إذا كان الإيرانيون قد اتهموا الفيلم الأمريكي «آرغو، ARGO» الحائز على جائزة أوسكار لأفضل فيلم لهذا العام، لأنه صورهم «عدائيون للغاية». فنحن بعد مشاهدته أمس نعتقد أنه حمل خطاباً امتلأ بالمغالطات والاستدلالات المتهافتة. حيث يتناول الفيلم كيفية هروب 6 من موظفي السفارة الأمريكية في طهران لسفارة كندا أثناء أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين العام 1979. ثم إرسال شخص فقام بإخراجهم بجوازات كندية كفريق تصوير «فيلم فضائي».
وإذا كان الشعر «ديوان العرب». فالفن السابع هو المعبر عن الفكر الأمريكي، بالطبع بعد حاملة الطائرات «يو إس إس إنتربرايز»، فالسيف أصدق إنباء من الكتب. فسينما هوليوود لم تكن ذات مرتبة تفسيرية فقط، بل صانعة للأحداث. ومن يجادل في ذلك فليشاهد فيلم «رامبو الاول، First Blood»، وهو الذي كان مدخلاً استهلالياً لسياسة الرئيس رونالد ريغان قوي الشكيمة، وبه عالج عقدة فيتنام من وجدان الشعب الأمريكي، وهو في طريقه لتفكيك الاتحاد السوفيتي. فقد جدد فيلم «آرغو» حقيقة أن الأمريكيين لا يفهمون بعمق ما يجري في طهران، لا حين جرفتهم الثورة خارجه في نهاية السبعينات، ولا في عصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتخم بالصفقات المرتبكة. ابتداء بصفقة الخروج من العراق وصولاً لسوريا، حيث يمارس تريثه اللاإنساني انتظاراً لصفقة أفضل.
سيحوم أوباما خلال جولته الشرق أوسطية حول إيران دون أن تملك طائرة الرئاسة «Air Force One» الجرأة لطلب الإذن بالهبوط في مطار الإمام الخميني الدولي بطهران، ليس خوفاً من أن ينتهي به الأمر رهينة حتى يلغى قرار تجميد الودائع الإيرانية منذ 1979. بل لأن صفقاته المرتبكة غير قادرة على إنهاء الصداع الذي أرهقنا طوال 30 عاماً. وليته يجيد الصفقات ويفعل ما فعله الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون خلال زيارة «تحطيم الجليد» للصين عام 1972، حيث أفهم ماو تسي تونغ أن امتلاكهم للقنبلة النووية أو عدم امتلاكهم لها لن يجعل شرق آسيا رهينة لهم، أو ضمن مجالهم الحيوي، فمن الأفضل لهم التوقف عن التلويح به، ثم باعهم كرسي تايوان في الأمم المتحدة نظير ذلك.
لقد جاء أوباما للشرق الأوسط كصاحب صفقات، وليس مبادرات كاملة، جاء يبحث عن صفقة لا يعلم هو نفسه عن حجمها أو مكوناتها. ففي مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، قال أوباما «هدفي أثناء هذه الزيارة هو الاستماع». حيث سيستمع لشرح واف من الصهاينة عن منظومة «القبة الحديدية»، وكيف أن شبكة بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ التي صنعتها إسرائيل بمساعدة مالية وتقنية أمريكية قد فشلت في تحقيق الحماية الكاملة للمستوطنات الصهيونية.
فإذا اقتنع أن لا قبل «للقبة الحديدية» برد صواريخ «فجر 5» الإيرانية المحدثة، والتي تطلقها حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، فكيف سترد هذه المنظومة الضربة الانتقامية من طهران؟
وعليه نقول مقدماً إن حسم الأمور في الأراضي المحتلة أمر لا صفقة له في جعبة أوباما.
لكن قابلية هبوط طائرة أوباما في طهران كصفقة، ليست متدنية، فما تريده واشنطن لا يتعدى مطالب أربعة هي:
1- تحقيق الأمن النفطي لها ولحلفائها.
2- ضمان أمن الدولة العبرية.
3- القضاء على إرهاب التطرف الإسلامي.
4- شفافية برنامج طهران النووي.
أما طهران فمطالبها هي:
1- رفع الحصار الاقتصادي الحالي، ورفع القيود عن الودائع المجمدة منذ 1979.
2- الاعتراف بدور إقليمي لإيران يناسب حجمها.
3- ضمان استمرار حكم الملالي.
أما ردة فعل دول الخليج المتوقعة على الزيارة فلن تضاهي الغضبة المضرية لدول «جبهة الصمود و التحدي» بعد زيارة السادات للقدس المحتلة عام 1977. فقد صدم العرب آنذاك من الزيارة لأنها ضربتهم كالصاعقة. أما الآن فطهران في كل شيء حولنا وبين ثنايا مؤتمراتنا وندواتنا الخليجية.
يقول صديقي غوغل «Google»، بأرقام موثقة، إنه من دون التدخل في شؤون الآخرين، لا تكاد تجد لطهران ذكراً في وسائل الإعلام. فهي في جبال الحوثيين باليمن، وتحت بيارق «حزب الله» الصفراء في لبنان، وفي عراق المالكي، وفي مصنع الذخيرة بالسودان، وبجانب قاذفات الهاون لـ «حماس» و»الجهاد الإسلامي» في فلسطين.
أما ما يبعد شبح الزيارة قليلاً فهو أننا كعرب نحقق لواشنطن معظم ما تريده من طهران، بما في ذلك إثم النوايا بالتطبيع مع إسرائيل. كما يبعد شبح الزيارة أن فيلم» آرغو» يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن الامريكيين لم يفهموا إيران حتى الآن. ففي نهاية فيلم «آرغو» حاول صانعوه أن يظهروا جانباً إيجابياً واحداً للإيرانيين، فظهر أطفال يجمعون قصصات الورق في مكاتب السفارة، ويكونوا صورة أحد الفارين الستة، وينجح الأطفال، بينما فشل الكبار من حرس المطار في إيقاف الطائرة السويسرية عند الإقلاع. فمن ضمن الاستدلالات المتهافتة أن أطفال مطلع الثورة هم رجال حاضر إيران، الذين يذيقون الأمريكيين المرارة.
كما تجاهل الأمريكيون حقيقة أن أفخر أنواع السجاد الفارسي ذا النقوش الدقيقة تنجزها أنامل الأطفال الإيرانيين!
وعلى الأمريكيين من واشنطن إلى لانجلي في فرجينيا مروراً باستديوهات «الإخوان وارنر، Warner Bros»، في هوليوود أن ينجزوا صنع سجادة فارسية واحدة، كي يستطيعوا سبر أغوار ذلك المجتمع المغلق.
المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
وإذا كان الشعر «ديوان العرب». فالفن السابع هو المعبر عن الفكر الأمريكي، بالطبع بعد حاملة الطائرات «يو إس إس إنتربرايز»، فالسيف أصدق إنباء من الكتب. فسينما هوليوود لم تكن ذات مرتبة تفسيرية فقط، بل صانعة للأحداث. ومن يجادل في ذلك فليشاهد فيلم «رامبو الاول، First Blood»، وهو الذي كان مدخلاً استهلالياً لسياسة الرئيس رونالد ريغان قوي الشكيمة، وبه عالج عقدة فيتنام من وجدان الشعب الأمريكي، وهو في طريقه لتفكيك الاتحاد السوفيتي. فقد جدد فيلم «آرغو» حقيقة أن الأمريكيين لا يفهمون بعمق ما يجري في طهران، لا حين جرفتهم الثورة خارجه في نهاية السبعينات، ولا في عصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتخم بالصفقات المرتبكة. ابتداء بصفقة الخروج من العراق وصولاً لسوريا، حيث يمارس تريثه اللاإنساني انتظاراً لصفقة أفضل.
سيحوم أوباما خلال جولته الشرق أوسطية حول إيران دون أن تملك طائرة الرئاسة «Air Force One» الجرأة لطلب الإذن بالهبوط في مطار الإمام الخميني الدولي بطهران، ليس خوفاً من أن ينتهي به الأمر رهينة حتى يلغى قرار تجميد الودائع الإيرانية منذ 1979. بل لأن صفقاته المرتبكة غير قادرة على إنهاء الصداع الذي أرهقنا طوال 30 عاماً. وليته يجيد الصفقات ويفعل ما فعله الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون خلال زيارة «تحطيم الجليد» للصين عام 1972، حيث أفهم ماو تسي تونغ أن امتلاكهم للقنبلة النووية أو عدم امتلاكهم لها لن يجعل شرق آسيا رهينة لهم، أو ضمن مجالهم الحيوي، فمن الأفضل لهم التوقف عن التلويح به، ثم باعهم كرسي تايوان في الأمم المتحدة نظير ذلك.
لقد جاء أوباما للشرق الأوسط كصاحب صفقات، وليس مبادرات كاملة، جاء يبحث عن صفقة لا يعلم هو نفسه عن حجمها أو مكوناتها. ففي مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، قال أوباما «هدفي أثناء هذه الزيارة هو الاستماع». حيث سيستمع لشرح واف من الصهاينة عن منظومة «القبة الحديدية»، وكيف أن شبكة بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ التي صنعتها إسرائيل بمساعدة مالية وتقنية أمريكية قد فشلت في تحقيق الحماية الكاملة للمستوطنات الصهيونية.
فإذا اقتنع أن لا قبل «للقبة الحديدية» برد صواريخ «فجر 5» الإيرانية المحدثة، والتي تطلقها حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، فكيف سترد هذه المنظومة الضربة الانتقامية من طهران؟
وعليه نقول مقدماً إن حسم الأمور في الأراضي المحتلة أمر لا صفقة له في جعبة أوباما.
لكن قابلية هبوط طائرة أوباما في طهران كصفقة، ليست متدنية، فما تريده واشنطن لا يتعدى مطالب أربعة هي:
1- تحقيق الأمن النفطي لها ولحلفائها.
2- ضمان أمن الدولة العبرية.
3- القضاء على إرهاب التطرف الإسلامي.
4- شفافية برنامج طهران النووي.
أما طهران فمطالبها هي:
1- رفع الحصار الاقتصادي الحالي، ورفع القيود عن الودائع المجمدة منذ 1979.
2- الاعتراف بدور إقليمي لإيران يناسب حجمها.
3- ضمان استمرار حكم الملالي.
أما ردة فعل دول الخليج المتوقعة على الزيارة فلن تضاهي الغضبة المضرية لدول «جبهة الصمود و التحدي» بعد زيارة السادات للقدس المحتلة عام 1977. فقد صدم العرب آنذاك من الزيارة لأنها ضربتهم كالصاعقة. أما الآن فطهران في كل شيء حولنا وبين ثنايا مؤتمراتنا وندواتنا الخليجية.
يقول صديقي غوغل «Google»، بأرقام موثقة، إنه من دون التدخل في شؤون الآخرين، لا تكاد تجد لطهران ذكراً في وسائل الإعلام. فهي في جبال الحوثيين باليمن، وتحت بيارق «حزب الله» الصفراء في لبنان، وفي عراق المالكي، وفي مصنع الذخيرة بالسودان، وبجانب قاذفات الهاون لـ «حماس» و»الجهاد الإسلامي» في فلسطين.
أما ما يبعد شبح الزيارة قليلاً فهو أننا كعرب نحقق لواشنطن معظم ما تريده من طهران، بما في ذلك إثم النوايا بالتطبيع مع إسرائيل. كما يبعد شبح الزيارة أن فيلم» آرغو» يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن الامريكيين لم يفهموا إيران حتى الآن. ففي نهاية فيلم «آرغو» حاول صانعوه أن يظهروا جانباً إيجابياً واحداً للإيرانيين، فظهر أطفال يجمعون قصصات الورق في مكاتب السفارة، ويكونوا صورة أحد الفارين الستة، وينجح الأطفال، بينما فشل الكبار من حرس المطار في إيقاف الطائرة السويسرية عند الإقلاع. فمن ضمن الاستدلالات المتهافتة أن أطفال مطلع الثورة هم رجال حاضر إيران، الذين يذيقون الأمريكيين المرارة.
كما تجاهل الأمريكيون حقيقة أن أفخر أنواع السجاد الفارسي ذا النقوش الدقيقة تنجزها أنامل الأطفال الإيرانيين!
وعلى الأمريكيين من واشنطن إلى لانجلي في فرجينيا مروراً باستديوهات «الإخوان وارنر، Warner Bros»، في هوليوود أن ينجزوا صنع سجادة فارسية واحدة، كي يستطيعوا سبر أغوار ذلك المجتمع المغلق.
المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج