ثمة اعتقاد خاطئ لدى البعض؛ أن الإنسان لا يصبح عقلانياً إلا إذا تقدّم في السّن، وخَبَر حلو الحياة ومرّها، ومن ثم فإن كبار الِّسن هم وحدهم الذين يستطيعون توجيه الشباب والمراهقين صوب المسارات الكفاحيّة الصائبة، وذلك بنقل تجاربهم الحياتية إليهم بصدقٍ وأمانةٍ.
ومع أن هذا الرأي قد يحمل قدراً من الصواب؛ إلا أنه ينطوي في الوقت ذاته على بعض المغالطات المنطقية، كالربط بين رجاحة العقل والعمر، فمع أن المتقدِّمين في السِّن قد يكونون بالفعل أكثر حكمةً من أضرابهم الأصغر سناً، إلا أن هذه الحقيقة تظّل نسبيةً، حيث لا تنعدم تلك الحالات التي يكون فيها الابن مثلاً أكثر حصافةً في التفكير من أبيه، وقد يعود ذلك لعدة عوامل أساسية، كمستوى النضج، ودرجة الذكاء الاجتماعي، والمؤهّل العلمي، وعوامل أخرى ذات صلة، كالخلفية الفكرية، ومدى الاحتكاك بمشاكل الناس، وملامسة همومهم اليومية؛ إلا أن الثقافة تبقى هي الأكثر تأثيراً ونفوذاً من بين هذه العوامل كلها، ففي كثيرٍ من الحالات نجد أن الشاب أو حتى المراهق يمتلك ثقافةً عاليةً بحكم انهماكه في القراءة والبحث، وتواصله مع أقرانه وأصدقائه، ومع العالم الخارجي عامةً، عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، مثل الفيسبوك والتويتر.
أما المغالطة الأخرى في الحكم السابق فتتمثل في الربط التعسّفي بين العقلانية ومرحلة النمو، فقد يتسم تفكير المراهق مثلاً بالعقلانية بسبب أنه نشأ في بيئةٍ أسريةٍ تقدِّر الاختلاف في الرأي، ولا تفسح المجال للتعصّب أو التطرّف عند اتخاذ المواقف، ولا يوجِّه فيها الأب أو الأم مسار تفكير الأبناء، بل يسمحان لهم بتحليل الوضع القائم، وإجراء المقارنات، والتوصّل إلى استنتاجات يستقون منها أحكاماً مبنيةّ على أساس العقل والمنطق، ومن ثم يتخذون في ضوئها القرارات الرشيدة التي قد تؤثِّر في مسار حياتهم، سواءً القرارات المرتبطة بالأحداث أو المواقف اللحظية أو المصيرية.
من هنا تتجلّى أهميّة الدور الذي يمكن أن يلعبه الآباء والأمهات في تقديم النصح والإرشاد لأبنائهم المراهقين والشباب، وتوجيههم باتجاه إعمال العقل والفكر في القضايا والأحداث المجتمعية ومعالجتها بعقلٍ مرنٍ يشجِّع على قبول الرأي الآخر، والتسامح معه!
ومع أن هذا الرأي قد يحمل قدراً من الصواب؛ إلا أنه ينطوي في الوقت ذاته على بعض المغالطات المنطقية، كالربط بين رجاحة العقل والعمر، فمع أن المتقدِّمين في السِّن قد يكونون بالفعل أكثر حكمةً من أضرابهم الأصغر سناً، إلا أن هذه الحقيقة تظّل نسبيةً، حيث لا تنعدم تلك الحالات التي يكون فيها الابن مثلاً أكثر حصافةً في التفكير من أبيه، وقد يعود ذلك لعدة عوامل أساسية، كمستوى النضج، ودرجة الذكاء الاجتماعي، والمؤهّل العلمي، وعوامل أخرى ذات صلة، كالخلفية الفكرية، ومدى الاحتكاك بمشاكل الناس، وملامسة همومهم اليومية؛ إلا أن الثقافة تبقى هي الأكثر تأثيراً ونفوذاً من بين هذه العوامل كلها، ففي كثيرٍ من الحالات نجد أن الشاب أو حتى المراهق يمتلك ثقافةً عاليةً بحكم انهماكه في القراءة والبحث، وتواصله مع أقرانه وأصدقائه، ومع العالم الخارجي عامةً، عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، مثل الفيسبوك والتويتر.
أما المغالطة الأخرى في الحكم السابق فتتمثل في الربط التعسّفي بين العقلانية ومرحلة النمو، فقد يتسم تفكير المراهق مثلاً بالعقلانية بسبب أنه نشأ في بيئةٍ أسريةٍ تقدِّر الاختلاف في الرأي، ولا تفسح المجال للتعصّب أو التطرّف عند اتخاذ المواقف، ولا يوجِّه فيها الأب أو الأم مسار تفكير الأبناء، بل يسمحان لهم بتحليل الوضع القائم، وإجراء المقارنات، والتوصّل إلى استنتاجات يستقون منها أحكاماً مبنيةّ على أساس العقل والمنطق، ومن ثم يتخذون في ضوئها القرارات الرشيدة التي قد تؤثِّر في مسار حياتهم، سواءً القرارات المرتبطة بالأحداث أو المواقف اللحظية أو المصيرية.
من هنا تتجلّى أهميّة الدور الذي يمكن أن يلعبه الآباء والأمهات في تقديم النصح والإرشاد لأبنائهم المراهقين والشباب، وتوجيههم باتجاه إعمال العقل والفكر في القضايا والأحداث المجتمعية ومعالجتها بعقلٍ مرنٍ يشجِّع على قبول الرأي الآخر، والتسامح معه!