ما تتضمنه هذه السطور رأي شخصي بحت، نتمنى أن نكون فيه مخطئين تماماً.
للتوثيق هنا، أكثر طلب تقدمت به الجمعيات المؤزمة منذ بدأت جلسات «استكمال» المحور السياسي في حوار التوافق الوطني هو طلب تأجيل الجلسات، طبعاً إذا ما أضفنا إليه «الشماعة» الجديدة المتمثلة بطلب «تمثيل الملك» في الحوار.
المشكلة أن المشاركين الآخرين وافقوا وسيوافقون على هذه الطلبات ظناً منهم أن معاملة «الانقلابي» بالحسنى قد «تنقع في عينه» وتدفعه للعمل بإخلاص على إنجاح هذا الحوار والخروج بنتيجة تخدم هذا الوطن!
تبحث عن «الشيء» لدى «فاقديه»؟! أنت إذن «تحلم» بامتياز!
في أول أسبوع للحوار، وتحديداً في أول جلسة طلبوا تأجيل جلسة في الأسبوع الذي تلاه وكان الهدف المشاركة أو بالأصح تنظيم مسيرة مناهضة للدولة تتضمن شعارات تسقيطية وتطاولاً على شخص جلالة الملك الذي دعا للحوار، إضافة لبقية رموز الحكم، وفي الختام تنتهي هذه الفعاليات بـ «كرنفال» إرهابي من حرق وتخريب وسد طرقات ومناوشات مع أجهزة الأمن تهدف للبحث عن جثث ودماء للمتاجرة بها.
الفكرة قائمة على طلب «فاصل» لتنفيذ فعاليات إرهابية، ثم «العودة» إلى طاولة الحوار وبيان أنهم جادون وعاقدون العزم على إنجاح الحوار وعدم الانسحاب منه، خاصة وأنهم باتوا يدركون أن الأطراف الأخرى توقعت انسحابهم وسوف تستعمله إعلامياً لفضحهم وبيان زيف ادعاءاتهم أن مطلبهم الحوار الذي يجمع كل الأطراف.
طبعاً بشأن «جمع» كل الأطراف، هي جملة تقرن بأي تصريح، فقط لنفي «تهمة الطائفية»، وحتى لا يقال إن هؤلاء المناضلين من أجل «الحرية» وهم المستعدون للموت دفاعاً عن حريات الآخرين، هم في الحقيقة لا يتحملون أي كلمة تخالف رأيهم، طبعاً لا يلامون، إذ إن تنشئتهم وتربيتهم الأيديولوجية قائمة على هذا المعيار، إذ منذ متى رأيتم رجل دين يعتلي المنبر ويحاط بهالة قدسية، ويخالف الأتباع أوامره؟! وعليه فإن هؤلاء لا يمكنهم تحمل آراء تخالف ما تم زرعه في «أمخاخهم»، وما تم إملاؤه عليهم من أوامر من قبل «الولي الفقيه» وفوقه «المرشد الأعلى».
المضحك أنهم يصفون غيرهم بالأتباع والعبيد والمأجورين، وصلوا لمرحلة إلصاق صفاتهم بمن يختلف معهم، أقلها هؤلاء الأتباع ينتقدون الدولة بقسوة على أخطائها، لكن أتباع الولي الفقيه لا يجرؤون على مخالفة سيدهم الذي يخدمونه بحرف واحد.
ما يفعلونه اليوم بشأن الحوار، سواء مطالبات تهدف إلى تمديد مداه الزمني، أو مطالبات وشروط لتعطيل أي حراك فيه من خلال اختراع شماعة «ممثل الملك»، أو المطالبة بـ»استفتاء» يعرفون أنه سيتم بنفس أسلوب الانتخابات التي يحدد الولي الفقيه من يجب التصويت لهم، حتى لو كان «عمود إنارة»، فقط يلون بعلم «الوفاق» ويأمر «سيدهم» بالتصويت له، سيكتسح هذا «الجماد» صناديق الاقتراع ويحطم الأرقام. ما يفعلونه اليوم كله يكشف عدم جديتهم إزاء هذا الحوار، ويكشف عدم اعترافهم أنه في هذا البلد أناس غيرهم، يريدون تصوير ما يحصل على أنه بينهم وبين النظام الذين يريدون إسقاطه والجلوس محله، وهذا أكبر خطأ يرتكبونه، لأن الطرف الآخر لن يقبل بأي صورة من صور التهميش أو الانتقاص من قدره، ربما يكون أداء بعض متصدري الحراك السياسي الممثل لهذه الأطراف المخلصة دون مستوى التأمل والطموح، لكن ذلك لا يعني استفزاز مكونات عريضة تشكل الغالبية من شعب هذا البلد ظناً أنهم لن يتحركوا لتأكيد وجودهم وأن لهم كلمة يجب أن تسمع، من قبل الدولة أولاً قبل أي طرف آخر.
المثير أنه في آخر تصريحات لـ «مراسل» الوفاق المبتعث للحوار لكن دون امتلاكه حقه في «التوقيع» باسمه وهذه ضريبة «الحرية الوفاقية» التي تمنح بـ «ريموت كنترول» الولي الفقيه، المثير أنه يعترف أن جمعيته ومن معها من أذيال لا يملكون الحق بالحديث عن شعب البحرين، وأنهم لم يدعوا ذلك، وكأنه بكلامه هذا يحاول أن ينسي الناس ادعاءات «الوفاق» زيفاً وكذباً أنها «المتحدثة الشرعية باسم الشعب»، طيب تنفون أنكم تمثلون كل الشعب، بالتالي احترموا أنفسكم وكفوا عن تحديد شكل الحوار بأنه بينكم وبين الدولة فقط.
هذا الحوار الذي نعيشه اليوم إن لم توضع له ضوابط صحيحة، إن لم توضع له آليات للعمل تلتزم بها كل الأطراف، وإن لم يضع له سقف زمني، فإنه مع هذه المماطلات وهذه الألاعيب التي استحلاها ممارسو التحريض وعرابو الانقلاب، فإن حوارنا سيدخل التاريخ السياسي الحديث كأطول حوار لكن بلا فائدة، إذ من يقول إن الفائدة تتمثل بتعرية زيفهم وكشف حقيقة نواياهم فإنه بصراحة يضيع وقت الناس ويضيع وقت الدولة ويعطل حراكها وتنميتها، فتعرية الانقلابيين كانت منذ أن أعلنوا انقلابهم على الدولة، ولا تحتاج المسألة لحوار سياسي حتى نكتشف من يخلص لهذا الوطن ومن ينتظر اليوم الذي يختطف فيه كرسي الحكم ويقلب الدولة المدنية إلى جمهورية ولائية إيرانية.
كلنا نعرف أنهم لا يريدون إنجاح هذا الحوار بأي شكل من الأشكال، لديهم خطة يريدون تنفيذها وبانت ملامحها واضحة تماما.
نكرر، حينما تبحث عن «الشيء» لدى «فاقديه»، فأنت إذن «تحلم» بامتياز!
{{ article.visit_count }}
للتوثيق هنا، أكثر طلب تقدمت به الجمعيات المؤزمة منذ بدأت جلسات «استكمال» المحور السياسي في حوار التوافق الوطني هو طلب تأجيل الجلسات، طبعاً إذا ما أضفنا إليه «الشماعة» الجديدة المتمثلة بطلب «تمثيل الملك» في الحوار.
المشكلة أن المشاركين الآخرين وافقوا وسيوافقون على هذه الطلبات ظناً منهم أن معاملة «الانقلابي» بالحسنى قد «تنقع في عينه» وتدفعه للعمل بإخلاص على إنجاح هذا الحوار والخروج بنتيجة تخدم هذا الوطن!
تبحث عن «الشيء» لدى «فاقديه»؟! أنت إذن «تحلم» بامتياز!
في أول أسبوع للحوار، وتحديداً في أول جلسة طلبوا تأجيل جلسة في الأسبوع الذي تلاه وكان الهدف المشاركة أو بالأصح تنظيم مسيرة مناهضة للدولة تتضمن شعارات تسقيطية وتطاولاً على شخص جلالة الملك الذي دعا للحوار، إضافة لبقية رموز الحكم، وفي الختام تنتهي هذه الفعاليات بـ «كرنفال» إرهابي من حرق وتخريب وسد طرقات ومناوشات مع أجهزة الأمن تهدف للبحث عن جثث ودماء للمتاجرة بها.
الفكرة قائمة على طلب «فاصل» لتنفيذ فعاليات إرهابية، ثم «العودة» إلى طاولة الحوار وبيان أنهم جادون وعاقدون العزم على إنجاح الحوار وعدم الانسحاب منه، خاصة وأنهم باتوا يدركون أن الأطراف الأخرى توقعت انسحابهم وسوف تستعمله إعلامياً لفضحهم وبيان زيف ادعاءاتهم أن مطلبهم الحوار الذي يجمع كل الأطراف.
طبعاً بشأن «جمع» كل الأطراف، هي جملة تقرن بأي تصريح، فقط لنفي «تهمة الطائفية»، وحتى لا يقال إن هؤلاء المناضلين من أجل «الحرية» وهم المستعدون للموت دفاعاً عن حريات الآخرين، هم في الحقيقة لا يتحملون أي كلمة تخالف رأيهم، طبعاً لا يلامون، إذ إن تنشئتهم وتربيتهم الأيديولوجية قائمة على هذا المعيار، إذ منذ متى رأيتم رجل دين يعتلي المنبر ويحاط بهالة قدسية، ويخالف الأتباع أوامره؟! وعليه فإن هؤلاء لا يمكنهم تحمل آراء تخالف ما تم زرعه في «أمخاخهم»، وما تم إملاؤه عليهم من أوامر من قبل «الولي الفقيه» وفوقه «المرشد الأعلى».
المضحك أنهم يصفون غيرهم بالأتباع والعبيد والمأجورين، وصلوا لمرحلة إلصاق صفاتهم بمن يختلف معهم، أقلها هؤلاء الأتباع ينتقدون الدولة بقسوة على أخطائها، لكن أتباع الولي الفقيه لا يجرؤون على مخالفة سيدهم الذي يخدمونه بحرف واحد.
ما يفعلونه اليوم بشأن الحوار، سواء مطالبات تهدف إلى تمديد مداه الزمني، أو مطالبات وشروط لتعطيل أي حراك فيه من خلال اختراع شماعة «ممثل الملك»، أو المطالبة بـ»استفتاء» يعرفون أنه سيتم بنفس أسلوب الانتخابات التي يحدد الولي الفقيه من يجب التصويت لهم، حتى لو كان «عمود إنارة»، فقط يلون بعلم «الوفاق» ويأمر «سيدهم» بالتصويت له، سيكتسح هذا «الجماد» صناديق الاقتراع ويحطم الأرقام. ما يفعلونه اليوم كله يكشف عدم جديتهم إزاء هذا الحوار، ويكشف عدم اعترافهم أنه في هذا البلد أناس غيرهم، يريدون تصوير ما يحصل على أنه بينهم وبين النظام الذين يريدون إسقاطه والجلوس محله، وهذا أكبر خطأ يرتكبونه، لأن الطرف الآخر لن يقبل بأي صورة من صور التهميش أو الانتقاص من قدره، ربما يكون أداء بعض متصدري الحراك السياسي الممثل لهذه الأطراف المخلصة دون مستوى التأمل والطموح، لكن ذلك لا يعني استفزاز مكونات عريضة تشكل الغالبية من شعب هذا البلد ظناً أنهم لن يتحركوا لتأكيد وجودهم وأن لهم كلمة يجب أن تسمع، من قبل الدولة أولاً قبل أي طرف آخر.
المثير أنه في آخر تصريحات لـ «مراسل» الوفاق المبتعث للحوار لكن دون امتلاكه حقه في «التوقيع» باسمه وهذه ضريبة «الحرية الوفاقية» التي تمنح بـ «ريموت كنترول» الولي الفقيه، المثير أنه يعترف أن جمعيته ومن معها من أذيال لا يملكون الحق بالحديث عن شعب البحرين، وأنهم لم يدعوا ذلك، وكأنه بكلامه هذا يحاول أن ينسي الناس ادعاءات «الوفاق» زيفاً وكذباً أنها «المتحدثة الشرعية باسم الشعب»، طيب تنفون أنكم تمثلون كل الشعب، بالتالي احترموا أنفسكم وكفوا عن تحديد شكل الحوار بأنه بينكم وبين الدولة فقط.
هذا الحوار الذي نعيشه اليوم إن لم توضع له ضوابط صحيحة، إن لم توضع له آليات للعمل تلتزم بها كل الأطراف، وإن لم يضع له سقف زمني، فإنه مع هذه المماطلات وهذه الألاعيب التي استحلاها ممارسو التحريض وعرابو الانقلاب، فإن حوارنا سيدخل التاريخ السياسي الحديث كأطول حوار لكن بلا فائدة، إذ من يقول إن الفائدة تتمثل بتعرية زيفهم وكشف حقيقة نواياهم فإنه بصراحة يضيع وقت الناس ويضيع وقت الدولة ويعطل حراكها وتنميتها، فتعرية الانقلابيين كانت منذ أن أعلنوا انقلابهم على الدولة، ولا تحتاج المسألة لحوار سياسي حتى نكتشف من يخلص لهذا الوطن ومن ينتظر اليوم الذي يختطف فيه كرسي الحكم ويقلب الدولة المدنية إلى جمهورية ولائية إيرانية.
كلنا نعرف أنهم لا يريدون إنجاح هذا الحوار بأي شكل من الأشكال، لديهم خطة يريدون تنفيذها وبانت ملامحها واضحة تماما.
نكرر، حينما تبحث عن «الشيء» لدى «فاقديه»، فأنت إذن «تحلم» بامتياز!