يمثل عمر الثامنة عشر للكثيرين بداية مرحلة التحرر والتحدي. وأكبر التحديات التي نواجهها في هذه المرحلة هي محاولتنا أن نثبت لأنفسنا وللآخرين أنه «نعم»، بإمكاننا أن نقود «المركبة» التي طالما حلمنا أن نجلس وراء مقودها لنتجول في الشوارع والطرقات، من دون رقيب، الأمر الذي دفعنا في مرحلة المراهقة إلى اختلاس مفاتيح سيارة والدنا أو والدتنا، لنكسب دقائق قليلة في تشغيل محرك السيارة، ومن ثم نشعر بفرحة عارمة تملأ قلوبنا بسماع ذلك الصوت المليء بالخشونة والثقة، عندما تتحرك إطارات السيارة قليلاً، ولا شك في أن الفرحة كانت لم تسعنا، حينما حصلنا على رخصة السياقة بعد مرحلة التدريب، وخوض الامتحان الخاص بها. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، كم نسبة الأشخاص الذين يبقون محافظين على شعار «السياقة فن وذوق وأخلاق»، ذلك الشعار الذي عهدناه منذ حداثة عمرنا سواء في كتب اللغة العربية أو التربية الوطنية أو قرأناه في الإعلانات التي أكل عليها الدهر وشرب، والموزعة في شوارع المدينة.
لقد اتضح لي فيما بعد أن أناساً كثيرين لم يحالفهم الحظ أن يقرؤوا ويتدبروا معنى «السياقة فن وذوق وأخلاق» وإن مروا على الشعار، أشك تماماً أنهم فهموا معناه!
اختصار هذه الصفات الثلاثة تعني أنه «لا تقد سيارتك بتهور، ولا تقطع الإشارة الضوئية الحمراء، ولا تزاحم السيارة التي تسير عن يمينك لأن التي تقودها امرأة، ولا تقد سيارتك بسرعة 140 كلم / ساعة، ولا تفتح ضوء سيارتك على السيارة التي تسير أمامك لكي يفسح قائدها المجال لك، بغض النظر إذا كان يوجد مجال أم لا، ولا تتحدث في هاتفك النقال أثناء القيادة، ومن ثم لا تكتب رسائل نصية قصيرة، ولا تسترسل بشرح الطرق، وتبادل الأخبار على «الواتس اب» ووسائل التواصل الاجتماعي، وإذا جذبك منظر ما وأنت تقود سيارتك فلا تحاول أن تلتقط صورة لكي تضعها في الانستغرام، ولا تقد سيارتك بسرعة 80 كلم / ساعة في شارع فرعي ضيق تكاد تسير فيه سيارة وشخصان على الأكثر، ولا تحاول أن تقود السيارة في الدوران العكسي «وهناك لوحة تفيد بعدم تمكنك من ذلك»، فإن استطعت أن تضبط نفسك بتنفيذ كل ما سبق أو نصفه، تكون قد نجحت في امتحان حفظ حياتك، وحياة الآخرين من شبح الموت.
لكن أكثر ما يثيرني، ويجعلني استشيط غضباً، تصرف هؤلاء الأشخاص الذين يركبون دراجاتهم الهوائية ويمشون على الشارع ضاربين عرض الحائط برصيف يمكن أن يصل عرضه إلى مترين أو ثلاثة أحياناً، ومع هذا يتكلمون في هاتفهم النقال، بل إن الموضة الجديدة أنهم يقومون بكتابة المحادثات الفورية. فيا هذا إن كنت خائفاً أن تخسر رصيدك الهاتفي، فالأولى أن لا تخسر حياتك أو حياة الآخرين، عندما تظهر في طريقهم فجأة.
فإن كان الشخص الذي تكلمه على الهاتف، يحبك وتعتبره أغلى من حياتك، فالأولى أن تحافظ على حياتك، من أجل أن لا تدمع عيناه على فراقك بسبب تهورك.
لقد اتضح لي فيما بعد أن أناساً كثيرين لم يحالفهم الحظ أن يقرؤوا ويتدبروا معنى «السياقة فن وذوق وأخلاق» وإن مروا على الشعار، أشك تماماً أنهم فهموا معناه!
اختصار هذه الصفات الثلاثة تعني أنه «لا تقد سيارتك بتهور، ولا تقطع الإشارة الضوئية الحمراء، ولا تزاحم السيارة التي تسير عن يمينك لأن التي تقودها امرأة، ولا تقد سيارتك بسرعة 140 كلم / ساعة، ولا تفتح ضوء سيارتك على السيارة التي تسير أمامك لكي يفسح قائدها المجال لك، بغض النظر إذا كان يوجد مجال أم لا، ولا تتحدث في هاتفك النقال أثناء القيادة، ومن ثم لا تكتب رسائل نصية قصيرة، ولا تسترسل بشرح الطرق، وتبادل الأخبار على «الواتس اب» ووسائل التواصل الاجتماعي، وإذا جذبك منظر ما وأنت تقود سيارتك فلا تحاول أن تلتقط صورة لكي تضعها في الانستغرام، ولا تقد سيارتك بسرعة 80 كلم / ساعة في شارع فرعي ضيق تكاد تسير فيه سيارة وشخصان على الأكثر، ولا تحاول أن تقود السيارة في الدوران العكسي «وهناك لوحة تفيد بعدم تمكنك من ذلك»، فإن استطعت أن تضبط نفسك بتنفيذ كل ما سبق أو نصفه، تكون قد نجحت في امتحان حفظ حياتك، وحياة الآخرين من شبح الموت.
لكن أكثر ما يثيرني، ويجعلني استشيط غضباً، تصرف هؤلاء الأشخاص الذين يركبون دراجاتهم الهوائية ويمشون على الشارع ضاربين عرض الحائط برصيف يمكن أن يصل عرضه إلى مترين أو ثلاثة أحياناً، ومع هذا يتكلمون في هاتفهم النقال، بل إن الموضة الجديدة أنهم يقومون بكتابة المحادثات الفورية. فيا هذا إن كنت خائفاً أن تخسر رصيدك الهاتفي، فالأولى أن لا تخسر حياتك أو حياة الآخرين، عندما تظهر في طريقهم فجأة.
فإن كان الشخص الذي تكلمه على الهاتف، يحبك وتعتبره أغلى من حياتك، فالأولى أن تحافظ على حياتك، من أجل أن لا تدمع عيناه على فراقك بسبب تهورك.