حاولت قدر الإمكان أن أضع صور ومشاهد الأطفال في مخيم الزعتري بعيداً عن مخيلتي لكني فشلت، صورهم أمام عينيّ، وهتافاتهم كأني أسمعها الآن.
كلام الأطفال الصغار أكبر من سنهم؛ كأن الحرب عليهم وتشريدهم زادتهم فكراً ومعرفة وانكشف أمامهم الأفق، هم في الخيام وفي الصحراء والبرد قارس، والطعام يفرض عليهم، ما يأكلونه هو ما يقدم إليهم، كما إن العلاج متوفر بقدر يسير، إلا أن للأطفال إرادة غريبة،
تجمعوا أمام البوابة وكأنهم في مسيرة أو تظاهرة، أخذوا يهتفون هتافات الثورة السورية، بصوت واحد وكأن هناك من دربهم، إرادة غريبة عجيبة تجعلك تقول في نفسك إن كان هؤلاء أبناء وأحفاد الجيش الحر فإن النصر قادم بإذن الله.
كان من ضمن الوفد الإعلامي الذي زار مخيم الزعتري لافتتاح مشروع المجمع العلمي لمملكة البحرين المذيعة عُلا من قناة (إم بي سي)، تجمع حولها الكثير من الأطفال وكانوا ينادونها باسمها.
أحد الأطفال استوقف عُلا قائلاً لها: «أستاذة علا إحنا بنعرفك.. حنا بنعرفك، إحنا كان عدنا تلفزيون، وكنا نشاهدك في إم بي سي، صحيح أنا بالمخيم لكن كان عدنا بيت وكان عدنا تلفزيون، لا تشوفي حالنا الآن، لا إحنا كان عدنا بيت قبل لا يقصف، وأنا كان عندي آيباد كمان».
كلام مؤثر جداً، نال ممن سمع هذا الكلام من الطفل، المشاهد لا تنتهي، فقد تحدث الزملاء مع طفلة صغيرة في المدرسة، كانت آية في الجمال، فقالت للزملاء (وصورها موجودة لديهم) أنا «مصابة بشظيتين، واحدة في إيدي، والثانية برأسي»، فأخرجت لهم يدها وهي فخورة أنها مصابة بشظية، ثم أزاحت شعرها من الأمام، وإذا بمنتصف الرأس من غير شعر بسبب الشظية.
البعض ربما لا يدرك أهمية بناء مدارس لهؤلاء الصغار، لكن أحد موظفي اليونيسيف قال إن الأطفال في المخيم كانوا يشكلون لنا أزمة، البعض قد تيتم وليس لديه أب أو أم، والبعض الآخر يذهب والداها ليعملا أي عمل أو يصطفا لأخذ المعونات، ويبقى الأطفال من غير راع لهم، لكن المدرسة التي بنتها البحرين بأمر جلالة الملك حمد أخذت نسبة كبيرة من الأطفال إلى مقاعد الدراسة التي يجب أن يكون عليها الأطفال.
حين يكون الطفل متعلماً فإنه سيكبر ويدرس بالجامعة ويخدم نفسه وأسرته، العلم هو سلاح العصر، وقد قال سمو الشيخ ناصر بن حمد للصحافيين إن ما تقوم به المؤسسة الخيرية الملكية من أعمال تصب في اتجاه التعليم والصحة وتنمية الإنسان سواء في غزة أو في الأردن أو تركيا أو الصومال، وقد قال سمو الشيخ ناصر نحن بدل أن نعطي المحتاج سمكة نعلمه الصيد.
أغلب المشاريع في قطاع غزة كانت بأموال شعب البحرين الذين تبرعوا في الحملة الوطنية لنصرة غزة، وهذا أيضاً شيء جميل جداً، فقد شاهدنا المشاريع على الأرض مدرسة (وهي الأكبر في غزة) ومستشفى كان يعالج 1000 مريض يومياً خلال الحرب الأخيرة، ومصنع أطراف صناعية، ومكتبة متطورة وإلكترونية، كلها مشاريع ساهم فيها أهل البحرين، وجلالة الملك الذي زاد بمبالغ مماثلة من عنده.
صحيح البحرين صغيرة، وعدد شعبها صغير، إلا أن ما تقوم به المؤسسة الخيرية الملكية بتوجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد وتنفيذ الدكتور مصطفى السيد يعتبر إنجازاً بكل معنى الكلمة، فكل بناء يخدم الإنسان في بلداننا العربية والإسلامية هو عمل خير باسم أهل البحرين.
الكثير منا هنا متذمر، ويحق لنا أن نطالب بمعيشة أفضل، لكن والله ما شاهدناه في مخيم الزعتري من مآسٍ يجعلنا نقول، إن نعمة الأمن لا تضاهيها نعمة، أو كما قال أحد النازحين السوريين في المخيم، «خذوا كل إشي منا ورجعولي بيتي في مدينتي»، الأمن والسكن هما أهم ما يحتاجه الإنسان.
من يتلاعب بالأمن اليوم بالبحرين ويريد أن يدخل البلد في الفوضى بتوجيه إيراني ودعم أمريكي، خذوه ليبات ليلة واحدة في مخيم بالصحراء وسط برد قارس جداً، ليعلم فقط معنى الأمن، ومعنى الوطن، ومعنى أن تبات بين أهلك تنعم بالخير والأمن.
حين يبني جلالة الملك مدرسة لشعب مشرد ونازح وفي أمس الحاجة للعون والمساعدة، فإن هذا يظهر أن هناك قائداً يزرع الأمل للمستقبل ويفكر ماذا يمكن أن أقدم لأهلنا في سوريا، بينما هناك مجرم يقتل شعبه كل يوم ويشردهم في أصقاع الأرض، يقتل الناس جميعاً ليبقى هو يحكم البلد..!
كلام الأطفال الصغار أكبر من سنهم؛ كأن الحرب عليهم وتشريدهم زادتهم فكراً ومعرفة وانكشف أمامهم الأفق، هم في الخيام وفي الصحراء والبرد قارس، والطعام يفرض عليهم، ما يأكلونه هو ما يقدم إليهم، كما إن العلاج متوفر بقدر يسير، إلا أن للأطفال إرادة غريبة،
تجمعوا أمام البوابة وكأنهم في مسيرة أو تظاهرة، أخذوا يهتفون هتافات الثورة السورية، بصوت واحد وكأن هناك من دربهم، إرادة غريبة عجيبة تجعلك تقول في نفسك إن كان هؤلاء أبناء وأحفاد الجيش الحر فإن النصر قادم بإذن الله.
كان من ضمن الوفد الإعلامي الذي زار مخيم الزعتري لافتتاح مشروع المجمع العلمي لمملكة البحرين المذيعة عُلا من قناة (إم بي سي)، تجمع حولها الكثير من الأطفال وكانوا ينادونها باسمها.
أحد الأطفال استوقف عُلا قائلاً لها: «أستاذة علا إحنا بنعرفك.. حنا بنعرفك، إحنا كان عدنا تلفزيون، وكنا نشاهدك في إم بي سي، صحيح أنا بالمخيم لكن كان عدنا بيت وكان عدنا تلفزيون، لا تشوفي حالنا الآن، لا إحنا كان عدنا بيت قبل لا يقصف، وأنا كان عندي آيباد كمان».
كلام مؤثر جداً، نال ممن سمع هذا الكلام من الطفل، المشاهد لا تنتهي، فقد تحدث الزملاء مع طفلة صغيرة في المدرسة، كانت آية في الجمال، فقالت للزملاء (وصورها موجودة لديهم) أنا «مصابة بشظيتين، واحدة في إيدي، والثانية برأسي»، فأخرجت لهم يدها وهي فخورة أنها مصابة بشظية، ثم أزاحت شعرها من الأمام، وإذا بمنتصف الرأس من غير شعر بسبب الشظية.
البعض ربما لا يدرك أهمية بناء مدارس لهؤلاء الصغار، لكن أحد موظفي اليونيسيف قال إن الأطفال في المخيم كانوا يشكلون لنا أزمة، البعض قد تيتم وليس لديه أب أو أم، والبعض الآخر يذهب والداها ليعملا أي عمل أو يصطفا لأخذ المعونات، ويبقى الأطفال من غير راع لهم، لكن المدرسة التي بنتها البحرين بأمر جلالة الملك حمد أخذت نسبة كبيرة من الأطفال إلى مقاعد الدراسة التي يجب أن يكون عليها الأطفال.
حين يكون الطفل متعلماً فإنه سيكبر ويدرس بالجامعة ويخدم نفسه وأسرته، العلم هو سلاح العصر، وقد قال سمو الشيخ ناصر بن حمد للصحافيين إن ما تقوم به المؤسسة الخيرية الملكية من أعمال تصب في اتجاه التعليم والصحة وتنمية الإنسان سواء في غزة أو في الأردن أو تركيا أو الصومال، وقد قال سمو الشيخ ناصر نحن بدل أن نعطي المحتاج سمكة نعلمه الصيد.
أغلب المشاريع في قطاع غزة كانت بأموال شعب البحرين الذين تبرعوا في الحملة الوطنية لنصرة غزة، وهذا أيضاً شيء جميل جداً، فقد شاهدنا المشاريع على الأرض مدرسة (وهي الأكبر في غزة) ومستشفى كان يعالج 1000 مريض يومياً خلال الحرب الأخيرة، ومصنع أطراف صناعية، ومكتبة متطورة وإلكترونية، كلها مشاريع ساهم فيها أهل البحرين، وجلالة الملك الذي زاد بمبالغ مماثلة من عنده.
صحيح البحرين صغيرة، وعدد شعبها صغير، إلا أن ما تقوم به المؤسسة الخيرية الملكية بتوجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد وتنفيذ الدكتور مصطفى السيد يعتبر إنجازاً بكل معنى الكلمة، فكل بناء يخدم الإنسان في بلداننا العربية والإسلامية هو عمل خير باسم أهل البحرين.
الكثير منا هنا متذمر، ويحق لنا أن نطالب بمعيشة أفضل، لكن والله ما شاهدناه في مخيم الزعتري من مآسٍ يجعلنا نقول، إن نعمة الأمن لا تضاهيها نعمة، أو كما قال أحد النازحين السوريين في المخيم، «خذوا كل إشي منا ورجعولي بيتي في مدينتي»، الأمن والسكن هما أهم ما يحتاجه الإنسان.
من يتلاعب بالأمن اليوم بالبحرين ويريد أن يدخل البلد في الفوضى بتوجيه إيراني ودعم أمريكي، خذوه ليبات ليلة واحدة في مخيم بالصحراء وسط برد قارس جداً، ليعلم فقط معنى الأمن، ومعنى الوطن، ومعنى أن تبات بين أهلك تنعم بالخير والأمن.
حين يبني جلالة الملك مدرسة لشعب مشرد ونازح وفي أمس الحاجة للعون والمساعدة، فإن هذا يظهر أن هناك قائداً يزرع الأمل للمستقبل ويفكر ماذا يمكن أن أقدم لأهلنا في سوريا، بينما هناك مجرم يقتل شعبه كل يوم ويشردهم في أصقاع الأرض، يقتل الناس جميعاً ليبقى هو يحكم البلد..!