الأسبوع قبل الماضي الذي انتهى بتصريحات لمسؤولين إيرانيين اعتمدت «لو» في تهديداتها للبحرين، فقال من قال منهم إنه «لو كنا نريد التدخل في البحرين لتغيرت الأحوال، وما حصل فيها ما حصل»، و«لو كنا نريد صنع قنبلة نووية لما تمكنت أمريكا من منعنا»، عززته إيران بتصريحين آخرين مثيرين ولافتين، بل مضحكين انتشرا الأسبوع الماضي، التصريح الأول كان عن امتلاكها وثائق تؤكد سعي بعض دول الجوار «من دول الخليج «للإساءة إليها بدعم المعارضة وتنفيذ عمليات إرهابية في إيران»، والثاني ادعت فيه أن «القطب الجنوبي من حقها وأنها ستطالب بجزء منه»!، ولعل الأنسب البدء بالثاني، كونه أكثر إثارة. فقد قال نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري في حديث نقلته وكالة فارس القريبة من الحرس الثوري: «يحق لإيران أن تطالب بالسيادة على جزء من القطب الجنوبي»، مستدلاً على ذلك إلى كون بلاده تمتلك ساحلاً طويلاً على بحر عمان المتصل عبر بحر العرب بالمحيط الهندي، وبالتالي مرتبط بالمياه الدولية التي تصل هي الأخرى إلى القطب الجنوبي، معتبراً أنه من منطلق هذه الشواطئ نتصل بالمياه الحرة، ولا توجد أية يابسة تحول بيننا وبين القطب الجنوبي، وعليه بإمكاننا طبقاً للقوانين الدولية أن نطالب بالسيادة على قسم من القطب الجنوبي»، كما ذكرت «العربية نت». أما التصريح الأول، فكان على لسان العميد باكبور حيث قال في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء الماضي فيما يخص الدعم الذي تتلقاه ما أطلق عليها صفة «الزمر الإرهابية» في جنوب شرق إيران من قبل أجهزة استخبارات أجنبية، «للأسف إن بعض الدول الجارة تلعب دوراً في مسار تنظيم الإرهابيين، حيث نمتلك وثائق في هذا الصدد، وقد اعترف بعض الإرهابيين بهذا الأمر خلال التحقيق معهم». وأضاف أن «بعض دول الخليج تزود هؤلاء الإرهابيين بالمال والمعدات للقيام بأعمال إرهابية، وبطبيعة الحال فإن هذه الزمر مدعومة من قبل أجهزة استخبارات دولية» . تصريحان مثيران للسخرية بل للشفقة، حيث المقصود منهما واضح وضوح الشمس، فتصريح حق إيران في القطب الجنوبي أريد منه إبعاد أنظار العالم عن اتهامات البحرين لها بالتحضير لأعمال إرهابية تنفذ في البحرين كانت وزارة الداخلية قد أعلنت عنها في مؤتمر صحافي، ولا بأس لو ضحك العالم قليلاً وسخر من إيران ووصفها بالجنون. فالأهم هو إبعاده عن دائرة الضوء، تلك التي ركزت على جانب من الأفعال المشينة لهذه الجارة الضارة، أما التصريح المتعلق بكشف «زمرة إرهابية مدعومة مالياً ولوجستياً من بعض دول الخليج»، فهو رد فعل انفعالي وغير مدروس على اتهامات البحرين لها، وبيان تفاصيل تؤكد تورط إيران في التخطيط لعمل انقلاب في البحرين. يعني «وحدة مقابل وحدة»، ستتهمني.. سأتهمك، ستفضحني.. سأسحب انتباه دول العالم إلى قصة مثيرة يلهون بها، ولا بأس لو ضحكوا وسخروا مني، فالأهم هو إبعادهم عن الموضوع الفضيحة. هكذا هو تفكير إيران الجارة التي كذبت على نفسها كثيراً، حتى صدقت كذبها وتريد أن «تدخل عصها في كل ما لا يخصها»، وليس أدل على هذه الحقيقة، سوى ما تقوم به اليوم في سوريا والعراق ولبنان.في السابق كنا نضحك من مقولة «بحرين مال مو»، لكننا لم نتوقع أن يأتي يوم تقول فيه «القطب الجنوبي مال مو»! ولا ندري إن كان سيأتي يوم تقول فيه «المريخ والمشتري وبلوتو مال مو»، ولو أن هذا ليس بمستبعد خصوصاً بعد إرسال قرد إلى الفضاء بغرض الاستكشاف وإجراء بعض التجارب «العلمية»!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90