذاكرتنا الهشة اليوم، امتلأت «عهرا» أخلاقياً من الوزن الثقيل، أجلت الحديث عن القدس، وباتت أغنية فيروز محظورة في قنوات الرقص والمجون والكذب من المحيط إلى الخليج... فلك الله يا فلسطين.