قدم الهولنديون أسوأ بطولة في تاريخ البرتقالي، البطولة التي دخلها وهو على الورق الأكثر حلولاً هجومية ولكن ذلك لم يشفع له في ظل المستويات الهزيلة التي قدمها أمام ثلاثة منتخبات. فالمنتخب عانى من عدة أمور، لن أخوض في الأمور الفنية لأنها عرضت مراراً و تكراراً على التلفاز، و لكن أكاد أجزم أن ما هدم بمخططات مارفيك كانت نفسية مع أنها لا تخلو من بعض الجزئيات الفنية. كل اللاعبين عادوا من بطولات الموسم الأوروبي الشاق، بدءاً بآريين روبن الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الثلاثية التاريخية مع بايرن ميونخ، ولكنه في ثلاث بطولات أضاع فرصاً أقل ما يقال عنها ذهبية، ففي الدوري وفي المباراة الحاسمة أمام بوروسيا دورتموند أضاع ضربة جزاء في نهاية المباراة. وفي نهائي دوري أبطال أوروبا أضاع ضربة جزاء في الشوط الإضافي كانت كفيلة بتتويج النادي الألماني. في وهلة كاد يكون روبن بطل ألماني قومي ولكنه تحول لتمثال يتلقى انتقاداً يتلوه الآخر، بالأخير لا نقول سوى لم يكن روبن موفقاً وقدم موسماً للنسيان. فان مارفيك كان يعيش في متاهة حقيقية، فتشكيلة المنتخب في أول مباراتين كانت مميزة وبتوظيف عال للاعبين، ولكنها للمباريات الودية غير الرسمية التي كان يخوضها المنتخب قبيل الدخول في البطولة الأوروبية، فان مارفيك كان يلعب وهو غير متأكد من تشكيلته والدليل الشخصية المهزوزة التي ظهر بها المنتخب، فهو لا يملك ثقافة العودة للمباراة، ولا هو ثابت على تكتيك معين، مارفيك كان يملك منتخباً عظيماً، و لم يعرف كيف يجمع كل المميزات حتى يرى عصارة غايته، كالأمواج العشوائية التي هي بحاجة لمن يلاطمها معاً! كثير من النجوم عانوا من “هاجس “ كفان بيرسي و هونتلار، الأول هو هداف ونجم الدوري الإنجليزي للموسم السابق والثاني هداف شالكه، هاجس الجماهير الهولندية تجاههم كانت أصداؤه في أنفسهم و ترجم في لعبهم، فان بيرسي يريد أن يثبت أنه اللاعب الذي يستحق مركزه رغم فشله في كأس العالم، و هونتلار يريد إثبات أنه الأحق بهذا المركز، و شكل هذا المكسب للاثنين هاجساً وهوساً فشلوا في فك طلاسمه. ما ينتظر من هولندا هو أكثر من ذلك، لم نشاهد يوماً هولندا تلعب بعنف، ولا هولندا ضعيفة الأطراف، ولا هولندا ذات الهوية الضعيفة ميدانياً، ما الذي حدث في الحقيقة؟ سؤال أبعاده عميقة جداً، ولكننا حللنا نسبة للورق المكشوف دون الخفي !. [email protected]
{{ article.visit_count }}