إن من ضلل كولن باول وترك له نقطة سوداء في تاريخه كما وصف هو بنفسه تلك اللحظة التي أخرج فيها كبسولة من حقيبته في اجتماع الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، مدعياً أنها نموذج لسلاح بيولوجي يخبئه صدام حسين في العراق، هو من يحاول الآن تضليل جون كيري ويرفع له تقارير غير حقيقية عن البحرين.
نحن لا نملك موقفاً شخصياً من سعادة السفير ليتأكد من ذلك، كما إن علاقتنا بالشعب الأمريكي على أحسن ما يرام، وعلاقتنا بالعديد من الدوائر الأمريكية علاقة تاريخية نحتاج لتدعيمها، إنما ليسمح لنا سعادة السفير هناك تصرفات وسلوك أصبحت تهدد الأمن القومي البحريني، بل وتهدد العلاقة التاريخية الخليجية الأمريكية.
ولهذا لابد من تحرك شعبي برلماني وتحرك من مؤسسات المجتمع المدني يدفع أولاً بإجراء تحقيق رسمي ثم يتجه مباشرة للجان الشؤون الخارجية في الكونغرس، يصاحبه تقديم احتجاج رسمي على تصرفات مشبوهة لموقف السفارة الأمريكية تحتاج إلى تفسير.
وسائل الإعلام الأمريكية بحاجة لأن تسمع ضجة بحرينية شعبية، لابد من لفت الانتباه إلى احتجاجات شعب البحرين الأهلية المدنية قبل الرسمية على تصرفات السفارة الأمريكية مصحوبة بأدلة لا بكلام يلقى جزافاً.
أن يحوم السفير الأمريكي بقرب قاعة لحوار وطني توافقي كان سلوكاً غير مهني أبداً وسكتنا عنه. اليوم محاولة تضليل أخرى تلك التي كتب عنها الزميل يوسف البنخليل وهي الغموض الذي صاحب زيارة ممثل أوباما الذي جاء يتقصى الحقائق عن أوضاع الحريات الدينية في البحرين.
فهل أرادت السفارة أن يخرج ممثل أوباما بانطباع معين محدد رسمه هو في خيالها وكتبته هي في تقاريرها؟ هل كانت تخشى أن تختلف تقاريرها التي ترسلها عن تقارير المبعوث الشخصي الذي يتقصى عن الحريات الدينية في البحرين؟
وقبل أن تجيب السفارة أن إرشاد حسين اجتمع مع جمعية تعايش الأديان فنذكرهم أن هذا الاجتماع سعت له الجمعية بنفسها بعد أن علمت بوجوده وحين حاولت الاتصال به عبر السفارة ماطلت السفارة أول الأمر ثم استجابت بعد الإلحاح وبجهد جهيد وصلوا له عبر وسطاء.
وقد اجتمع معهم السيد إرشاد في الكنيسة وشهد السيد إرشاد حسين صورة من صور التعددية قل مثيلها بل إنه قال إنها نموذج لم يشهد مثله في العالم حيث تجتمع كل الأديان في مساحة كيلومتر واحد كما هو الحال في قلب العاصمة المنامة.
إن حقيقة الحريات الدينية وحقيقة التعايش السلمي للأديان في البحرين يبين حقيقة الدولة المدنية التي يراد لها أن تقمع وأن يقضى عليها وتمكين جماعة ثيوقراطية تعاني من تسلطها الجماعات الدينية حين وصلت لسدة الحكم في إيران وفي العراق.
ما الذي تستفيده العلاقات الأمريكية البحرينية من نقل صورة منقوصة أو مشوهة عن البحرين؟
أما الحادثة المريبة الثانية فقد حدثت يوم 28 فبراير حين حضر مرنم مسيحي معروف له أتباع بالملايين للترنيم في البحرين عن السلام. وقد كان حدثاً مهماً حضره أكثر من 4200 مسيحي من المنطقة وأغلبهم كانوا أمريكيين من أرامكو، وجاءت محطات أمريكية لتغطية الحدث فماذا فعل المسؤولون الأمريكيون في القاعدة وفي السفارة الأمريكية.
في يوم الاحتفال طلبوا أن يؤمنوا هم سلامة المرنم الأمريكي باعتباره شخصية أمريكية مهم، وسلامة الصالة، واستلموا بالفعل هذه المهمة ولم تعترض وزارة الداخلية كنوع من التعاون وإبداء حسن النوايا.
وجاء حرسهم وبحركاتهم المعهودة فتشوا القاعة وأمنوا المداخل واستلموا زمام الأمن حتى بقي من الزمن 45 دقيقة والحفل سيبدأ والقاعة ممتلئة عن بكرة أبيها ومحطات التلفزيون موجودة.
جاء مسؤولهم الأمني وبدون سابق إنذار وقال نحن سننسحب!! ولم يبدوا أي تفسير، ولم يعطوا أي إنذار مسبق كل ما قالوه لمنظمي الحفل أن الأوضاع غير آمنة!! ولم يكتفوا بذلك بل اتصلوا بالمرنم في غرفته في الفندق وقالوا له لا تذهب للحفلة فنحن لا نستطيع تأمين سلامتك فهناك إضرابات خطيرة في الخارج!!
الحفلة، على فكرة، كانت في صالة خليفة الرياضية في مدينة عيسى ولم يكن هناك أي شيء على الإطلاق.
وبدون مقدمات صعدت سيدة أمريكية على المسرح وأخذت الميكروفون وقالت أنصح الأمريكان بالمغادرة لأن الأوضاع خطيرة وغير مستقرة!!
باقي الحكاية أن وزارة الداخلية غطت النقص الأمني خلال نصف ساعة، بل أكثر من المطلوب، والمرنم لم يصغ لهذه الترهات وحضر للحفلة، والسيدة الأمريكية تم إنزالها من المسرح والحمد لله لم ينتبه أحد لها فقد كانت الأضواء على وشك الإطفاء والحفل على وشك أن يبدأ!! هذه التفاصيل نقلت لي من المنظمين أنفسهم.
هل يفسر لنا أحد هذا السلوك؟ هل تحاول السفارة الأمريكية لي الحقائق والكذب على وسائل الإعلام عمداً؟.. وتمت الحفلة بسلام وانتهت بخير والمرنم شكر البحرين وقال إنها من أنجح الحفلات التي غنى فيها للسلام.
فهل جرت محاولة من مسؤولين أمريكيين -في السفارة أو في القاعدة بالنسبة لنا لا فرق- لتخريب الحفل كي تنقل وسائل الإعلام الموجودة أن إضرابات في البحرين؟
ثلاث وقائع، وجود السفير بالقرب من موقع الحوار الوطني وهو الموقع البعيد، والتعامل مع مبعوث الرئيس أوباما، والمسرحية التي قاموا بها لتخريب الحفل، تلك سلوكيات لا يمكن السكوت عنها بدون إجراء تحقيق رسمي يرفع تقريره لوزارة الخارجية الأمريكية، وللجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي، ولأعضاء من الكونغرس جاؤوا للبحرين وشهدوا بتضليل وسائل الإعلام الأمريكية.
هل من مصلحة الإدارة الأمريكية أن تكرر ذات الأخطاء وتخضع لذات التضليل؟ هل من مصلحة العلاقات البحرينية الأمريكية أن تحدث مثل هذه السلوكيات المريبة التي لا تتناسب مع عمق تلك العلاقة وطبيعتها الأمنية والاقتصادية؟
نحن لا نملك موقفاً شخصياً من سعادة السفير ليتأكد من ذلك، كما إن علاقتنا بالشعب الأمريكي على أحسن ما يرام، وعلاقتنا بالعديد من الدوائر الأمريكية علاقة تاريخية نحتاج لتدعيمها، إنما ليسمح لنا سعادة السفير هناك تصرفات وسلوك أصبحت تهدد الأمن القومي البحريني، بل وتهدد العلاقة التاريخية الخليجية الأمريكية.
ولهذا لابد من تحرك شعبي برلماني وتحرك من مؤسسات المجتمع المدني يدفع أولاً بإجراء تحقيق رسمي ثم يتجه مباشرة للجان الشؤون الخارجية في الكونغرس، يصاحبه تقديم احتجاج رسمي على تصرفات مشبوهة لموقف السفارة الأمريكية تحتاج إلى تفسير.
وسائل الإعلام الأمريكية بحاجة لأن تسمع ضجة بحرينية شعبية، لابد من لفت الانتباه إلى احتجاجات شعب البحرين الأهلية المدنية قبل الرسمية على تصرفات السفارة الأمريكية مصحوبة بأدلة لا بكلام يلقى جزافاً.
أن يحوم السفير الأمريكي بقرب قاعة لحوار وطني توافقي كان سلوكاً غير مهني أبداً وسكتنا عنه. اليوم محاولة تضليل أخرى تلك التي كتب عنها الزميل يوسف البنخليل وهي الغموض الذي صاحب زيارة ممثل أوباما الذي جاء يتقصى الحقائق عن أوضاع الحريات الدينية في البحرين.
فهل أرادت السفارة أن يخرج ممثل أوباما بانطباع معين محدد رسمه هو في خيالها وكتبته هي في تقاريرها؟ هل كانت تخشى أن تختلف تقاريرها التي ترسلها عن تقارير المبعوث الشخصي الذي يتقصى عن الحريات الدينية في البحرين؟
وقبل أن تجيب السفارة أن إرشاد حسين اجتمع مع جمعية تعايش الأديان فنذكرهم أن هذا الاجتماع سعت له الجمعية بنفسها بعد أن علمت بوجوده وحين حاولت الاتصال به عبر السفارة ماطلت السفارة أول الأمر ثم استجابت بعد الإلحاح وبجهد جهيد وصلوا له عبر وسطاء.
وقد اجتمع معهم السيد إرشاد في الكنيسة وشهد السيد إرشاد حسين صورة من صور التعددية قل مثيلها بل إنه قال إنها نموذج لم يشهد مثله في العالم حيث تجتمع كل الأديان في مساحة كيلومتر واحد كما هو الحال في قلب العاصمة المنامة.
إن حقيقة الحريات الدينية وحقيقة التعايش السلمي للأديان في البحرين يبين حقيقة الدولة المدنية التي يراد لها أن تقمع وأن يقضى عليها وتمكين جماعة ثيوقراطية تعاني من تسلطها الجماعات الدينية حين وصلت لسدة الحكم في إيران وفي العراق.
ما الذي تستفيده العلاقات الأمريكية البحرينية من نقل صورة منقوصة أو مشوهة عن البحرين؟
أما الحادثة المريبة الثانية فقد حدثت يوم 28 فبراير حين حضر مرنم مسيحي معروف له أتباع بالملايين للترنيم في البحرين عن السلام. وقد كان حدثاً مهماً حضره أكثر من 4200 مسيحي من المنطقة وأغلبهم كانوا أمريكيين من أرامكو، وجاءت محطات أمريكية لتغطية الحدث فماذا فعل المسؤولون الأمريكيون في القاعدة وفي السفارة الأمريكية.
في يوم الاحتفال طلبوا أن يؤمنوا هم سلامة المرنم الأمريكي باعتباره شخصية أمريكية مهم، وسلامة الصالة، واستلموا بالفعل هذه المهمة ولم تعترض وزارة الداخلية كنوع من التعاون وإبداء حسن النوايا.
وجاء حرسهم وبحركاتهم المعهودة فتشوا القاعة وأمنوا المداخل واستلموا زمام الأمن حتى بقي من الزمن 45 دقيقة والحفل سيبدأ والقاعة ممتلئة عن بكرة أبيها ومحطات التلفزيون موجودة.
جاء مسؤولهم الأمني وبدون سابق إنذار وقال نحن سننسحب!! ولم يبدوا أي تفسير، ولم يعطوا أي إنذار مسبق كل ما قالوه لمنظمي الحفل أن الأوضاع غير آمنة!! ولم يكتفوا بذلك بل اتصلوا بالمرنم في غرفته في الفندق وقالوا له لا تذهب للحفلة فنحن لا نستطيع تأمين سلامتك فهناك إضرابات خطيرة في الخارج!!
الحفلة، على فكرة، كانت في صالة خليفة الرياضية في مدينة عيسى ولم يكن هناك أي شيء على الإطلاق.
وبدون مقدمات صعدت سيدة أمريكية على المسرح وأخذت الميكروفون وقالت أنصح الأمريكان بالمغادرة لأن الأوضاع خطيرة وغير مستقرة!!
باقي الحكاية أن وزارة الداخلية غطت النقص الأمني خلال نصف ساعة، بل أكثر من المطلوب، والمرنم لم يصغ لهذه الترهات وحضر للحفلة، والسيدة الأمريكية تم إنزالها من المسرح والحمد لله لم ينتبه أحد لها فقد كانت الأضواء على وشك الإطفاء والحفل على وشك أن يبدأ!! هذه التفاصيل نقلت لي من المنظمين أنفسهم.
هل يفسر لنا أحد هذا السلوك؟ هل تحاول السفارة الأمريكية لي الحقائق والكذب على وسائل الإعلام عمداً؟.. وتمت الحفلة بسلام وانتهت بخير والمرنم شكر البحرين وقال إنها من أنجح الحفلات التي غنى فيها للسلام.
فهل جرت محاولة من مسؤولين أمريكيين -في السفارة أو في القاعدة بالنسبة لنا لا فرق- لتخريب الحفل كي تنقل وسائل الإعلام الموجودة أن إضرابات في البحرين؟
ثلاث وقائع، وجود السفير بالقرب من موقع الحوار الوطني وهو الموقع البعيد، والتعامل مع مبعوث الرئيس أوباما، والمسرحية التي قاموا بها لتخريب الحفل، تلك سلوكيات لا يمكن السكوت عنها بدون إجراء تحقيق رسمي يرفع تقريره لوزارة الخارجية الأمريكية، وللجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي، ولأعضاء من الكونغرس جاؤوا للبحرين وشهدوا بتضليل وسائل الإعلام الأمريكية.
هل من مصلحة الإدارة الأمريكية أن تكرر ذات الأخطاء وتخضع لذات التضليل؟ هل من مصلحة العلاقات البحرينية الأمريكية أن تحدث مثل هذه السلوكيات المريبة التي لا تتناسب مع عمق تلك العلاقة وطبيعتها الأمنية والاقتصادية؟