حسب المقرر، فإن غداً الخميس الرابع عشر من مارس، سيتم تنفيذ إضراب عام لن يؤدي إلا إلى مزيد من الأذى للمواطنين والمقيمين، ممن لا علاقة لهم به، فالداعون إلى الإضراب ومنفذوه يريدون أن يشركوا الجميع فيه رغماً عنهم، لذلك فإنهم سيقومون بسد الطرق أمامهم وإعاقتهم، كي لا يتمكنوا من الوصول إلى أعمالهم، كما فعلوا في مرات سابقة، ولا بأس لو تضرروا بالخصم من رواتبهم، أو الاستغناء عنهم «فهذه تضحية بسيطة لا تساوي ما تم تقديمه من تضحيات»! ففي مفهوم الداعين إلى الإضراب أن على الجميع أن يؤمنوا بفكرهم وإلا فإنهم لا يستحقون الحياة.
امرأة بحرينية قالت لي قبل أيام إنها وبعد جهد جهيد تمكنت من الحصول على عمل براتب معقول، في إحدى المؤسسات بشارع البديع، ولكنها قلقة من عدم تمكنها من الوصول إلى مقر عملها في الوقت المناسب في يوم الغد، فيظن أنها مشاركة في الإضراب فتعاقب بالخصم أو ربما الاستغناء عنها، باعتبار أنها لاتزال في فترة التجربة. المرأة قالت إنها ليست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، وإنما الكثيرون الذين يحرصون على الذهاب إلى أعمالهم ولكنهم يقعون ضحية ذلك البعض الذي لا يهمه ما يجري عليهم، حيث المهم لديه هو القول إن الإضراب نجح!
في كل بلاد العالم عندما تتم الدعوة إلى الإضراب يشارك البعض فيه بإرادتهم، وليس رغماً عنهم، فالإضراب وسيلة حضارية يراد منها توصيل رسالة إلى الجهة ذات العلاقة وتحقيق بعض الأهداف والمكاسب، بل إن في بلاد مثل اليابان عندما يقوم عمال بعض المؤسسات بالإضراب يحرصون في ختامه على تنظيف المكان الذي تم فيه تنفيذ الإضراب، ومن ثم تعويض المؤسسة عن الوقت الذي ضاع منها بالدوام في يوم الإجازة. يخبرني أستاذ جامعي أنه رأى هذا الأمر بنفسه، رأى العمال اليابانيين في إحدى الشركات الكبيرة يمارسون حقهم في الإضراب، ورآهم وهم ينظفون مكان تجمعهم وهتافهم، ثم رآهم وهم يداومون في يوم إجازتهم، ذلك أنهم يسعون إلى تطوير حياتهم لا إلى تخريب الشركة التي ينتمون إليها.
في نيويورك، رأيت الأمر نفسه في أحد المحلات التجارية التي يصل عدد عمالها إلى الألف، رأيتهم مرتدين ملابس العمل أمام المحل ويمارسون حقهم في الإضراب بطريقتهم «مسرح وموسيقى ولافتات مرفوعة والناس تراهم فيعلمون عن أحوالهم»، ورأيت مجموعة أخرى منهم يعملون في المحل وكأن شيئاً لا يجري في الخارج، وعندما سألت قيل لي إنهم انقسموا إلى فريقين، فريق يعبر عن مطالب العاملين وفريق آخر يواصل العمل كي لا يتسببوا في خسارة المحل الذي منه رزقهم. طبعاً لا داعي للقول إن الإضراب هناك يتم بترخيص وبتنسيق مع الجهات المعنية ويكسب المضربون منه ويحققون بعض مطالبهم ولا يتسببون بالمضرة لأحد.
لعل البعض يقول إن المثالين عن اليابان وأمريكا بعيدين عن موضوع الإضراب المزعوم المقرر تنفيذه غداً في البحرين، باعتبار أن ذاك مطالبه معيشية، وهذا مطالبه سياسية. القصة ليست في نوع المطالب وإنما في الأسلوب، حيث الإضراب المزعوم يراد منه القول إن «المعارضة» أو «الفئة التي صارت محسوبة على المعارضة غصباً عنها»، تمتلك القدرة على التأزيم والتخريب ونشر الفوضى وإرغام الناس على المشاركة في الإضراب، عبر ترهيبهم وتعطيل الطرق أمامهم، كي لا يصلوا إلى أعمالهم في الوقت المناسب، فيقال إن أعداداً كبيرة شاركت في الإضراب، وإن الإضراب نجح، خصوصاً وأن سد الطرقات لن يمنع العمال والموظفين فقط من الوصول إلى أعمالهم، ولكنه سيمنع الطلبة والتلاميذ أيضاً من الوصول إلى مدارسهم.
لا أحب أن أصف ذلك الذي يعتزمون تنفيذه غداً بالتخلف، لكنه للأسف كذلك!
امرأة بحرينية قالت لي قبل أيام إنها وبعد جهد جهيد تمكنت من الحصول على عمل براتب معقول، في إحدى المؤسسات بشارع البديع، ولكنها قلقة من عدم تمكنها من الوصول إلى مقر عملها في الوقت المناسب في يوم الغد، فيظن أنها مشاركة في الإضراب فتعاقب بالخصم أو ربما الاستغناء عنها، باعتبار أنها لاتزال في فترة التجربة. المرأة قالت إنها ليست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، وإنما الكثيرون الذين يحرصون على الذهاب إلى أعمالهم ولكنهم يقعون ضحية ذلك البعض الذي لا يهمه ما يجري عليهم، حيث المهم لديه هو القول إن الإضراب نجح!
في كل بلاد العالم عندما تتم الدعوة إلى الإضراب يشارك البعض فيه بإرادتهم، وليس رغماً عنهم، فالإضراب وسيلة حضارية يراد منها توصيل رسالة إلى الجهة ذات العلاقة وتحقيق بعض الأهداف والمكاسب، بل إن في بلاد مثل اليابان عندما يقوم عمال بعض المؤسسات بالإضراب يحرصون في ختامه على تنظيف المكان الذي تم فيه تنفيذ الإضراب، ومن ثم تعويض المؤسسة عن الوقت الذي ضاع منها بالدوام في يوم الإجازة. يخبرني أستاذ جامعي أنه رأى هذا الأمر بنفسه، رأى العمال اليابانيين في إحدى الشركات الكبيرة يمارسون حقهم في الإضراب، ورآهم وهم ينظفون مكان تجمعهم وهتافهم، ثم رآهم وهم يداومون في يوم إجازتهم، ذلك أنهم يسعون إلى تطوير حياتهم لا إلى تخريب الشركة التي ينتمون إليها.
في نيويورك، رأيت الأمر نفسه في أحد المحلات التجارية التي يصل عدد عمالها إلى الألف، رأيتهم مرتدين ملابس العمل أمام المحل ويمارسون حقهم في الإضراب بطريقتهم «مسرح وموسيقى ولافتات مرفوعة والناس تراهم فيعلمون عن أحوالهم»، ورأيت مجموعة أخرى منهم يعملون في المحل وكأن شيئاً لا يجري في الخارج، وعندما سألت قيل لي إنهم انقسموا إلى فريقين، فريق يعبر عن مطالب العاملين وفريق آخر يواصل العمل كي لا يتسببوا في خسارة المحل الذي منه رزقهم. طبعاً لا داعي للقول إن الإضراب هناك يتم بترخيص وبتنسيق مع الجهات المعنية ويكسب المضربون منه ويحققون بعض مطالبهم ولا يتسببون بالمضرة لأحد.
لعل البعض يقول إن المثالين عن اليابان وأمريكا بعيدين عن موضوع الإضراب المزعوم المقرر تنفيذه غداً في البحرين، باعتبار أن ذاك مطالبه معيشية، وهذا مطالبه سياسية. القصة ليست في نوع المطالب وإنما في الأسلوب، حيث الإضراب المزعوم يراد منه القول إن «المعارضة» أو «الفئة التي صارت محسوبة على المعارضة غصباً عنها»، تمتلك القدرة على التأزيم والتخريب ونشر الفوضى وإرغام الناس على المشاركة في الإضراب، عبر ترهيبهم وتعطيل الطرق أمامهم، كي لا يصلوا إلى أعمالهم في الوقت المناسب، فيقال إن أعداداً كبيرة شاركت في الإضراب، وإن الإضراب نجح، خصوصاً وأن سد الطرقات لن يمنع العمال والموظفين فقط من الوصول إلى أعمالهم، ولكنه سيمنع الطلبة والتلاميذ أيضاً من الوصول إلى مدارسهم.
لا أحب أن أصف ذلك الذي يعتزمون تنفيذه غداً بالتخلف، لكنه للأسف كذلك!