قولوا ما تقولون عن تجمع الوحدة الوطنية، ضعوا في أعضائه عيوب الدنيا كلها، وأبدوا رأيكم كما تودون عن الأمانة العامة وأشخاصها، وأعجبكم الشيخ عبداللطيف أم لم يعجبكم؛ المهم لا تضيعوا الرقم ولا تقتلوه؛ ثلاثين ألفاً، هو الرقم الصعب الآن وهو الإنجاز وهو الطوق.
لم يقف أمام مخطط الوفاق لخيانة البلد كما وقف هذا الرقم، هو بحد ذاته ودون أن يتكلم أحد من جمعية التجمع الوحدة الوطنية، الرقم بحد ذاته أحدث أثراً في المعادلة السياسية، فلا تستهينوا بهذا الإنجاز ولا تضيعوه.
فلا أمريكي ولا بريطاني ولا ألماني ولا فرنسي ولا لجنة ولا منظمة دولية جاءت للبحرين إلا وحسبت حساب هذا الرقم الموازي، أعجبنا أم لم يعجبنا أداء القائمين على التجمع، فإننا بدون هذا الرقم كنا مجرد شتات موزع ومبعثر في جمعيات موزعة أعضاء كل واحد منها بضع مئات، ولا أحد يعتقد بأن في البحرين كتلة سياسية يحق لها أن تتحدث باسم البحرين غير الوفاق التي فاخرت طوال العشر سنوات السابقة أنها الحزب الأكبر سياسياً، لا في البحرين فقط بل في المنطقة، ولهذا يحق لها أن تحتكر لقب (المعارضة) كرقم وكموقف.
لم يحقق التوازن سوى رقم تجمع الوحة الوطنية الذي نجح في اختراق حاجز الثلاثين ألفاً، من بعد ذلك وبفضل الله اضطرت كل الجهات الدولية وأجبرت ورغماً عنها أن تتحدث عن وجود قوى سياسية في البلد، ولا حل أو حوار أو مخرج إلا ويضع في اعتباره وجود كتلة الثلاثين الألف الثانية، وهي تجمع الوحدة الوطنية، لقد نجح الشعب البحريني في إجبار المجتمع الدولي على أن يحسب حساب الأغلبية التي كانت صامتة.
اليوم يراد أن يقضى على هذا التجمع، ويراد قتله ودفنه، ويراد أن يحطم لأسباب عديدة؛ بعضها من داخل التجمع وبعضها من خارجه، وهناك بحرينيون لا ينظرون إلى أبعد من موطئ قدمهم فيظنون أن التجمع هو الشيخ عبداللطيف، أو أن التجمع فلان أو علان من الأمانة العامة، أقول لهم كل هؤلاء ذاهبون وكلهم بالآلية الديمقراطية بالإمكان تغييرهم أو تثبيتهم، الحمدلله أننا لا نضع هالات قداسة على الأشخاص ولا (نرمزهم)، واليوم تتجدد الفرصة لدخول وجوه جديدة ودماء جديدة في الانتخابات تخدم الهدف الأساسي من تأسيس هذا الحزب وهو إبقاء هذا الرقم كمعادل وحافظ للتوازن.
إعادة لملمة الرقم وتحشيده وجمعه هو الهدف الذي يجب أن يكون على رأس قائمة الوجوه الجديدة التي ستطرح نفسها للترشح، كل من انتقد أو تذمر أو انفلت عقده من التجمع سيجد الفرصة الآن أمامه كي ينزل الميدان، وبدلاً من التذمر و(التحلطم) هذا الميدان يا حميدان كما نقول.
بقي أن أقول كلمة؛ وهي أن هناك أشخاصاً من التجمع عضوا على الجمر وصبروا وصابروا طوال هذا العام، وعملوا بصمت ولا أحد يعرف أسماءهم، تمسكوا بالتجمع دون أن يبرز اسم أي منهم فلا حباً للظهور ولا حباً (للرزه) تركوا بيوتهم وأخروا التزاماتهم العائلية ومصالح عملهم، ومازال لديهم هاجس الخوف على البحرين والخشية عليها من تآمر المتآمرين وخيانة الخونة.
وهناك أشخاص لم يكن لديهم علم بألف باء السياسية قبل 14 فبراير، لكنهم من أجل عيون البحرين لم يتوانوا من البدء بالتعلم من تحت الصفر، قبلوا الدخول في دورات ليكتسبوا مهارات جديدة تساعدهم في الدفاع عن البحرين، وهم رجال ونساء كبار ولديهم أطفال وأسر لم يحركهم سوى حب البحرين، ترفعوا عن الخلافات وتخطوا كل الصعاب ولم يعبأوا بكل الصغائر التي ألهت الآخرين، حب البحرين يسري في دمهم وما وقفوا عند الخلافات والانشطارات التي حدثت، بل ظلوا صامدين، أحييهم وأحي النساء منهم بالذات فهن الأكثر ثباتاً وصموداً وتحدياً وإيثاراً.
وصيتي لكم.. من الصعب جمع 30000 في أي حزب سياسي جيد، هذا هو إنجاز بحريني صرف، إن ضعف أداء القائمين عليه وإن كان لديكم أية تحفظات فها هي الفرصة أمامكم من جديد ادخلوا وغيروا وعالجوا ما اشتكيتم منه، واليوم الأربعاء وغداً هو آخر يوم لتقديم الترشيحات.
^ ملاحظة..
نصيحة للقائمين على التجمع الأول إعادة النظر في الرسم الجديد.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90