بات واضحاً الآن أن الولايات المتحدة الأمريكية مصرة على أن تحكم البحرين فتتحكم في القضاء وفي السلطة التشريعية عبر عملائها الوفاقيين وتلغي وجود شعب حر أبي عاش حراً وسيبقى حراً هو الشعب البحريني بشيعته وسنته. الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل في رسم الخط السياسي بدعوى الصداقة وتحدد أحكام القضاء البحريني بدعوى متانة العلاقة، وغداً تتحكم فيمن سيدخل السلطة التنفيذية بدعوى المصلحة المشتركة، وبعدها تقول لمن تشاء ارحل وارحل الآن وستقول للشعب البحريني أنت عبدي وآمرك بما أشاء!! أمريكا تريد أن تتدخل في القضاء البحريني لصالح الوفاق وتتدخل في الحوار البحريني لصالح الوفاق، وتتحكم في المشهد السياسي في البحرين ليس لعيون الوفاق فما هم سوى حصان لطراودتها، ورقة كالكلينكس شأنها شأن أي عميل متى ما انتهت منه رمته في أقرب (زبالة) واستخدمت غيره. الوفاق اليوم تضغط على شعب البحريني بوسيلتين؛ الأولى بفرض بالقوة وبالعنف والتهديد بالفتاوى الدينية، والثانية بالاستعانة بالولايات المتحدة الأمريكية، والنتيجة أن شعب البحرين الآن يخوض حرباً باردة في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وعميلتها الوفاق. الولايات المتحدة الأمريكية لا تحتاج أن تنزل قوات أمريكية على الأرض البحرينية، الوفاق تكفلت بذلك نيابة عنها لتسلمها مفاتيح غرفة النوم البحرينية وستختبئ هي خلف حذاء الجنرال الأمريكي بانتظار فتات السلطة يلقى لها. ليست الوفاق اليوم هي التي تريد أن تفرض أمراً واقعاً على البحرينيين، بل هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أن تفرض أمراً واقعاً على كل دول مجلس التعاون. تنسى أمريكا أن البحرين وأبناء الخليج هم من حاربوا الاستعمار وشكلوا الجبهات وقاوموا الوصاية طوال وجود المستعمر، ولا يمانعون أبداً أن تبقى كرامة الشعب الخليجي مرفوعة حتى وإن ألقي عبء رفع الرأس والكرامة عليه من جديد بعدم القبول بالخنوع والتدخل السافر الوقح في شؤوننا، فإن قبلت به البحرين فإن الدور قادم على بقية الدول الخليجية وخطة بدأت بالعراق مرسوم لها أن تسري على بقية دول مجلس التعاون. الخطأ لا يتحمله الخونة؛ فهؤلاء لا حديث لنا معهم، الخطأ يتحمله نظام سياسي بدا وكأنه غير موجود في حين يتحرك المبعوث الأمريكي بحرية تامة ويلتقي بمن يشاء ويصرح وكأنه في بلد بلا كرامة وبلا سيادة، الخطأ يتحمله النظام السياسي الذي قبل بهذا الوضع. والخطأ تتحمله كل القوى السياسية التي تقف إلى هذه اللحظة حائرة لا تعرف كيف تتصرف وبعيدة عن نبض الشارع وحراكه. الخطأ تتحمله الشعوب الخليجية التي لم تنتبه إلى الآن أن البحرين مفتاح لبابها إن سلمه الخونة للأمريكان فقد سلم الديار لهم. الخطأ الأكبر يتحمله الشعب البحريني الذي ارتضى هذه الدرجة من المهانة والذل والعبث بكرامته وبسيادته وبإهانته وبإقصائه ومازال ساكتاً لم يقل كلمته إلا عبر مقالات في الصحف في حين يمتلك أداة الصوت المرتفع إذ يمتلك الشارع، الشارع البحريني الذي عاد وارتكن للهدوء وللعبث اليومي والالتهاء بمشاغل الحياة وترك الوفاق تجبره على الخنوع والاستسلام مستعينة ببوسنر. فإن كانت القوى السياسية قد عجزت عن فرض نفسها ولا تمتلك القدرة على اتخاذ القرار، فإن الشارع مازال حياً يرزق وبه نفس، وعليه أن يقول كلمته وأن يسمع الكل صوته. لابد أن يسمع النظام السياسي صوته أولاً ويعرف أنه لا يمكنه أن يتخذ قراراً دون موافقته وأن بضعة من الشخصيات تتصدى للمشهد السياسي لا تمثله ولا تتحدث باسمه، ولابد أن تسمع الوفاق صوت الشعب البحريني كله الذي يرفض الخضوع للاستعمار الجديد والعمالة له فإن باعت الوفاق نفسها للأمريكان فعلى الشعب البحريني أن يقول للوفاق بأنها لا تملك أن تتصرف باسمه. لابد أن تسمع الولايات المتحدة الأمريكية كلمة الشعب البحريني يقول لها؛ إلى هنا وكفى.. إلى هنا وكفى.. لابد أن تقال من كل حر وحرة، ومن كل رجل تأبى مروءته الذل والمهانة ومن كل امرأة ترفع رأسها فوق هامات السحب لأنها بحرينية. ونقول لقيادات الشارع البحريني كلهم دون استثناء كفى التهاء بفتات الرزق والتهاء بصراعات شخصية وبمن يقود ومن يتصدى ومن يصعد للمنصة ومن يدعو ومن يلقي الخطاب ومن ينظم ومن يحسب على من ومن يقول سمعاً وطاعة، فالبحرين في رقبتكم، الولايات المتحدة الأمريكية تدوسكم بأرجلها وأنتم لاهون بأنفسكم ومصالحكم الضيقة، اصحوا لما يصاغ لكم في ليلة ظلماء، إن كنتم تريدون عراقاً آخر فاستكينوا وناموا ولا تبكوا على اللبن المسكوب بعد أن تقع الفأس في الرأس، إن كنتم تريدون سيستانياً آخر يحكم البحرين فاسكتوا، البحرين لابد أن تخرج عن بكرة أبيها لتقول للاثنين كفى. البحرين -يا أمريكا ومعها عميلتها الوفاق- ليست للبيع، ومليون “جلبي” لن يخضع البحرين لكم.