عاشت مملكة البحرين وشعبها في منتصف شهر ديسمبر موسماً زاهياً، فقد احتفلت مملكة البحرين وشعبها بالذكرى (13) لتولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين مقاليد الحكم وبالعيد الوطني المجيد (41)، وازدانت البحرين وشوارعها ومؤسساتها وهيئاتها ومدارسها بهذه المناسبة الوطنية العزيزة بأعلام المملكة وبصور قيادتها السياسية. وقد عبر الشعب البحريني عن حبه لوطنه ولقيادته بهاتين المناسبتين، ولكن هل يبقى الحب.. حب الوطن.. حب البحرين فقط في شهر ديسمبر؟ وهل هناك حدود لحب الوطن أو هناك موسم معين لهذا الحب؟
إن حب الوطن من الإيمان، ومن الأسس الأولى للولاء للوطن والانتماء إليه، فليس هناك وقتاً مخصصاً لحب الوطن، وإذا كان الإنسان يحب وطنه في موسم معين أو في تاريخ محدد فهو شخص متناقض مع ذاته. فالتناقض تذوب فيه الثوابت وتندثر فيه القيم وتتلاشى منه المثل والأخلاقيات، بينما حب الوطن من الثوابت الوطنية وتسطيع فيه كل القيم والمثل، لأن الوطن بالنسبة للإنسان هو الحياة. فجميع الأديان السماوية حثت على حب الأوطان، وعندما يعتدي الإنسان على وطنه فهو بمثابة الاعتداء على جميع الأديان.
إن الحب القائم على المصالح الشخصية والانتفاع المادي من خيرات وثروات الوطن هو بمثابة تشويه للصورة الحقيقية للوطن، ومخالفة لتعاليم الأديان السماوية، وإن الذين يعتدون على وطنهم هم أشخاص أيضاً يخالفون تعاليم الأديان السماوية. فإذا كانت الأديان السماوية قائمة على السلم والسلام.. فكيف بإنسان يعتدي على وطنه ويدعي بأنه يحبُ وطنه؟ كيف بإنسان يعمل على نشر الرعب والخوف ويدعي أنه يمارس حقه في حرية الرأي والتعبير وأنه يمارس الديمقراطية؟ إن العمل الوطني الصحيح هو العمل الذي يتوافق مع حب الوطن، وهو الحب الذي يرفض اختلاط الحابل بالنابل والغث بالسمين، إنه الحب النقي الخالص الخالي من الشوائب والذي يقدم الوطن ومصلحته قبل كل المصالح الشخصية والمادية للإنسان.
ونحن نعيش في موسم حب الوطن.. حب البحرين.. في ذكرى أعيادها الوطنية.. علينا أن ندرك أن البحرين قد نالت نصيباً وافراً من المرارة والتجريح من القريب قبل البعيد، وهو أمرٌ لا يمكن الارتضاء به والقبول به. نعم.. من حق أي مواطن أن ينتقد؛ وأن يختلف مع الآخرين.. وهي حقوق وطنية ودستورية، ولكن دون أن تشوه البحرين أو ينتقص منها، دون أن تتعرض البحرين إلى المهانة والخطر، لنختلف ولنقل رأينا بصراحة وهذه ظاهرة صحية إذا كانت تصب في مصلحة الوطن ولكن من غير أن نقدم البحرين على طبق من ذهب لأعدائنا.
إن الشعب البحريني يحب وطنه في جميع الأشهر والأيام والساعات واللحظات، يحبها دائماً وأينما يذهب بعيداً عنها يشعر بمرارة الاغتراب والاشتياق إليها، ولكن هناك البعض قد أصبحت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة على وطنهم البحريني. لقد وهبنا الله وطناً وعلينا أن نقبله سواء كان صغيراً أم كبيراً، غنياً كان أم فقيراً، مخضراً كان أم مصحراً، هو هذا وطننا، نحبه كما هو. فالأم لا تنتقي ما تلده من البنين والبنات، وكذلك المواطن لا ينتقي الوطن الذي سيعيش عليه قبل ولادته، فالأم تحب أبناءها كما هم وبخلقتهم التي ولدوا عليها، كذلك على المواطن عليه أن يعيش في الوطن الذي وِلد فيه. إن حب الوطن يتناقض مع الغلو والتطرف الديني، فهذان وغيرها من المساوئ الفكرية تضعف القيم الوطنية والأخلاقية لدى الإنسان، وتهدم أركان المجتمع، وتشوه الفضائل الإنسانية، وتدخل المجتمع في صراع ديني مذهبي وطائفي واجتماعي وسياسي مدمر. ومثلما الأم تصبر على عقوق أبنائها كذلك الوطن الذي لديه مساحة من الحب لأبنائه لا متناهية الحدود. فلنحب وطننا البحريني في شهر ديسمبر وفي كل الشهور والأيام، فيا أيها الوطن العزيز حنانيك حتى وإن أبغضك البعض.. إلا أن هؤلاء أبناءك أيها الوطن.. ولن يجدوا وطناً غيرك يؤويهم ويحميهم ويحبهم. حفظ الله البحرين وشعبها وقيادتها.
{{ article.visit_count }}
إن حب الوطن من الإيمان، ومن الأسس الأولى للولاء للوطن والانتماء إليه، فليس هناك وقتاً مخصصاً لحب الوطن، وإذا كان الإنسان يحب وطنه في موسم معين أو في تاريخ محدد فهو شخص متناقض مع ذاته. فالتناقض تذوب فيه الثوابت وتندثر فيه القيم وتتلاشى منه المثل والأخلاقيات، بينما حب الوطن من الثوابت الوطنية وتسطيع فيه كل القيم والمثل، لأن الوطن بالنسبة للإنسان هو الحياة. فجميع الأديان السماوية حثت على حب الأوطان، وعندما يعتدي الإنسان على وطنه فهو بمثابة الاعتداء على جميع الأديان.
إن الحب القائم على المصالح الشخصية والانتفاع المادي من خيرات وثروات الوطن هو بمثابة تشويه للصورة الحقيقية للوطن، ومخالفة لتعاليم الأديان السماوية، وإن الذين يعتدون على وطنهم هم أشخاص أيضاً يخالفون تعاليم الأديان السماوية. فإذا كانت الأديان السماوية قائمة على السلم والسلام.. فكيف بإنسان يعتدي على وطنه ويدعي بأنه يحبُ وطنه؟ كيف بإنسان يعمل على نشر الرعب والخوف ويدعي أنه يمارس حقه في حرية الرأي والتعبير وأنه يمارس الديمقراطية؟ إن العمل الوطني الصحيح هو العمل الذي يتوافق مع حب الوطن، وهو الحب الذي يرفض اختلاط الحابل بالنابل والغث بالسمين، إنه الحب النقي الخالص الخالي من الشوائب والذي يقدم الوطن ومصلحته قبل كل المصالح الشخصية والمادية للإنسان.
ونحن نعيش في موسم حب الوطن.. حب البحرين.. في ذكرى أعيادها الوطنية.. علينا أن ندرك أن البحرين قد نالت نصيباً وافراً من المرارة والتجريح من القريب قبل البعيد، وهو أمرٌ لا يمكن الارتضاء به والقبول به. نعم.. من حق أي مواطن أن ينتقد؛ وأن يختلف مع الآخرين.. وهي حقوق وطنية ودستورية، ولكن دون أن تشوه البحرين أو ينتقص منها، دون أن تتعرض البحرين إلى المهانة والخطر، لنختلف ولنقل رأينا بصراحة وهذه ظاهرة صحية إذا كانت تصب في مصلحة الوطن ولكن من غير أن نقدم البحرين على طبق من ذهب لأعدائنا.
إن الشعب البحريني يحب وطنه في جميع الأشهر والأيام والساعات واللحظات، يحبها دائماً وأينما يذهب بعيداً عنها يشعر بمرارة الاغتراب والاشتياق إليها، ولكن هناك البعض قد أصبحت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة على وطنهم البحريني. لقد وهبنا الله وطناً وعلينا أن نقبله سواء كان صغيراً أم كبيراً، غنياً كان أم فقيراً، مخضراً كان أم مصحراً، هو هذا وطننا، نحبه كما هو. فالأم لا تنتقي ما تلده من البنين والبنات، وكذلك المواطن لا ينتقي الوطن الذي سيعيش عليه قبل ولادته، فالأم تحب أبناءها كما هم وبخلقتهم التي ولدوا عليها، كذلك على المواطن عليه أن يعيش في الوطن الذي وِلد فيه. إن حب الوطن يتناقض مع الغلو والتطرف الديني، فهذان وغيرها من المساوئ الفكرية تضعف القيم الوطنية والأخلاقية لدى الإنسان، وتهدم أركان المجتمع، وتشوه الفضائل الإنسانية، وتدخل المجتمع في صراع ديني مذهبي وطائفي واجتماعي وسياسي مدمر. ومثلما الأم تصبر على عقوق أبنائها كذلك الوطن الذي لديه مساحة من الحب لأبنائه لا متناهية الحدود. فلنحب وطننا البحريني في شهر ديسمبر وفي كل الشهور والأيام، فيا أيها الوطن العزيز حنانيك حتى وإن أبغضك البعض.. إلا أن هؤلاء أبناءك أيها الوطن.. ولن يجدوا وطناً غيرك يؤويهم ويحميهم ويحبهم. حفظ الله البحرين وشعبها وقيادتها.