لم أكن أعلم أن المشاركة في الجهاد ضد إسرائيل يمكن أن تكون بمثل السهولة التي مارسها أحد النواب الأسبوع الماضي، ذلك أن حرق علم إسرائيل أو علم أي دولة في العالم أو حتى شركة لا يحتاج إلا لعود كبريت واحد، لكن هذا الفعل للأسف الشديد لا يأتي بنصر، فالنصر فيما يخص فلسطين يصنع هناك.. في فلسطين نفسها، حيث المعارك وحيث القصف وحيث الثبات. البطولة فيما يخص فلسطين والقضية الفلسطينية لا تكون بحرق علم إسرائيل أو أميركا أو بريطانيا أو فرنسا، فالعمل الرجولي البطولي لا يصنع هنا ولا يصنع بحرق علم إسرائيل.
بإمكان أي واحد منا أن يقوم بالفعل نفسه، نشتري علم إسرائيل أو ربما نطلب من أحدهم خياطته مجاناً ونقوم بحرقه بعود كبريت واحد في أي مكان وننشر ما قمنا به على اليوتيوب، ونقول بكل شجاعة وفخر إننا شاركنا في دعم إخواننا الفلسطينيين، وشاركنا في توصيل مظلوميتهم إلى العالم وبرّأنا ذمتنا تجاه رب العالمين!
ليس هذا ما تريده فلسطين منا، فلسطين لا تتحرر بحرق علم إسرائيل، لا في مجلس النواب ولا في أي مكان، فلسطين تتحرر بالرجال الذين يحملون السلاح القاهر لإسرائيل، وهذا هو دور الفلسطينيين بالدرجة الأولى، أصحاب الأرض، أما نحن فدورنا يكمن في إمدادهم بالمال وبتشجيعهم وبالدفاع عنهم بالكلمة الصادقة وببيان ما يلاقونه من ظلم على أيدي الإسرائيليين، وغير هذا من أعمال ليس بينها أبداً حرق علم إسرائيل (الذي لا فائدة منه ولا معنى ولا يجذب البطولة لفاعله)، ففعل مثل هذا لا يفسر إلا أن صاحبه يريد لفت الانتباه إلى شخصه هو لا إلى فلسطين ولا إلى القضية الفلسطينية ولا إلى مظلومية الفلسطينيين، وإن لم يكن يقصد ذلك وكان صادق النية.
بصراحة ما حدث في مجلس النواب قبل بدء جلسة الأسبوع الماضي أمر «يفشّل»، فليس هذا هو دور النائب -أيّاً كان- وليس هذا هو دور المجلس، نعم كان يمكن أن يكون الأمر مؤثراً ولافتاً لو أن النائب المحترم -وحده أو كان معه آخرون- أعلن في بدء الجلسة أنه سيتبرع مثلاً براتبه لمدة سنة كاملة لفلسطين، أو أنه وقف أمام بوابة مجلس النواب وأشعل النار في نفسه كما فعل البوعزيزي الذي بفعله لفت انتباه العالم إلى ما كان يعانيه التونسيون في عهد الرئيس بن علي وتسبب في إشعال الثورة هناك. لو فعل النائب مثل ذاك الأمر أو هذا لدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ولكان بالإمكان أن يكون لفعله وزناً، كما فعل آخرون من الأكراد الذين تمكنوا من لفت انتباه العالم إلى قضيتهم بقيام بعضهم بحرق أنفسهم أمام الكاميرات في لندن، لكن مجرد حرق علم في قاعة مجلس النواب لا تأثير له أبداً، ولا يمكن أن يقال عنه سوى أن فاعله يبحث عن بطولة زائفة، وأن ما قام به مجرد «حركة استعراضية وسينمائية»، كما وصفها زميله النائب أحمد الساعاتي.
بالتأكيد يمكن تفهّم الحالة النفسية التي صار فيها الجميع -والنائب أحدهم- بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، فأن يشاهد المرء أهله في فلسطين وهم يقصفون يومياً ويتم عرض جثث الأطفال والنساء والشباب عبر الفضائيات أمر لا شك يؤدي إلى الدخول في حالة نفسية صعبة، تجعله يتمنى لو أنه يستطيع فعل شيء يعيد به التوازن إلى نفسه، لكن كل هذا لا يؤدي إلى أن يختار المرء سلوكاً كالذي سلكه النائب المحترم.
بالمناسبة؛ حرق علم إسرائيل لا يحتاج إلى بنزين ولا كيروسين يتم «تهريبه» إلى مبنى المجلس!
بإمكان أي واحد منا أن يقوم بالفعل نفسه، نشتري علم إسرائيل أو ربما نطلب من أحدهم خياطته مجاناً ونقوم بحرقه بعود كبريت واحد في أي مكان وننشر ما قمنا به على اليوتيوب، ونقول بكل شجاعة وفخر إننا شاركنا في دعم إخواننا الفلسطينيين، وشاركنا في توصيل مظلوميتهم إلى العالم وبرّأنا ذمتنا تجاه رب العالمين!
ليس هذا ما تريده فلسطين منا، فلسطين لا تتحرر بحرق علم إسرائيل، لا في مجلس النواب ولا في أي مكان، فلسطين تتحرر بالرجال الذين يحملون السلاح القاهر لإسرائيل، وهذا هو دور الفلسطينيين بالدرجة الأولى، أصحاب الأرض، أما نحن فدورنا يكمن في إمدادهم بالمال وبتشجيعهم وبالدفاع عنهم بالكلمة الصادقة وببيان ما يلاقونه من ظلم على أيدي الإسرائيليين، وغير هذا من أعمال ليس بينها أبداً حرق علم إسرائيل (الذي لا فائدة منه ولا معنى ولا يجذب البطولة لفاعله)، ففعل مثل هذا لا يفسر إلا أن صاحبه يريد لفت الانتباه إلى شخصه هو لا إلى فلسطين ولا إلى القضية الفلسطينية ولا إلى مظلومية الفلسطينيين، وإن لم يكن يقصد ذلك وكان صادق النية.
بصراحة ما حدث في مجلس النواب قبل بدء جلسة الأسبوع الماضي أمر «يفشّل»، فليس هذا هو دور النائب -أيّاً كان- وليس هذا هو دور المجلس، نعم كان يمكن أن يكون الأمر مؤثراً ولافتاً لو أن النائب المحترم -وحده أو كان معه آخرون- أعلن في بدء الجلسة أنه سيتبرع مثلاً براتبه لمدة سنة كاملة لفلسطين، أو أنه وقف أمام بوابة مجلس النواب وأشعل النار في نفسه كما فعل البوعزيزي الذي بفعله لفت انتباه العالم إلى ما كان يعانيه التونسيون في عهد الرئيس بن علي وتسبب في إشعال الثورة هناك. لو فعل النائب مثل ذاك الأمر أو هذا لدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ولكان بالإمكان أن يكون لفعله وزناً، كما فعل آخرون من الأكراد الذين تمكنوا من لفت انتباه العالم إلى قضيتهم بقيام بعضهم بحرق أنفسهم أمام الكاميرات في لندن، لكن مجرد حرق علم في قاعة مجلس النواب لا تأثير له أبداً، ولا يمكن أن يقال عنه سوى أن فاعله يبحث عن بطولة زائفة، وأن ما قام به مجرد «حركة استعراضية وسينمائية»، كما وصفها زميله النائب أحمد الساعاتي.
بالتأكيد يمكن تفهّم الحالة النفسية التي صار فيها الجميع -والنائب أحدهم- بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، فأن يشاهد المرء أهله في فلسطين وهم يقصفون يومياً ويتم عرض جثث الأطفال والنساء والشباب عبر الفضائيات أمر لا شك يؤدي إلى الدخول في حالة نفسية صعبة، تجعله يتمنى لو أنه يستطيع فعل شيء يعيد به التوازن إلى نفسه، لكن كل هذا لا يؤدي إلى أن يختار المرء سلوكاً كالذي سلكه النائب المحترم.
بالمناسبة؛ حرق علم إسرائيل لا يحتاج إلى بنزين ولا كيروسين يتم «تهريبه» إلى مبنى المجلس!