كنت قد قررت بيني وبين نفسي أن أخصص مقال السبت لغير المقالات السياسية المرتبطة بتطورات أحداث الساحة المحلية، ورغم قناعتي أن هذا النوع من المقالات المجتمعية لم يعد مقروءاً رغم أهميته إلا أنني قررت أن أغامر فكتبت مرة عن مشكلة تواجد السيارات أمام مدخل المستشفى العسكرى، وما يشكله ذلك من إعاقة عملية لمرضى قسم الطورئ، وكتبت أخرى عن عزم إحدى دول التعاون الدخول في تجربة العناية بمرضى القلب في منازلهم، ودعوت إلى دراسة هذا المشروع وتطبيقه في البحرين، لما لذلك من فوائد أبرزها الحالة النفسية للمريض الذي سيكون بين أهله ومحبيه، والاستفادة من أسرة ذوي الإقامة الطويلة في المستشفيات، خصوصاً الداخلين في غيبوبة طويلة، ولا يحتاجون إلا إلى متابعة بسيطة ومعاينة من طبيب بين فترة وأخرى.
لا يتوفر لدي مقياس لعدد قارئي مقالاتي من خلال النسخة الورقية، ولكن لفتني انخفاض الداخلين على هذين المقالين تحديداً، من خلال موقع الصحيفة الإلكتروني، ما يؤكد توقعي ويؤكد أن هذا النوع من المقالات لم تعد تجذب القراء الذين انغمسوا في السياسة بعدما صاروا جزءا منها وصارت يومهم وليلهم.. وصديقهم.
كثيرة هي الموضوعات المجتمعية التي ينبغي تناولها بالرأي والتحليل، ليس أولها أخلاق السائقين وتفضيلهم التورط في حادث مروري، على إعطاء الآخر الآتي من شارع فرعي الفرصة للمرور قبلهم، وهو ما لايكلفهم ثوان معدودات، وليس آخرها تقصير بعض موظفي الدوائر الخدمية وتعاملهم غير المعبر عن أخلاق أهل البحرين مع المراجعين، وتأخير إنجازات المعاملات في عصر التكنولوجيا وضغطة الزر الواحدة. لكن للأسف لم تعد هذه الموضوعات مرغوبة لدى القارئ البحريني، لذا فإنه من غير المستغرب أن يتوجه كل الكتاب أو جلهم نحو الموضوعات السياسية، السياسية المحلية طبعاً وليست العربية أو الدولية التي هي الأخرى ما عاد لها «زبائن»!
نحن إذن أمام ظاهرة لافتة لا بد من دراستها من قبل المعنيين، حيث تفضيل جميع القراء أو معظمهم قراءة نوع بعينه من المقالات والاهتمام بمجال واحد فقط، يعني أن هناك مشكلة ينبغي التصدي لها. لا أتحدث عن تفضيل شريحة من القراء لكتاب صحيفة دون غيرها، أو تفضيل بعض القراء لكاتب أو كتاب معينين، ولكن أتحدث عن إقبال الجميع تقريباً على قراءة المقالات التي تتناول الشأن السياسي المحلي فقط، وكأنه لم يعد مهماً في الحياة إلا ما قاله فلان السياسي وعلان الحزبي، وما عبرت عنه هذه الجمعية أو تلك وما اتخذت من مواقف.
لعل الموضوع غير السياسي الوحيد الذي تمكن من الإفلات من هذه الظاهرة هو موضوع الزيادات وتحسين الرواتب، الذي لا يزال القراء يقبلون على قراءة ما يكتب فيه، ربما لارتباطه مباشرة بالمعيشة أو لأنه مرتبط بالسياسة واعتبره البعض من السياسيين هدفاً ووضعه ضمن أولوياته وتصدر أجندته.
مؤلم تحول القارئ البحريني إلى قراءة المقالات السياسية دون غيرها، ومؤلم عدم اهتمامه بمتابعة المقالات والموضوعات التي تهتم بأموره الحياتية والمجتمعية الأخرى، ومؤلم أن يفضل البحريني هذا النوع من المقالات والموضوعات على أي شيء بما في ذلك – ربما – أسرته.
بالتأكيد لا يمكن التوقف عن متابعة وقراءة الأمور السياسية التي هي اليوم جزء من حياتنا حيث الأحداث تتطور في كل يوم بل في كل ساعة، وحيث صار البحريني يتابع الأخبار السياسية المتعلقة بحياته وبلاده لحظة بلحظة، وبالتالي صار من الطبيعي أن يهتم بهذا النوع من المقالات والموضوعات ويعطيه الأولوية دائماً، لكن هذا ينبغي أيضاً ألا يحيل حياتنا كلها إلى سياسة فلدينا من المشكلات المجتمعية والحياتية الكثير كما إن في الحياة الكثير من الأمور التي تستحق متابعتها والتمتع بها فلسنا أول ولا آخر من يبتلى.
لا يتوفر لدي مقياس لعدد قارئي مقالاتي من خلال النسخة الورقية، ولكن لفتني انخفاض الداخلين على هذين المقالين تحديداً، من خلال موقع الصحيفة الإلكتروني، ما يؤكد توقعي ويؤكد أن هذا النوع من المقالات لم تعد تجذب القراء الذين انغمسوا في السياسة بعدما صاروا جزءا منها وصارت يومهم وليلهم.. وصديقهم.
كثيرة هي الموضوعات المجتمعية التي ينبغي تناولها بالرأي والتحليل، ليس أولها أخلاق السائقين وتفضيلهم التورط في حادث مروري، على إعطاء الآخر الآتي من شارع فرعي الفرصة للمرور قبلهم، وهو ما لايكلفهم ثوان معدودات، وليس آخرها تقصير بعض موظفي الدوائر الخدمية وتعاملهم غير المعبر عن أخلاق أهل البحرين مع المراجعين، وتأخير إنجازات المعاملات في عصر التكنولوجيا وضغطة الزر الواحدة. لكن للأسف لم تعد هذه الموضوعات مرغوبة لدى القارئ البحريني، لذا فإنه من غير المستغرب أن يتوجه كل الكتاب أو جلهم نحو الموضوعات السياسية، السياسية المحلية طبعاً وليست العربية أو الدولية التي هي الأخرى ما عاد لها «زبائن»!
نحن إذن أمام ظاهرة لافتة لا بد من دراستها من قبل المعنيين، حيث تفضيل جميع القراء أو معظمهم قراءة نوع بعينه من المقالات والاهتمام بمجال واحد فقط، يعني أن هناك مشكلة ينبغي التصدي لها. لا أتحدث عن تفضيل شريحة من القراء لكتاب صحيفة دون غيرها، أو تفضيل بعض القراء لكاتب أو كتاب معينين، ولكن أتحدث عن إقبال الجميع تقريباً على قراءة المقالات التي تتناول الشأن السياسي المحلي فقط، وكأنه لم يعد مهماً في الحياة إلا ما قاله فلان السياسي وعلان الحزبي، وما عبرت عنه هذه الجمعية أو تلك وما اتخذت من مواقف.
لعل الموضوع غير السياسي الوحيد الذي تمكن من الإفلات من هذه الظاهرة هو موضوع الزيادات وتحسين الرواتب، الذي لا يزال القراء يقبلون على قراءة ما يكتب فيه، ربما لارتباطه مباشرة بالمعيشة أو لأنه مرتبط بالسياسة واعتبره البعض من السياسيين هدفاً ووضعه ضمن أولوياته وتصدر أجندته.
مؤلم تحول القارئ البحريني إلى قراءة المقالات السياسية دون غيرها، ومؤلم عدم اهتمامه بمتابعة المقالات والموضوعات التي تهتم بأموره الحياتية والمجتمعية الأخرى، ومؤلم أن يفضل البحريني هذا النوع من المقالات والموضوعات على أي شيء بما في ذلك – ربما – أسرته.
بالتأكيد لا يمكن التوقف عن متابعة وقراءة الأمور السياسية التي هي اليوم جزء من حياتنا حيث الأحداث تتطور في كل يوم بل في كل ساعة، وحيث صار البحريني يتابع الأخبار السياسية المتعلقة بحياته وبلاده لحظة بلحظة، وبالتالي صار من الطبيعي أن يهتم بهذا النوع من المقالات والموضوعات ويعطيه الأولوية دائماً، لكن هذا ينبغي أيضاً ألا يحيل حياتنا كلها إلى سياسة فلدينا من المشكلات المجتمعية والحياتية الكثير كما إن في الحياة الكثير من الأمور التي تستحق متابعتها والتمتع بها فلسنا أول ولا آخر من يبتلى.