يبدو أن طبول الحرب العالمية الثالثة وربما الأخيرة، بدأت تقرع من قريب، وها هي الأساطيل وحاملات الطائرات بدأت تتجه إلى الشرق الأوسط، وها هي الصواريخ والرؤوس النووية أخذت مكانها في أجواء المعركة القادمة، وهذا السيناريو الفعلي الذي تريده كل القوى الكبرى ومعها إسرائيل.
تقسيم جديد وجدي على المنطقة برمتها، ومن يقوم بهذا التقسيم هي القوى العظمى، وعلى رأسها واشنطن وموسكو، ومعهما الأتباع من اليمين المتطرف في تلك الدول «الفاجرة».
دول معروفة بعزلتها وباختلاف عقيدتها عن توجه العالم، ومعروفة كذلك بشراستها لو تم إيقاظها من قمقمها، تحاول أمريكا اليوم وبكل الوسائل أن تستفزها وتجرها إلى حروب مدمرة، ربما لو حصلت ستغير خارطة الكرة الأرضية، كل ذلك طمعاً في النفط والثروات والتقسيم الجائر.
نحن العرب، نقرأ بأن هنالك «سايس بيكو» قادمة في الطريق، لكن ما نعرفه ظاهراً أنها معاهدة فعلية لتقسيم الوطن العربي وفق الأهلَّة السنية أو الشيعية أو العرقية، لكن هنالك قراءة أخرى أكثر وضوحاً من هذا التقسيم الفاسق، وهو أن التقسيم الذي سيحدث، سوف يكون وفق تفاصيل المصالح الأمريكية والروسية وغيرها من ديناصورات الدول الكبرى، لأن «الذيب ما يهرول عبث»، فكيف إذا كان من يهرول ذهاباً وجيئة في المنطقة هو الثعلب المكار؟
في الوقت الذي ينشغل المسلمون فيما بينهم بالصراعات الطائفية الرخيصة، وفي الوقت الذي تتأجج فيها النزاعات العرقية في المنطقة العربية على أشدها، يدخل الغزاة من الباب الخلفي ليحلبوا البقرة ويسرقوا ما تبقى من أوطاننا المنكوبة أصلاً، ونحن في غفلة من ذلك كله.
عجبا، كيف يسمح العقل العربي للغازي الأجنبي أن يقوم بنصب بارجاته وصواريخه وكل ترساناته النووية والبيولوجية والباستية على أراضينا، وهو لحد الآن لم يعطي إشارة لبقية الجسم بوجود خطر على أمتنا وواقعنا؟ كيف لا يؤنبنا ضميرنا العربي ونحن نجد الغزاة يحيطوننا من كل جانب لابتزاز ثرواتنا وعواطفنا وتاريخنا؟ كيف لنا أن نقبل أن تدمر أوطاننا ونحن في غفلتنا سادرون؟
صحيح هي الحرب قادمة لا محالة، حيث لا شيء يدعو إلى التفاؤل في منطقة مليئة بالجنون والتشاؤم، لكن لماذا نحن وفي كل مرة من يقوم بتسديد فاتورة الحرب والدماء؟ ألم يسأل العرب أنفسهم يوماً، لماذا هم الذين اختارتهم آلهة الأرض، بأن يكونوا قرابين وضحايا للعهر الأمريكي والروسي والصهيوني؟ أم أنه السبات العميق الذي لن نفيق منه إلا حين نودع في المقابر، وتودع معنا كل أمنياتنا الجميلة في التوابيت المصنوعة في دول تعتبر الإنسان العربي مجرد حشرة طارئة في الحياة، فهل سنقبل بهذا الذل؟ أم سنظل نقاوم فناء الوجود بوحدتنا وعزتنا وبما تبقى من كرامتنا؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة.
{{ article.visit_count }}
تقسيم جديد وجدي على المنطقة برمتها، ومن يقوم بهذا التقسيم هي القوى العظمى، وعلى رأسها واشنطن وموسكو، ومعهما الأتباع من اليمين المتطرف في تلك الدول «الفاجرة».
دول معروفة بعزلتها وباختلاف عقيدتها عن توجه العالم، ومعروفة كذلك بشراستها لو تم إيقاظها من قمقمها، تحاول أمريكا اليوم وبكل الوسائل أن تستفزها وتجرها إلى حروب مدمرة، ربما لو حصلت ستغير خارطة الكرة الأرضية، كل ذلك طمعاً في النفط والثروات والتقسيم الجائر.
نحن العرب، نقرأ بأن هنالك «سايس بيكو» قادمة في الطريق، لكن ما نعرفه ظاهراً أنها معاهدة فعلية لتقسيم الوطن العربي وفق الأهلَّة السنية أو الشيعية أو العرقية، لكن هنالك قراءة أخرى أكثر وضوحاً من هذا التقسيم الفاسق، وهو أن التقسيم الذي سيحدث، سوف يكون وفق تفاصيل المصالح الأمريكية والروسية وغيرها من ديناصورات الدول الكبرى، لأن «الذيب ما يهرول عبث»، فكيف إذا كان من يهرول ذهاباً وجيئة في المنطقة هو الثعلب المكار؟
في الوقت الذي ينشغل المسلمون فيما بينهم بالصراعات الطائفية الرخيصة، وفي الوقت الذي تتأجج فيها النزاعات العرقية في المنطقة العربية على أشدها، يدخل الغزاة من الباب الخلفي ليحلبوا البقرة ويسرقوا ما تبقى من أوطاننا المنكوبة أصلاً، ونحن في غفلة من ذلك كله.
عجبا، كيف يسمح العقل العربي للغازي الأجنبي أن يقوم بنصب بارجاته وصواريخه وكل ترساناته النووية والبيولوجية والباستية على أراضينا، وهو لحد الآن لم يعطي إشارة لبقية الجسم بوجود خطر على أمتنا وواقعنا؟ كيف لا يؤنبنا ضميرنا العربي ونحن نجد الغزاة يحيطوننا من كل جانب لابتزاز ثرواتنا وعواطفنا وتاريخنا؟ كيف لنا أن نقبل أن تدمر أوطاننا ونحن في غفلتنا سادرون؟
صحيح هي الحرب قادمة لا محالة، حيث لا شيء يدعو إلى التفاؤل في منطقة مليئة بالجنون والتشاؤم، لكن لماذا نحن وفي كل مرة من يقوم بتسديد فاتورة الحرب والدماء؟ ألم يسأل العرب أنفسهم يوماً، لماذا هم الذين اختارتهم آلهة الأرض، بأن يكونوا قرابين وضحايا للعهر الأمريكي والروسي والصهيوني؟ أم أنه السبات العميق الذي لن نفيق منه إلا حين نودع في المقابر، وتودع معنا كل أمنياتنا الجميلة في التوابيت المصنوعة في دول تعتبر الإنسان العربي مجرد حشرة طارئة في الحياة، فهل سنقبل بهذا الذل؟ أم سنظل نقاوم فناء الوجود بوحدتنا وعزتنا وبما تبقى من كرامتنا؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة.