لا أحد ينكر أن هناك مشكلة، بل مشكلات نعاني منها وتحتاج إلى حلول، ولا أحد ينكر أن من حق المواطنين جميعاً التعبير عن أنفسهم ومطالبهم، بالطرق التي يكفلها الدستور وينظمها القانون، ولا أحد يقف في طريق سلمية المطالب والتحركات، يشمل ذلك الحكومة التي أقرت وتقر بأن هناك مشكلات بحاجة إلى حلول، وأنها تبذل جهودها في هذا السبيل، كما يشمل القيادة التي لولا أنها تعرف بوجود مشكلات يعاني منها المواطنون لما طرح جلالة الملك مشروعه الإصلاحي، حيث الإصلاح يعني بالضرورة وجود خلل بحاجة إلى من يصلحه.هذه حقائق لا أحد ينكرها، والمنطقي أن نتعاون على تحديدها والنظر فيها وإيجاد الحلول المناسبة لها، وكل هذا ممكن لو توفرت النية الصادقة والعزيمة التي لا تلين، وتوفر مقداراً من الثقة بين مختلف الأطراف ذوي العلاقة بالمشكلة، والأكيد أن هذه الأمور جميعها يمكن أن تتوفر لو هدأنا قليلاً، وأعطينا أنفسنا فرصة لالتقاط الأنفاس، حيث الحلول لا تأتي ونحن في قمة اشتعالنا وعصبيتنا، وهي لا تأتي بالتأكيد طالما أن عمليات الشحن مستمرة. إن أحد أسباب عدم تمكننا من الوصول إلى حل لما نعاني منه من مشكلات حتى الآن هو الشحن الذي يتم تصديره إلى الداخل من أولئك الذين اختاروا العيش في الخارج، وقرروا القيام بالمهمة الأسهل، وهي التحريض والشحن، فهذه المهمة تضمن لهم الشهرة إلى جانب الأمان لهم ولأبنائهم الذين يحظون بالعيش في الظروف الأفضل، ويتعلمون في المدارس والجامعات الأشهر. هذا الشحن الذي لا يتوقف ويعينهم على تصديره مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات المساندة بقيادة «السوسة» الإيرانية، والذي للأسف الشديد يجد الاستجابة الفورية من البسطاء، الذين لم يدركوا حتى الآن أنهم ليسوا سوى بيادق، يتم دفعهم إلى المواجهة ليغنم من بعدهم آخرون، يضعون اليوم أيديهم وأرجلهم في الماء البارد ويأملون الخروج إلى الوجود في نهاية الفيلم!هذا الشحن الذي لا يدخر صغيرة ولا كبيرة إلا وظفها ليغري بها البسطاء، بدءاً من إغرائهم بالأمور الدنيوية البسيطة كالوظيفة والراتب والسكن، وصولاً إلى الجنة المضمونة لهم، حتى مع تعطيل حياة الناس وتخريب البلد، بل هي مضمونة لهم حتى مع قتلهم رجال الأمن ومن لا يقول بقولهم!لنتصور الوضع من غير كل ذلك الشحن والتحريض الآتي من الخارج، سواء من قبل الذين اختاروا العيش في الخارج أو من قبل الفضائيات «السوسة» بأنواعها، الأكيد أن المشكلة البحرينية تنتهي في أيام معدودات، فما لا يعرفه كثيرون هو أن مشكلاتنا في البحرين ليست عصية على الحل، وأن أسباباً كثيرة يمكن تهيئتها ببساطة تؤدي في خاتمة المطاف إلى اتفاقات يرضى عنها الجميع، ليتفرغوا بعدها لمواصلة البناء والإسهام في مشوار الحضارة الإنسانية. المشكلة تتعقد فقط بسبب عمليات الشحن غريب المرامي الذي يمارسه ذلك البعض في الليل والنهار، وعبر توظيف مختلف وسائل الاتصال الحديثة. ولنتصور أيضاً سكوت – ولن نقول غياب – أولئك الذين اتخذوا موقفاً من الجمعيات السياسية التي دخلت حوار التوافق الوطني والتي تشحن العامة ضد هذا التوجه الوطني الخيّر، الأكيد أن المشاركين في الحوار سيتمكنون من التوصل مع الآخرين إلى حلول ترضي الجميع. هذا يعني باختصار أن من يمارس عمليات الشحن والتحريض من الخارج هم العقبة الكأداء التي ينبغي تحييدها – ولن أقول إزالتها كي لا تعتبر هذه دعوة للعنف، فيشحنون العامة ضدي – وإسكاتها لفترة وجيزة، فمن دون توقف عمليات الشحن والتحريض هذه لن نتمكن من التوصل إلى أية حلول لمشكلاتنا، دون أن يعني هذا براءة الفريق الموجود في الداخل والذي ما فتئ يمارس عمليات الشحن والتحريض «بطريقته»!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90