ليس من باب الصدف أن يختار جلالة الملك حمد بن عيسى عاهل البلاد حرم جامعة البحرين ليلقي من هناك خطابه السنوي الذي يوجهه عادة إلى شعبه بمناسبة العيد الوطني وذكرى تولي جلالته مقاليد الحكم. فاختياره هذه المرة كان القصد من ورائه تأكيد جلالته على أنه يولي التعليم بشكل عام، والتعليم العالي بشكل خاص أهمية كبيرة نظراً لدوره في عملية التنمية التي عمادها الإنسان ولذا فهو ينظر إليه -أي التعليم- على أنه هو الترس الرئيس في تحريك عجلة التنمية ودفعها نحو الأمام، وبدونه تبقى هذه العملية فارغة من مضمونها؛ لأن التنمية الحقيقية هي التي غايتها الإنسان ووسيلتها في الوقت ذاته. في تقديري، أن المعرفة باتت اليوم، هي بمثابة القوة التي تتنافس الأمم على حيازتها، وتسعى بكل وسيلة نحو امتلاكها. ولو بحثنا عن السر وراء تقدم الدول وتفوقها صناعياً واقتصادياً وعسكرياً سنكتشف أنها الدول التي تمتلك المعرفة الناتجة من نظامها التعليمي المتطور الذي يهتم بالجانب النوعي أكثر من الجانب الكمي. ومن أمثلة هذه الدول في عالمنا اليوم والتي غدت محط أنظار العالم وقبلة لكافة الدول التي تسعى للاستفادة من تجربتها التربوية نجد اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا.
ولأن قادة هذه الدول أدركوا قيمة التعليم والدور الكبير الذي يلعبه في نهضة الأمم وتقدمها لذا كانوا حريصين أشد الحرص على إرساء قواعد العلم والتكنولوجيا في بلدانهم ونتيجة لهذا الوعي بأهمية التعليم ودوره أصبحت هذه الدول اليوم من القوى الاقتصادية التي تتصدر قائمة لوحة الشرف في خريطة العالم الاقتصادية. ومن هنا بات واضحاً لدى المراقبين والمحللين أن للقادة دوراً حيوياً في توجيه بوصلة العلم والتقنية في دولهم.. فسر نهوض اليابان وتقدمها العلمي والتكنولوجي على سبيل المثال كان بسبب اهتمام الإمبراطور الياباني (موتسو هيتو) الذي بدأ حكمه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1852م، والذي سمي عهده (بالميجي) أي الحكم المستنير وبواسطة هذا العهد تم إرساء قواعد نهضة اليابان الحديثة وأهم فقرة في العهد هي تلك التي تنص على التعليم.
من هذا المنطلق يمكن أن نفهم لماذا اختار جلالة الملك جامعة البحرين لتكون المحطة الأولى التي ينطلق منها قطار العلم والتكنولوجيا؟ ولماذا كان مشروعه «واحة الملك حمد للعلوم والتكنولوجيا»؟ ولماذا أطلق مبادرته بإنشاء وقف عيسى بن سلمان التعليمي للدراسات الجامعية والدراسات العليا؟ لأنه يدرك أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الحقيقي الذي ينعكس مردوده على الفرد والمجتمع. وأن مثل هذه المبادرات هي التي ستفعل البحث العلمي وتأصيله في الجامعة وهي في رأيي قضية جد مهمة وذلك لأنها شبه مفقودة في معظم الجامعات العربية كما إنها ستفعل الدور الحضاري والثقافي للجامعة وبالتالي ستساهم في النهوض بالمجتمع البحريني وتطوره وتقدمه كما إنها ستؤثر في نهضة البحرين الحديثة.
من جهة ثانية يمكن القول إن إطلاق مشروع وقف عيسى بن سلمان التعليمي يمثل نقلة نوعية في الوقف الإسلامي من حيث إنه طرق مجالاً يعد جديداً وبذلك يكون قد فتح قنوات غير تقليدية في الوقف الإسلامي يحتاجها المجتمع سيكون لها مردود عليه -أي المجتمع- على المدى المتوسط والبعيد فضلاً عن أنه سيوفر التعليم الجامعي لمن لا تسعفهم حياتهم المادية على الانخراط في هذا النوع من التعليم ولاشك أن هؤلاء سيساهمون بعد تخرجهم في تطور البحرين وتقدمها من خلال العمل في تخصصاتهم المختلفة. إن هذا المشروع سيحقق مبدأ من مبادئ ديمقراطية التعليم الذي تؤكد عليه المواثيق الدولية وهو تكافؤ الفرص التعليمية الذي يعد أحد البوابات الرئيسة للعدالة الاجتماعية.
كما إن إطلاق مثل هذه المشروعات في هذه الفترة بالذات يعني أن البحرين مستمرة في طريق البناء والتنمية وأنها لا تلتفت إلى أولئك المؤزمين الذين بذلوا -ولايزالون- قصارى جهدهم من أجل وقف عجلة التنمية وثني الدولة عن المضي قدماً نحو استكمال المسيرة التنموية عبر إثارة الفتن التي تعكر صفو الأمن والاستقرار في البلاد من خلال القيام بسلسلة من الأعمال الإرهابية التي وصل شررها إلى كل قرية ومدينة.
بمعنى آخر، أن هذه المشروعات جاءت لتؤكد على تصميم الدولة بقيادة جلالة الملك على احتضان الشباب وتوفير كل الظروف التي تدفع بهم نحو القيام بأدوارهم في عملية التنمية. كما إنها تعبر في الوقت ذاته بأن عاهل البلاد يقدر العلم ويشجع الشباب على الإقبال عليه بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية وذلك من خلال تهيئة الأجواء لهم ومساعدتهم على استكمال تعليمهم، وتذليل كافة الصعوبات والعقبات التي تحول دون التحاقهم بالتعليم الجامعي. إضافة إلى ذلك كله فإننا نستنتج أن جلالته يعول كثيراً على الشباب البحريني ويرى فيهم مستقبل البحرين الواعد ولذا فهم يشغلون حيزاً كبيراً من تفكيره وعلى هذا الأساس فهو دائماً يطلق المبادرات التي تصب في صالحهم. بقي أن نقول للشباب إن الكرة الآن في ملعبكم ولذا فعليكم اغتنام هذه الفرص التي توفرت لكم بأن يكون هدفكم في المرحلة المقبلة البحث عن التخصصات العلمية التي تفيد مجتمعكم والتي تعمل على النهوض بالوطن وتقدمه.
{{ article.visit_count }}
ولأن قادة هذه الدول أدركوا قيمة التعليم والدور الكبير الذي يلعبه في نهضة الأمم وتقدمها لذا كانوا حريصين أشد الحرص على إرساء قواعد العلم والتكنولوجيا في بلدانهم ونتيجة لهذا الوعي بأهمية التعليم ودوره أصبحت هذه الدول اليوم من القوى الاقتصادية التي تتصدر قائمة لوحة الشرف في خريطة العالم الاقتصادية. ومن هنا بات واضحاً لدى المراقبين والمحللين أن للقادة دوراً حيوياً في توجيه بوصلة العلم والتقنية في دولهم.. فسر نهوض اليابان وتقدمها العلمي والتكنولوجي على سبيل المثال كان بسبب اهتمام الإمبراطور الياباني (موتسو هيتو) الذي بدأ حكمه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1852م، والذي سمي عهده (بالميجي) أي الحكم المستنير وبواسطة هذا العهد تم إرساء قواعد نهضة اليابان الحديثة وأهم فقرة في العهد هي تلك التي تنص على التعليم.
من هذا المنطلق يمكن أن نفهم لماذا اختار جلالة الملك جامعة البحرين لتكون المحطة الأولى التي ينطلق منها قطار العلم والتكنولوجيا؟ ولماذا كان مشروعه «واحة الملك حمد للعلوم والتكنولوجيا»؟ ولماذا أطلق مبادرته بإنشاء وقف عيسى بن سلمان التعليمي للدراسات الجامعية والدراسات العليا؟ لأنه يدرك أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الحقيقي الذي ينعكس مردوده على الفرد والمجتمع. وأن مثل هذه المبادرات هي التي ستفعل البحث العلمي وتأصيله في الجامعة وهي في رأيي قضية جد مهمة وذلك لأنها شبه مفقودة في معظم الجامعات العربية كما إنها ستفعل الدور الحضاري والثقافي للجامعة وبالتالي ستساهم في النهوض بالمجتمع البحريني وتطوره وتقدمه كما إنها ستؤثر في نهضة البحرين الحديثة.
من جهة ثانية يمكن القول إن إطلاق مشروع وقف عيسى بن سلمان التعليمي يمثل نقلة نوعية في الوقف الإسلامي من حيث إنه طرق مجالاً يعد جديداً وبذلك يكون قد فتح قنوات غير تقليدية في الوقف الإسلامي يحتاجها المجتمع سيكون لها مردود عليه -أي المجتمع- على المدى المتوسط والبعيد فضلاً عن أنه سيوفر التعليم الجامعي لمن لا تسعفهم حياتهم المادية على الانخراط في هذا النوع من التعليم ولاشك أن هؤلاء سيساهمون بعد تخرجهم في تطور البحرين وتقدمها من خلال العمل في تخصصاتهم المختلفة. إن هذا المشروع سيحقق مبدأ من مبادئ ديمقراطية التعليم الذي تؤكد عليه المواثيق الدولية وهو تكافؤ الفرص التعليمية الذي يعد أحد البوابات الرئيسة للعدالة الاجتماعية.
كما إن إطلاق مثل هذه المشروعات في هذه الفترة بالذات يعني أن البحرين مستمرة في طريق البناء والتنمية وأنها لا تلتفت إلى أولئك المؤزمين الذين بذلوا -ولايزالون- قصارى جهدهم من أجل وقف عجلة التنمية وثني الدولة عن المضي قدماً نحو استكمال المسيرة التنموية عبر إثارة الفتن التي تعكر صفو الأمن والاستقرار في البلاد من خلال القيام بسلسلة من الأعمال الإرهابية التي وصل شررها إلى كل قرية ومدينة.
بمعنى آخر، أن هذه المشروعات جاءت لتؤكد على تصميم الدولة بقيادة جلالة الملك على احتضان الشباب وتوفير كل الظروف التي تدفع بهم نحو القيام بأدوارهم في عملية التنمية. كما إنها تعبر في الوقت ذاته بأن عاهل البلاد يقدر العلم ويشجع الشباب على الإقبال عليه بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية وذلك من خلال تهيئة الأجواء لهم ومساعدتهم على استكمال تعليمهم، وتذليل كافة الصعوبات والعقبات التي تحول دون التحاقهم بالتعليم الجامعي. إضافة إلى ذلك كله فإننا نستنتج أن جلالته يعول كثيراً على الشباب البحريني ويرى فيهم مستقبل البحرين الواعد ولذا فهم يشغلون حيزاً كبيراً من تفكيره وعلى هذا الأساس فهو دائماً يطلق المبادرات التي تصب في صالحهم. بقي أن نقول للشباب إن الكرة الآن في ملعبكم ولذا فعليكم اغتنام هذه الفرص التي توفرت لكم بأن يكون هدفكم في المرحلة المقبلة البحث عن التخصصات العلمية التي تفيد مجتمعكم والتي تعمل على النهوض بالوطن وتقدمه.