اليوم الخميس الرابع عشر من مارس يعتزم البعض تنفيذ إضراب عام مشابه للإضراب الذي تم تنفيذه في الرابع عشر من فبراير الماضي، والذي لم تتم الاستجابة له كما كان يتوقع الداعون إليه، فلم ينجح ولم تتحقق الأهداف التي تم تحديدها له، ويبدو أن من دعوا إلى الإضراب أدركوا هذه الحقيقة فقرروا أن يتحدوا أنفسهم ويدعوا إلى إنتاج نسخة أخرى منه حيث تم التمهيد لهذا اليوم بسلسلة من «العمليات» التي تسببت في تعطيل حياة المواطنين والمقيمين فتم قطع شوارع رئيسة، وطرقات وإشعال إطارات السيارات فيها، ودخلوا في مواجهات مع رجال الأمن في العديد من المواقع، ولم يترددوا في رميهم بزجاجات المولوتوف الحارقة.
المتوقع اليوم أن يكرر المستجيبون للدعوة إلى الإضراب ما فعلوه في المرات الماضية، فيضعوا الحواجز في الطرقات، بهدف تعطيل الموظفين والطلاب، وإعاقتهم كي لا يصلوا إلى مقار أعمالهم ومدارسهم أو يصلوا متأخرين على الأقل، ليقال إن الإضراب نجح وأن الوزارات والمدارس خلت من الموظفين والطلاب، وبالتأكيد لن يترددوا في إشاعة الأخبار المثيرة بغية تخويف أولياء الأمور كي لا يرسلوا أبناءهم إلى المدارس.
لكن ما هو دور الحكومة في هذا اليوم؟ الأكيد أنها لن تترك الحبل على الغارب، وستبذل كل الممكن كي توفر الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين، وتفسد على أولئك الذين لم يعودوا مهتمين بما قد يجري على الناس. ستؤمن الشوارع الرئيسة وتمنع التجمعات وتمنعهم من الوقوف في طريق الموظفين والطلاب، ولن تتردد في معاقبة كل من سيحاول أن يفسد الإيقاع الطبيعي لهذا اليوم ويكدر الصفو العام فهذا دورها وواجبها.
المتضررون من مثل هذه الفعاليات يرون أن اليوم هو يوم الحكومة كي تمنع التجاوزات، وكي تثبت قدراتها أكثر وأكثر، وتؤكد للجميع أن ما يجري هو من صنيع ثلة لم يعد يهمها أمن الناس، بل لم تعد تعرف ماذا تريد خصوصاً وقد بدأت الجمعيات السياسية التي ظلت توفر لها الغطاء الشرعي طويلاً تنفض عنها وتتبرأ من أعمالها بعدما اختارت طريق العقل.. وإن على استحياء!
المواطنون الذين ضاقوا ذرعاً بتلك التصرفات المراهقة صاروا ينظرون إلى الحكومة على أنها الملاذ من كل الذي يحدث لهم ويفسد عليهم أيامهم، هؤلاء يطالبون الحكومة أن تضرب بيد من حديد وألا تتهاون في مثل هذا الأمر حيث طريق العقل والحكمة الذي اتبعته في السابق تم فهمه بشكل خاطئ، وإلا لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.
المشكلة ليست في الإضراب، فالإضراب وسيلة حضارية ينفذ في وقت محدد ويشارك فيه الناس بإرادتهم ليوصلوا مطالبهم إلى من بيده القرار والسلطة ويحققوا مكاسب محددة، المشكلة في أن الداعين إلى توظيف هذه الوسيلة الحضارية لهم مآرب أخرى، أساسها خلق حالة من الفوضى وإيجاد سبب لحدوث مواجهات مع رجال الأمن والتسبب في سقوط ضحايا، وإلا لما سعوا إلى إرغام الناس على المشاركة فيه بقطع السبل أمامهم كي لا يتمكنوا من التوجه إلى أعمالهم ومدارسهم، ولما قاموا بشحن البسطاء طوال الأسبوعين الأخيرين وتعكير صفو الحياة بإشعال النيران في إطارات السيارات وغيرها ودفعهم إلى مواجهات مع رجال الأمن في العديد من القرى في أوقات مختلفة من الليل والنهار.
اليوم هو يوم الحكومة، عليها أن تتصرف بما يتيحه لها القانون فتمنع كل من يحاول أن يجبر أصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم والأسواق، أو يحاول ربط الشوارع والطرقات وبوابات المدارس بالسلاسل الحديدية، وما إلى ذلك من أساليب تم تنفيذها في الإضراب السابق من القيام بمثل هذه الأفعال، كما إن على الداعين للإضراب أن يدركوا أن المواطنين ليسوا بيادق يتم تحريكهم كيف ما يشاءون ويضحون بهم في أي وقت.
{{ article.visit_count }}
المتوقع اليوم أن يكرر المستجيبون للدعوة إلى الإضراب ما فعلوه في المرات الماضية، فيضعوا الحواجز في الطرقات، بهدف تعطيل الموظفين والطلاب، وإعاقتهم كي لا يصلوا إلى مقار أعمالهم ومدارسهم أو يصلوا متأخرين على الأقل، ليقال إن الإضراب نجح وأن الوزارات والمدارس خلت من الموظفين والطلاب، وبالتأكيد لن يترددوا في إشاعة الأخبار المثيرة بغية تخويف أولياء الأمور كي لا يرسلوا أبناءهم إلى المدارس.
لكن ما هو دور الحكومة في هذا اليوم؟ الأكيد أنها لن تترك الحبل على الغارب، وستبذل كل الممكن كي توفر الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين، وتفسد على أولئك الذين لم يعودوا مهتمين بما قد يجري على الناس. ستؤمن الشوارع الرئيسة وتمنع التجمعات وتمنعهم من الوقوف في طريق الموظفين والطلاب، ولن تتردد في معاقبة كل من سيحاول أن يفسد الإيقاع الطبيعي لهذا اليوم ويكدر الصفو العام فهذا دورها وواجبها.
المتضررون من مثل هذه الفعاليات يرون أن اليوم هو يوم الحكومة كي تمنع التجاوزات، وكي تثبت قدراتها أكثر وأكثر، وتؤكد للجميع أن ما يجري هو من صنيع ثلة لم يعد يهمها أمن الناس، بل لم تعد تعرف ماذا تريد خصوصاً وقد بدأت الجمعيات السياسية التي ظلت توفر لها الغطاء الشرعي طويلاً تنفض عنها وتتبرأ من أعمالها بعدما اختارت طريق العقل.. وإن على استحياء!
المواطنون الذين ضاقوا ذرعاً بتلك التصرفات المراهقة صاروا ينظرون إلى الحكومة على أنها الملاذ من كل الذي يحدث لهم ويفسد عليهم أيامهم، هؤلاء يطالبون الحكومة أن تضرب بيد من حديد وألا تتهاون في مثل هذا الأمر حيث طريق العقل والحكمة الذي اتبعته في السابق تم فهمه بشكل خاطئ، وإلا لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.
المشكلة ليست في الإضراب، فالإضراب وسيلة حضارية ينفذ في وقت محدد ويشارك فيه الناس بإرادتهم ليوصلوا مطالبهم إلى من بيده القرار والسلطة ويحققوا مكاسب محددة، المشكلة في أن الداعين إلى توظيف هذه الوسيلة الحضارية لهم مآرب أخرى، أساسها خلق حالة من الفوضى وإيجاد سبب لحدوث مواجهات مع رجال الأمن والتسبب في سقوط ضحايا، وإلا لما سعوا إلى إرغام الناس على المشاركة فيه بقطع السبل أمامهم كي لا يتمكنوا من التوجه إلى أعمالهم ومدارسهم، ولما قاموا بشحن البسطاء طوال الأسبوعين الأخيرين وتعكير صفو الحياة بإشعال النيران في إطارات السيارات وغيرها ودفعهم إلى مواجهات مع رجال الأمن في العديد من القرى في أوقات مختلفة من الليل والنهار.
اليوم هو يوم الحكومة، عليها أن تتصرف بما يتيحه لها القانون فتمنع كل من يحاول أن يجبر أصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم والأسواق، أو يحاول ربط الشوارع والطرقات وبوابات المدارس بالسلاسل الحديدية، وما إلى ذلك من أساليب تم تنفيذها في الإضراب السابق من القيام بمثل هذه الأفعال، كما إن على الداعين للإضراب أن يدركوا أن المواطنين ليسوا بيادق يتم تحريكهم كيف ما يشاءون ويضحون بهم في أي وقت.