كشف الستار ونزع القناع، عن تلك الوجوه التي تعلو المنابر، وتطالب الدولة بالقضاء على الانحلال الأخلاقي؟ كشفت المخططات، وبانت المعسكرات التي تقف خلف مسح الهوية وتغيير التركيبة الديمغرافية، ظهرت البراهين، ووضحت النياشين، وما يخطط لمستقبل خطير، فيه يمحى تاريخ المنامة، وأصول سكانها، وما التصدي لمشروع الحورة والقضيبية الإسكاني إلا مثال لجزء من أجزاء المخططات، والتي تم فيها استخدام المواطنين كغطاء يخفي خلفه الأسباب الحقيقية التي تقف ضد تنفيذ هذا المشروع، الأسباب التي سيبكي فيها نفس المواطنين الذين وقفوا ضد المشروع، دموع الندم، عندما يعرفون أسرار المخططات، التي استغل فيها أولئك الأشرار عفوية المواطنين، فدفعوهم لرفع لافتات كتب عليها عبارات الأسى والحزن على آثار الآباء والأجداد، والذي يعرفه الجميع أن هذه الفبركات والتمثيليات ليس مصدرها شرفاء الوطن، بل يقف خلفها أولئك الذين يريدون أن تصبح كل مدينة وقرية وحي باسمهم. وسنتحدث هنا عن بعض الإشارات التي تكشف الأيادي التي تتصدى لتنفيذ هذا المشروع، وذلك حين نقرأ في الصحف المحلية تصريح وزير الإسكان باسم الحمر، إلا في صحيفة واحدة تتصدى الآن للمشروع، وتسخر جميع وسائلها ومواقعها واتصالاتها للحيلولة دون تنفيذ مشروع الحورة والقضيبية الإسكاني، والصحيفة المذكورة، صاحبة تاريخ معروف في تصديها لكل مشروع إسكاني في مناطق ومدن الشرفاء، لقد كان تصريح وزير الإسكان واضحاً وصريحاً، حيث قال إن «المشروع الإسكاني سيستفيد منه في المقام الأول أهالي المنطقة»، فهذه هي الحقيقة التي يجب أن يدركها أهالي الحورة الأصليين، ويدركها الساسة الذين يجب أن يضعوا مصلحة البحرين في هذه اللحظة الحاسمة قبل أية مصلحة شخصية وسياسية آنية، وذلك عندما يتمترس البعض في صف «الوفاق» وأتباعها ومن يشاركهم في المصالح السياسية ضد هذا المشروع.لقد حرم أهالي الحورة الأصليين من العيش في مناطقهم، وها هي عائلة تلو الأخرى تهجر، تحت ضغط تفشي انحلال أخلاقي يستحي المرء من شرح مفرداته، لأن ما يحصل في هذه البنايات، وما يجري في الممرات، إضافة إلى الصفقات التي وصلت حتى «البقالات» والصالونات، أمر تنفر من مشاهدته حتى قطط الحورة.. الحورة التي عرفت بكرامة أهلها، واشتهرت بعفتهم وصلاحهم، تتحول إلى أكبر مركز لـ «مواخير السفالة والانحطاط والقذارة»، وفي المقابل، تصر النفوس الرديئة على أن تبقى الحورة مرتعاً لكل قاصد يبحث عن الحرام والانحطاط، إنها النفوس المريضة التي حولت الحورة من منطقة سكنية أهلية، يركض بين فرجانها الأطفال، وتسير بين طرقاتها النساء الحييات العفيفات، إلى منطقة تمارس فيها «تجارة الحرام» علناً دون ستر ولا حجاب، وهو ما كشفه فيلم قناة «وصال» الذي بين إلى أي مدى وصل الانحطاط الأخلاقي في المنطقة حتى وصل ذلك إلى أسطح المباني.وعلى سبيل التذكير والتنبيه، سنبين هنا كيف يساند البعض مشروعات إسكانية تخدم مدن ومناطق فئة معينة، مشروعات نفذتها وزارة الإسكان تحت ما يسمى مشروع «امتدادات القرى»، وهذا هو تقرير من الصحيفة نفسها التي تقف ضد تنفيذ مشروع الحورة الإسكاني نشرته بتاريخ 24 يوليو 2008 تقول فيه «تنفذ وزارة الإسكان 10 مشروعات إسكانية ضمن مشروع امتدادات القرى يراعي فيها الخصوصية الاجتماعية للمناطق لتوفير 4679 وحدة سكنية، حيث تصل كلفتها 204 ملايين دينار تذهب أكبر من نصف الموازنة، 105 ملايين دينار للاستملاك، وتشمل مشاريع امتدادات القرى التي تحظى بدعم من جلالة الملك وهي موزعة على مختلف المحافظات»، نلاحظ أن كلمة المحافظات «للتمويه»، ثم يقول تقرير الصحيفة «وهو مشروع توبلي الإسكاني، وجد الحاج والبلاد القديم وسترة والمالكية والصالحية وكرانة وجنوسان وبوقوة والزلاق»، نلاحظ أن المقصود هنا «دار كليب».وقد صرح آنذاك، النائب السابق في مجلس النواب جواد فيروز، عندما كان نائباً أن «المشروع يشوبه بعض التعثر من حيث عدم إخلاء الموقع من قبل بعض الملاك خصوصاً مع تأخر قانون الاستملاك الذي لم يقر حتى الآن، ووزارة الإسكان بقيادة الشيخ إبراهيم بن خليفة تعمل بالتنسيق مع النواب والبلديين والجهات الأخرى ذات العلاقة لتسريع عجلة تنفيذ هذه المشروعات».نعم .. أيها المسؤولون .. أيها المواطنون.. هذا هو التقرير الذي يبين لكم مدى الظلم الذي وقع على أهالي الحورة والقضيبية، وكذلك بالنسبة لبقية مناطق الشرفاء، وذلك حين أسقطت هذه المناطق من المشروعات الإسكانية التي تشرف عليها وحدة امتدادات القرى، ولكن عندما يأتي مشروع إسكاني مثل إسكان الحورة والقضيبية يتم التصدي له عن طريق البعض، تحت عبارات تحرض على الدولة، منها استخدام عبارة «تهجير» و«نزع الملكية» وغيرها من عبارات ليس لها أساس من الواقع، إلا أنها عبارات تكشف مدى الغفلة عن مخطط الاستملاك الخطير الذي يسري تنفيذه في ليلة ظلماء، يقضي فيها على ما تبقى من مبان ومساكن، قد تؤكد هوية هذه المنطقة، وهذا هو معنى التهجير الصحيح الذي يرمي بأهالي المنطقة الأصيلين خارج حدود مناطقهم، وتصبح آثارهم وبناياتهم تحت ملكية من استحل الحرام في الواقع، وحرم الحرام على المنابر.إن المشروع الإسكاني لمنطقة الحورة والقضيبية هو مشروع وطني، وتقع على الدولة مسؤولية تنفيذه، كما نفذت أكثر من 10 مشروعات إسكانية بنفس الطريقة، والمشاريع الاستملاكية حق خالص للدولة، وذلك حين يكون في هذا المشروع منفعة عامة، وحق الدولة في الاستملاك يعمل به في كل دول العالم عندما تقتضي مصلحة سكانية أو خدمية أو تعليمية أو عسكرية إعادة تأهيل أي مدينة أو منطقة، وهذا النوع من التأهيل ينطبق على مشروع الحورة والقضيبية الإسكاني، حيث إنها مناطق تحتاج إلى إعادة تأهيل، إسكانياً وأخلاقياً، والذي لا يمكن تنفيذه إلا من خلال إعادة الحورة إلى ماضيها الجميل، الذي منه ستمسح دموع المتباكين على الآثار الطيبة التي تلوثت بالإثم والخطيئة، ومن يبكي ماضيه الجميل ويتأسى على آثار آبائه وأجداده، فعليه أن يساند هذا المشروع الإسكاني، لأن هذا المشروع سيعود بمنطقتهم إلى عفتها، وتعود الحورة إلى كما كانت عليه، يركض الأطفال بين طرقاتها وممراتها، وتفتح أبواب منازلها، النساء العفيفات الصالحات، وتملأ ساحات مساجدها بالمصلين، ويفوح عطر الإيمان سماء الحورة والقضيبية، ويعود ذاك الماضي الجميل الذي اغتصبته أيادٍ خفية، لا تحب أهل الحورة، وتضمر شراً عظيماً لهم، ولكل مدينة ومنطقة في البحرين، يسكنها الشرفاء، لأنها ستكون مدناً عصية صامدة، تقف سداً منيعاً ضد تنفيذ مخططاتهم الاحتلالية، مدناً صامدة تستمد قوة صمودها من تاريخ الآباء والأجداد، الذين بذلوا شبابهم وضحوا بأنفسهم وكانوا رمزاً للشجاعة والتضحية في ساعة العسرة، فيا شرفاء البحرين.. الحورة تستصرخكم.. فهي في ساعة من ساعات العسرة، فأنقذوها من خزي الحرام، ليأتيكم الله باليسرة
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90